قائد التوافقات الحزبية، وزعيم الحوارات الوطنية ورجل السياسة وحكيمها وأستاذها محمد قحطان المختطف والمخفي قسراً منذ عشر سنوات في سجون عصابات الإرهاب وميليشيات الموت القادمة من دهاليز إيران، حيٌّ يُرزق، وربط مصيره بالاحتمالات العبثية، سقوط سياسي وأخلاقي وإنساني.
هذا ما أعلنه عموم الشعب اليمني والجماهير العريضة على وسائل التواصل الاجتماعي خلال الساعات والأيام القليلة الماضية.
وأكد على ذلك وزراء وسفراء سابقون وحاليون، وقيادات في السلطات العليا والمحلية، الذين استهجنوا بشدة ما صدر عن مشاورات مسقط، وأدانوا ربط مصير مناضل كبير كقحطان باحتمالات ترددها الميليشيات الإرهابية منذ سنوات، منضمين لما أعلنه الإصلاح عبر قياداته وأكدته توجيهات رئاسية وحكومية سابقة.
واعتبر المسؤولون والوزراء والسفراء في منشورات وتغريدات وبيانات لهم -رصد الصحوة نت- بعض منها، أن انجرار الوفد الحكومي في مشاورات مسقط، وتكرارهم للاحتمالات التي تسوقها الميليشيا، تجاهل صارخ للتوجيهات الرئاسية، وسقوط في حبال الميليشيا الإرهابية التي طالما تاجرت واستغلت جريمتها النكراء بحق قحطان والمخفيين قسراً للتكسب والمزايدة.
ويوم الأربعاء الماضي، أعلن مكتب المبعوث الأممي، أن الأطراف - الحكومة اليمنية والحوثيين - توصلت إلى تفاهم حول إجراءات لإطلاق سراح المحتجزين، بما في ذلك محمد قحطان.
واليوم أُعلن عن اختتام جولة المفاوضات في مسقط على أن يتابع مكتب المبعوث الأطراف لتبادل الكشوفات المتفق عليها، حسب مصادر في المفاوضات.
نائب رئيس هيئة التشاور: لا يمكن القبول بها
وانتقد الدكتور عبد الملك المخلافي، نائب رئيس هيئة التشاور والمصالحة، بشدة انسياق الفريق الحكومي مع رواية الميليشيا والقبول باتفاقات مبنية على احتمالات بشأن المناضل قحطان.
وقال المخلافي وهو مستشار رئيس مجلس القيادة الرئاسي "لا يجوز تحويل حياة وحرية شخصية سياسية ووطنية كبيرة، وقضية بحجم تغييب القيادي المختطف المناضل محمد قحطان، إلى مجرد احتمالات بعد عشر سنوات من إخفائه قسراً".
وأضاف: "لا يجوز بناء اتفاقات حول مصيره على احتمالات، ومن المعيب أخلاقياً الترويج لها، ومن الخطأ قانونياً التسليم بها، ومن غير المقبول سياسياً الموافقة عليها في تفاوض مع طرف هو الذي اختطف وأخفى قحطان ويعرف تماماً أين هو".
وشدد على أن "إفصاح الحوثي عن مكان قحطان -بعد عشر سنوات- يجب أن يكون أساساً وبداية الاتفاق للكل مقابل الكل، ودليلاً على مصداقية ميليشيا الحوثي المسؤولة عن جريمة خطفه وإخفائه القسري".
عودة قحطان سليماً وما عدا ذلك جريمة
وأشار الدكتور المخلافي الذي كان وزيرا للخارجية في مشاورات الكويت، في تغريدة أخرى على حسابه بمنصة إكس، إلى الفرق بين المقاتلين في الجبهات أكانوا في صفوف الشرعية أو الانقلابيين، والمختطفين المدنيين من منازلهم وعلى رأسهم المناضل قحطان.
