الحياة قضية والقضية مقاومة ضغوط دون هوادة أو يأس.
ولا يوجد اشرف من الوطن كقضية حياة.
ومن يحمل قضيته الوطنية كمشروع حياة تهون أمامه العقبات والتضحيات وبها ومنها يكتسب القوة المتنامية التي لاترى الا الوطن و لاتقف عند باب احد ولا تخاف من احد ولا تداري احد على حساب القضية.
وتتحول الضغوط الكبيرة إلى حواجز صغيرة يتجاوزها بسهولة.
وتتحول المشقات الى لعبة يومية يمارسها بمتعة واحترافية.
عندها لاتوجد قوة في العالم تستطيع إملاء شروطها عليه أو اللعب به (فتاتير) او(غماية) والتاريخ زاخر بنماذج الشعوب القوية ورموزها من القادة والمناضلين الذين يشبهون جبال الاوطان يجددهم الزمن وتصقلهم التجارب ويقتنصون الفرص التي لا تتكرر في الحياة الا مرة واحدة لمن حالفهم الحظ فيكونوا على قدر المسؤولية ليدخلوا برج العظماء وبوابة التاريخ فيغيروا بصمودهم مجرى مياه الاوطان ويصدوا تيارات الريح العاصفة التي تعوي وتعوي ثم تذهب خاوية كسيرة تأخذ معها فوالت الصخور والأوراق المتساقطة لترميها في هاوية الايام السحيقة وتمضي،
وتبقى الجبال الشامخة والشعوب المقاومة والوطن القضية.