الصحوة تصدر كتاباً يوثق افتتاحيات الصحيفة منذ التأسيس لكاتبها الأستاذ اليدومي

الصحوة تصدر كتاباً يوثق افتتاحيات الصحيفة منذ التأسيس لكاتبها الأستاذ اليدومي

 أصدرت مؤسسة الصحوة  للصحافة، كتاباً يضم افتتاحيات الصحيفة الأسبوعية، في العقد الأول من تأسيسها في ثمانينات القرن الماضي، لمؤسسها ورئيس التحرير الأسبق، الأستاذ محمد اليدومي.

ويضم الكتاب الذي سيتم "طبعه وتوزيعه في الأيام القادمة"، نخبة مختارة من افتتاحيات الصحيفة منذ تأسيسها عام 1985 وحتى 1993، وصدر بعنوان "للصحوة كلمة" وهو ذات العنوان الثابت للافتتاحية الشهيرة للصحيفة، التي توثق مرحلة مهمة من المسار السياسي في اليمن.

واحتوى الكتاب على 229 صفحة، تضمنت 75 افتتاحية، كانت تقدم وجهة نظر أسبوعية عن جملة القضايا اليمنية وهموم وتطلعات الجماهير، ولم تغفل تلك الكتابات عن القضايا العربية والإسلامية، التي كانت تشكل هاجسا مشتركا للأمة في مرحلة ما بعد التحرر من الاستعمار والكهنوت.

يرأس حالياً الأستاذ محمد عبدالله اليدومي (77 عاما)، الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح، وهي أعلى هيئة قيادية في الحزب، ويمثل حالة إلهام سياسي على الصعيد الوطني، حيث شهد كثيراً من التحولات الوطنية التاريخية.

 

اليدومي يقدم أوراق الاعتماد

في أول افتتاحية لصحيفة "الصحوة" كتب الأستاذ اليدومي بعنوان "أوراق الاعتماد" قدم فيها ملخص عن المسار الذي تعتمده الصحيفة في خطابها الفكري والثقافي، كانت أشبه بميثاق أخلاقي امتداد للحركة الإصلاحية في اليمن، والتي شكلت مساراً سياسياً.

كتب اليدومي في أول عدد الذي صدرت 11 إبريل 1985 "إليك عزيزي القارئ نتقدم بأوراق اعتمادنا، في بداية انطلاقنا معا في طريـق الحق والقوة والحرية، نقدم إليك أنفسنا لتعرف من نحن وماذا نريد".

أسس الخطاب الذي اعتمدته صحيفة "الصحوة" للمسار السياسي الذي تشكل فيما بعد، وكان اعلان تأسيس التجمع اليمني للإصلاح، في 13 سبتمبر 1990، كخلاصة أفكار يمنية نمت بعد ثورة 26 سبتمبر 1962 وكان لها أساس قديم ونضالات ضد المستعمر والكهنوت، في مرحلة الصحوة العربية التي اندلعت ثوراتها في ثلاثينات القرن الماضي.

وتتميز هذه الافتتاحيات بمضمونها المتعدد والمتنوع، الذي ساهم في ترسيخ حضور الصحيفة كواحدة من أبرز الصحف في الوسط الإعلامي، وأضفى عليها ميزة فريدة تعكس حراك الشارع اليمني وتطورات الأوضاع في الساحة العربية والإسلامية، إضافة إلى ما عكسته من جدل واهتمام في المشهد السياسي اليمني.

 

عِرفان وتذكير بمواجهة الإمامة

وقال رئيس التحرير، محمد اليوسفي، "إن أسرة تحرير الصحيفة أرادت بهذا الكتاب تقديم هدية عرفان ووفاء للأستاذ اليدومي ودوره الكبير في تأسيس "الصحوة"، ومنحها هذا الألق الإعلامي والسياسي الذي تميزت به في تلك الفترة".

وأضاف في تصريح لـ"الصحوة نت" "أن كتابات الأستاذ اليدومي لافتتاحيات "الصحوة" منحتها أهمية كبيرة وأدواراً مميزة، وكانت حملات الصحيفة في مواجهة عودة المطامع الإمامية بمثابة أجراس الإنذار والتحذير، والتنبيه من الخطر الجديد الذي يهدد النظام الجمهوري وثورة 26 سبتمبر المجيدة".