وقال المخلافي إن "الذين يقاتلون في ميدان معركة أكانت مشروعة أو غير مشروعة يدركون وأسرهم أنهم قد يعودون جثثاً، وأما المدني الذي يتم خطفه من بيته أو عمله أو الشارع وهو صحيح معافى فلا يتوقع إلا عودته سليماً مثلما تم أخذه عدا ذلك جريمة غير مقبولة يتحملها من قام بخطفه".
وتابع: "ينطبق هذا على السياسي محمد قحطان وعلى كل المدنيين الذين تم خطفهم من قبل ميليشيا الحوثي".
وقال المخلافي "إذا كان قد جرى التفاوض على قحطان بالاحتمالات فكيف يجري التفاوض حول أشخاص غير معروفين ولا يثير مصيرهم ما يثيره مصير شخصية سياسية كبيرة مثل قحطان"، متسائلاً "هل سيتم تبادلهم وهم المدنيون جثث مقابل جثث مقاتلين".
وأشار نائب رئيس هيئة التشاور، إلى ما يمثله قحطان من قيمة سياسية ووطنية، ناشراً صورة تجمعه مع المناضل المختطف، معلقاً عليها بالقول: "صباح الخير يا محمد قحطان وجمعة مباركة يوماً ما -بإذن الله قريب- سنضحك إن شاء الله- مرة أخرى.. وسيدفع السجان الثمن".
عسكر: هذا منتهى الإفلاس الأخلاقي والوطني
وانتقد وزير حقوق الإنسان السابق الدكتور محمد عسكر بشدة ما صدر عن مشاورات مسقط، وقال إن "تحويل ملف قحطان إلى ابتزاز سياسي وهو ليس بالرجل العسكري ممن تنطبق عليه تقاليد الحروب في التبادل بين الأسرى أو الموقوفين على ذمة النزاع، بل هو رمز مدني وسياسي، ومحاولة مقايضته بعسكريين أو حتى جثث هو منتهى الإفلاس الأخلاقي والوطني".
الحميقاني: سقوط سياسي وغباء تفاوضي
وسخر الأمين العام لحزب اتحاد الرشاد اليمني عبد الوهاب الحميقاني، مما دار في مشاورات مسقط، واصفاً ما خرج به أطرافها بأنه "عيب وسقوط سياسي وغباء تفاوضي".
وقال في منشور على الفيسبوك إن "مفاوضات لعبة البخت.. إن كان قحطان حي بخمسين حي.. وإن كان قحطان ميت بخمسين ميت.. وإن كان قحطان مش موجود بخمسين معدوم.. وإن بطلنا وغيرنا رأينا.. فلا سعد يدعي مسعود".
وأضاف الحميقاني "بالله هذا منطق تفاوض.. بل ويعلن بأنه تم الاتفاق مع ميليشيات".
وأكد أن ما حدث إجرام "لا يصح بحال التفاوض على مختطف.. بعقد اتفاق على حياته.. بلعبة البخت والنصيب".
وختم أمين عام الرشاد منشورة بالقول: "عيب وسقوط سياسي وغباء تفاوضي.. أن يتم الاتفاق بهذا المنطق".
فتح: يريدون تصفيته
وزير الإدارة المحلية ورئيس اللجنة العليا للإغاثة السابق، الدكتور عبدالرقيب سيف فتح، اعتبر ما صدر عن مشاورات مسقط، يفصح عن مخطط للميليشيات الإرهابية لتصفية قحطان، في إطار مشروعها الدموي ونهجها العنصري.
وقال فتح إن "استخدام الجثث لإنجاز انتصارات سياسية تعبير حقيقي وواقعي لعناصر وأهداف المشروع العنصري الحوثي"، مؤكداً أن "المناضل محمد قحطان نموذج تطبيقي للمشروع الحوثي".
وأوضح الوزير السابق أن قحطان "تم اختطافه حياً من قبل الميليشيات الحوثية ويراد الإفراج عنه بعد تصفيته وهذا ما يحدث لمعظم المختطفين من قبل تلك الميليشيات الحوثية".
