أوامر إعدام على الطريقة الإيرانية.. الحوثيون يرتكبون جرائم مركبة بحق المختطفين

أوامر إعدام على الطريقة الإيرانية.. الحوثيون يرتكبون جرائم مركبة بحق المختطفين

حياة 70 مختطفا في سجون مليشيا الحوثي مهددة بالموت بعد أن أعلنت مليشيا الحوثي نيتها اعدامهم.

معظم أولئك المختطفين، اختطفوا من مقرات أعمالهم، ومن الطرقات ومن منازلهم، قضوا سنوات تحت الاختفاء القسري، وصنوف شتى من التعذيب، غير أن الجريمة الأخطر هي قرار مليشيا الحوثي إعدامهم.

سبق لمليشيا الحوثي أن نفذت تهديداتها بتصفية مختطفين، كما هو الحال مع 9 مختطفين، بينهم قاصر، من أبناء محافظة الحديدة في 23سبتمبر2022.

تتخوف أسر المختطفين من تكرار المليشيات جريمتها بحق أبنائهم المختطفين بعضهم منذ منتصف 2015، بتهم باطلة عادة ما توجهها المليشيات بحق معارضين من المختطفين.

وتناشد أسر المختطفين المجلس الرئاسي والحكومة، ومكتب المبعوث الأممي، والمنظمات الحقوقية الضغط على المليشيات واطلاق سراح المختطفين وانجاح صفقات التبادل تحت مبدأ "الكل مقابل الكل" التي أعلنت عنه الحكومة ووفدها المفاوض.

تساءل ناشطون وصحفيون عن دور المبعوث الأممي في هذا الملف الإنساني البحت منذ ان تولى مهمته، ويستغربون عن صمته فيما يتعلق بالمختطفين وقرارات مليشيا الحوثي نيتها اعدام 70 من المختطفين، أم أن دوره يتعلق في عرقلة قرارات الحكومة السيادية.

مأساة جديدة

يتألم الصحفي المحرر من قبضة مليشيا الحوثي، أكرم الوليدي، على أوضاع المختطفين في سجون مليشيا الحوثي، كونه قد ذاق مرارة الاختطاف وكذلك مرارة الخوف من مصير مشابه بعد أن قررت المليشيات إعدامه مع ثلاثة صحفيين قبل تحريريهم في ابريل 2023.

في حديثه لـ "الصحوة نت" قال الوليدي " تتجلى أمامنا مأساة جديدة تُضاف إلى سجل الجرائم لمليشيا الحوثي، وهي انعكاسًا لوحشية المليشيات، وتجسيدًا لصنوف التعذيب النفسي والجسدي التي يعيشها هؤلاء المختطفون ".

وأضاف الصحفي الوليدي، أن التعذيب الجسدي كان يُحيط به وزملائه كالكابوس، من ضرب وحشي والصعق الكهربائي والركل على الوجه، والتعليق لساعات طويلة، ووضعك في ضغاطة لا تتجاوز متر في متر، وحرمان من النوم والأكل، إلى سوء المعاملة التي لا تنتهي".

وعن التعذيب النفسي يقول الوليدي "كنا نعيش كل لحظة تحت ظل التهديد بالموت، مضيفا " تصور نفسك في زنزانة مظلمة، تسمع خبر نية المليشيا إعدام زملائك، يخفق قلبك هلعًا، وتتسارع أنفاسك خوفًا".

كان ذلك حينما شاهد المختطفون على قنوات المليشيات اعدام عشرة من أبناء الحديدة، يقول الوليدي "كان الخبر يسري في عروقنا كالسم، يزرع في نفوسنا رعبًا لا يوصف، ويجعل كل يوم يمر علينا وكأنه الأخير".

وعن أمله وزملائه بالحكومة والمنظمات يقول الوليدي "كنا نتطلع بأمل إلى الحكومة والمنظمات الحقوقية، كالغريق الذي يبحث عن قشة يتعلق بها".

وأضاف كنا نأمل أن يسمع العالم أصواتنا فيتحركوا لإنقاذنا من براثن المليشيات، نأمل بضغوط تضع حداً لهذه الانتهاكات الجسيمة.

يطالب الصحفي الوليدي المجتمع الدولي والحكومة مواصلة الجهود لإنقاذ من تبقى في سجون المليشيات من المختطفين والأسرى، وأنه لا يجب أن يُترك أي مختطف مواجهة هذا المصير البشع، مشيرا إلى ان حياة المختطفين ليست ورقة مساومة في يد الطغاة.

عن شعوره بعد نيله حريته قال الوليدي: لا يمكن للكلمات أن تصف شعور الحرية بعد الأسر، فبعد أن كتب لي الله النجاة من قبضة هذه المليشيا الإرهابية، أشعر بأنني وُلدت من جديد.

 

دور المبعوث الأممي

من جهته تساءل، رئيس مركز البلاد للبحوث والدراسات، الصحفي حسين الصوفي، عن الدور الذي بذله المبعوث الأممي الى اليمن، غروندبرغ هانس، في ملف المختطفين.

وأضاف في حديثه لـ "الصحوة نت " يجب أن تتركز جهود المبعوث الأممي في ملف المختطفين والأسرى، بدلا من التدخلات بشأن المهام الدستورية للحكومة اليمنية، التي تعتبر خارج مهامه.

وتابع الصوفي قوله "يجب أن يبذل المبعوث الأممي، هانس، أقصى الجهود لتنفيذ قوانين ومواثيق ومعاهدات حقوق الانسان ومن أهمها استئصال جريمة الاختفاء القسري".