وأشار اليوسفي إلى "أن التاريخ سجل للصحوة أنها كانت سباقة في تشخيص خطورة الفكر الإمامي المستتر آنذاك، والتنبيه لخطورته وهو ينخر في جسم النظام الجمهوري".

وتابع: "كما قامت بتشريح حقيقته العنصرية السلالية وترسيخ مبدأ الحرية والعدل والمساواة، وكانت تحذر من خطورة الشعور الذي يتبناه الإماميون، بالتفوق العنصري الذي يدّعي نقاء الدم والحق الإلهي في الحكم، دون اعتبار أن الله خلق الناس جميعا من أصل واحد لا تمييز بينهم الا بالتقوى والعمل الصالح ودون مراعاة  لقيم الحرية للفرد والشورى".

 

خطاب جديد وتوثيق

 في منتصف ثمانينات القرن الماضي، كانت الحياة السياسية تضج بالأفكار المختلفة وتتجه نحو الوحدة الوطنية بين الشمال والجنوب، وشكل هذا معتركاً صعباً في تأسيس ثقافة التنوع والحرية الفكرية، ولم يكن في اليمن فقط بل على مستوى المشرق العربي.

كان خطاب الحركة الإسلامية جزء من حالة التنوع التي خلقتها الثورات العربية بعد الاستعمار، فنشأت تيارات مختلفة، وكانت مهمة "الصحوة" حينها تقديم خطاب متزن وسطي مساند للحقوق ولتطلعات الأمة العربية في مساندة القضية الفلسطينية ومواجهة بقايا الاستعمار والكهنوت.

وأشار رئيس تحرير الصحوة، محمد اليوسفي إلى "أن افتتاحيات "الصحوة" منذ تأسيسها قدمت رؤية وسطية للإسلام الحنيف بعيدًا عن الجمود والتقليدية، بالإضافة إلى اهتمامها بالقضية الفلسطينية، وهي القضية التي حظيت باهتمام كبير".

وأضاف " تناولت الافتتاحيات  أيضا القضايا المعاصرة في حينها مثل مبدأ الشورى والموقف من الاستبداد بالإضافة إلى الحرب العراقية الإيرانية، ومحطات مهمة من التاريخ العربي والإسلامي".

واختتم اليوسفي تصريحه بالقول "إن افتتاحيات "الصحوة"، التي كتبها الأستاذ اليدومي، كانت محط اهتمام ومتابعة من قِبل الكثيرين من مختلف المستويات السياسية الرسمية والشعبية. كانوا يحرصون على قراءتها للتعرف على موقف الحركة الإسلامية تجاه الأحداث المحلية والعربية والدولية، كما أن الافتتاحيات وثقت أيضاً مرحلة مهمة من التاريخ السياسي اليمني".

 

من هو الأستاذ اليدومي؟

الأستاذ محمد عبد الله اليدومي، سياسي يمني، يرأس الهيئة العليا لحزب التجمع اليمني للإصلاح، وهو مؤسس صحيفة الصحوة، الصحيفة الرسمية للحزب، وصاحب الامتياز.

ولد اليدومي في تعز عام 1947 وتخرج من أكاديمية الشرطة في مصر عام 1973، وعمل بعدها ضابطا في الأمن العام، ثم الأمن السياسي، وتولى مناصب ومسؤوليات رفيعة، حصل على ليسانس الآداب قسم التاريخ من جامعة صنعاء.

 في عام 1985 أسس جريدة "الصحوة" التي تعتبر لسان حال الحركة الإسلامية في اليمن، وترأس تحريرها حتى العام 1994، انتخب أمينا عاما مساعدا للتجمع اليمني للإصلاح بعد إعلان قيامه عام 1990، وفي العام 1994 انتخب أمينا عاما.

وفي عام 2008 أصبح اليدومي رئيساً للهيئة العليا للإصلاح بعد وفاة الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، وخاض منذ ذلك الحين مسارا سياسيا نضاليا سلمياً في تحولات شهدتها البلاد بدء من الصراع السياسي وصولا إلى ثورة 11 فبراير 2011، ومن ثم الحرب التي اشعلها الحوثيون في 2014 ومازالت مستمرة.

القائمة البريدية

أشترك معنا في القائمة البريدية لتصلك كل الاخبار التي تنشرها الصحوة نت

تواصل معنا

الجمهورية اليمنية

info@alsahwa-yemen.net

الصحوة نت © 2023 م

الى الأعلى