كان بأيديكم ورقتان
وخاطب محافظ صعدة الشيخ هادي طرشان الوايلي الوفد المفاوض باسم الحكومة وقال إنه "كان بأيديكم ورقتان فيما يخص إطلاق سراح الأستاذ محمد قحطان، الأولى قرار مجلس الأمن الذي تضمن المطالبة بإطلاقه، والثانية من رئاسة الجمهورية أن لا قبول للتفاوض قبل كشف مصيره وإطلاقه".
وتساءل طرشان "فلماذا التنازل لصالح الحوثيين بإعطائهم خمسين مقابل إطلاقه؟ خمسين"!، قبل الكشف عن مصيره وتمكين أسرته من زيارته.
وأكد محافظ صعدة للوفد الحكومي أنه "إذا كانت هذه هي البداية، فالقادم صادم ومخيب للآمال".
قحطان رقم صعب وهو الأولوية
وقال محافظ تعز، الأستاذ نبيل شمسان، إن مرور عشر سنوات منذ اعتقال المليشيات الحوثية للأستاذ محمد قحطان "ولا يزال رقماً صعباً على الساحة السياسية اليمنية كما كان دوماً".
وأضاف شمسان: "عرفته صلباً ومبدئياً في مواقفه النبيلة، ووطنياً مخلصاً لبلده وأبناء الشعب اليمني"، مؤكداً أن قحطان "يستحق أن تكون قضية الإفراج عنه أولوية على طاولة المفاوضات".
نعمان: لا وازع ديني أو أخلاقي للمتفاوضين
وقال السفير اليمني السابق والكاتب مصطفى أحمد نعمان، إنه "مبدأ حقير التفاوض حول تبادل الأسرى داخل الوطن الواحد.. والأحقر التفاوض خارج البلاد".
وأضاف: "الأكثر مهانة وإذلالا للشعب اليمني هو حديث تبادل الجثث.. أما إخفاء مصير أحدهم وهو الذي يمثل رمزاً وطنياً له قيمته الإنسانية واعتباره صفقة رابحة للحوثيين فدليل على انعدام الوازع الديني والإنساني والأخلاقي".
جميح: خسة لا عهد لليمنيين بها
وأشار سفير اليمن لدى منظمة اليونسكو، الدكتور محمد جميح، إلى قول "المفاوض الحوثي إنه إذا كان محمد قحطان المختطف لديهم حياً فسيفرجون عنه مقابل 50 أسيراً لدى الحكومة، وإن كان ميتاً فسيفرجون عن جثته مقابل 50 جثة".
وأضاف: "يعرفون مصير الرجل ويتكتمون عليه! هذه خسة لا عهد لليمنيين بها"، مشيراً إلى عدم إمكانية تصوره لوضع أسرة قحطان عندما تقرأ مثل هذا الخبر؟"، متسائلاً "كيف تستمر هذه المهزلة؟".
ما هذا الحقد؟
وسخر عضو مجلس النواب محمد الحزمي من زعم الخاطفين الحوثيين إنهم لا يعرفون إذا كان قحطان حياً أو ميتاً، متسائلاً: "ما هذا الفجور؟ ما هذا الحقد؟".
منح الخاطفين مشروعية لتصفيته
وقال وزير الدولة السابق، الدكتور عبدالرب السلامي، إن "عشر سنوات من اختطاف الأستاذ محمد قحطان، والجهة التي اختطفته معروفة، وهي بكل الأعراف والقوانين المسؤولة عن مصيره".
وتساءل: "كيف يقبل المفاوض من طرف الشرعية بترك مسألة الإفراج عنه على احتمالات (إما حياً، وإما ميتاً)، وكأنه يمنح الطرف المختطف الحرية في مشروعية تصفيته".
وأضاف السلامي، وهو رئيس حركة النهضة والأمين العام لرابطة علماء ودعاة عدن "لا أدري هل لدى الفريق المفاوض مستشارين سياسيين وقانونيين، أم أنه هكذا حال شرعيتنا الموقرة".