كما انتقد الصوفي التقصير غير المبرر من قبل الحكومة في التصدي لجرائم مليشيا الحوثي وعبث المبعوث الأممي، هانسن، والمؤسسات الدولية التي تعمدت تهميش الملف الإنساني وتواطئها مع مليشيا الحوثي وتحويله الى ورقة سياسية للتفاوض.

وأشار إلى ان تسييس القضاء من قبل المليشيا الحوثية جريمة بالغة الخطورة، بهدف الابتزاز السياسي وتدمير قلاع العدالة لليمنيين.

 

جرائم مُركبة

في حديثه للصحوة نت يقول الصحفي، هشام طرموم" إن الجرائم التي ترتكبها ميليشيا الحوثي بحق المختطفين، جرائم مركبة، تبدأ من الاختطاف والاخفاء القسري، والتعذيب النفسي والجسدي، ثم تأتي المحاكمات التي لا تستند إلى شرعية قانونية".

والصحفي طرموم، صحفي محرر من سجون مليشيا الحوثي، في أكتوبر 2020، بعد نحو 6 سنوات من الاختطاف، أصيب بأمراض مزمنة واصابات بسبب التعذيب الجسدي خلال فترة الاختطاف.

وأضاف طرموم، أن التهم التي توجهها ميليشيا الحوثي للمختطفين تهم متشابهة، تهم جاهزة ومعدة مسبقا.

وتابع بالقول تستغل المليشيات المحاكمات كورقة ضغط وابتزاز سياسي، إضافة إلى وسيلة إرهاب بحق أسر المختطفين، مشيرا إلى أن تنفيذها لقرارات الإعدام بحق 9 من أبناء الحديدة، واحدة من هذه الأسباب التي ارادت ايصالها للمجتمع والمعارضين لها.

وأردف بالقول "حاليا يواجه 70مختطفا في سجون الحوثي هذه القرارات ولا شك ان أقاربهم قلقون جدا وهم في حالة خوف شديد على أبنائهم ويخشون حماقات الحوثيين واقدامهم على ارتكاب الجريمة".

 

انتهاك صارخ واداة للانتقام

الأمين العام لمنظمة مساواة للحقوق والحريات، نجيب الشغدري، قال إن جماعة الحوثي تستغل القضاء كأداة لتصفية الحسابات السياسية والطائفية، وتنفيذ أحكام إعدام تعسفية".

وأضاف في حديثه للصحوة نت أن هذا يمثل انتهاكاً صارخاً لكافة الأعراف والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان، خاصة  المادة الـ 6 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية التي تكفل حق كل فرد في الحياة".

وتابع الشغدري قوله " استخدام القضاء كأداة للانتقام السياسي هو جريمة بحد ذاتها، وتمثل جريمة حرب جسيمة تستوجب المساءلة القانونية الفورية، وتتنافى مع القوانين الدولية والمحلية فقد كفل الدستور اليمني الحق في محاكمة عادلة".

وأضاف في حديثه لـ "الصحوة نت" إن هؤلاء الأبرياء يواجهون الآن مصيراً محتماً بالموت بعد محاكمات صورية تفتقر إلى أدنى معايير العدالة والقانون".

وناشد الشغدري، المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان التحرك الفوري والعاجل لوقف هذه المأساة الإنسانية، والضغط على جماعة الحوثي للإفراج الفوري عن جميع المختطفين، وتقديم مرتكبي هذه الجرائم إلى العدالة.

 

وحذر من الصمت على هذه الجرائم، وأنه سيشجع على تكرارها ويعزز ثقافة الإفلات من العقاب، داعيا العالم أجمع إلى الوقوف صفاً واحداً ضد هذه الانتهاكات المروعة، والتعبير عن تضامنه مع الضحايا وأسرهم.

الملف الانساني وملف المختطفين والمخفيين قسرا وجرائم التعذيب وتسييس القضاء تعتبر جرائم بالغة الخطورة وهي من صميم أولويات الامم المتحدة وأهم مهامها والمواثيق الدولية والاتفاقيات والمعاهدات جاءت لحماية الانسانية من الجرائم البشعة

 

غياب للضمير الانساني

الصحفي والنشاط السياسي، علي العقبي قال "إن هذا التصعيد الخطير يأتي في ظل صمت أممي وتواطؤ دولي، وكذلك إهمال حكومي وغياب للضمير الإنساني. للأسف".

وأضاف العقبي في حديثه لـ "الصحوة نت" هذه العوامل شجعت مليشيات الحوثي على مواصلة الجرائم والانتهاكات بحق أبناء الشعب، إما القتل والتشريد والنزوح، ومن نجا دبر له المليشيات تُـهم كيدية وأصدرت بحقهم أحكام باطلة وجائرة".

وتابع بالقول " عشرات المختطفين يواجهون اليوم مصيرا قاتما مع قرار مليشيا الحوثي اعدامهم كونهم مخالفين لها، مطالبا وسطاء السلام من الاشقاء والاصدقاء لليمن والمبعوث الأممي  والمنظمات الإنسانية التدخل العاجل لإنقاذ حياة المختطفين المدنيين الأبرياء من مذبحة حوثية قادمة، لا سمح الله.

القائمة البريدية

أشترك معنا في القائمة البريدية لتصلك كل الاخبار التي تنشرها الصحوة نت

تواصل معنا

الجمهورية اليمنية

info@alsahwa-yemen.net

الصحوة نت © 2023 م

الى الأعلى