العلاقة اليمنيــة الصينية علاقة قديمة، و ضاربة في الزمن، و دون الإيغال في التاريخ الذي يثبت التواصل اليمني الصيني، يكفي أن نقف عند علاقة الدولة الرسولية التي كانت عاصمتها تعز، و التي تعد أعظم الدول التي حكمت اليمن، و قد كان لها علاقة جيدة مع الصين.
و اليوم تأتي زيارة وفد رفيع المستوى للتجمع اليمني للإصلاح، برئاسة الأمين العام الاستاذ/عبد الوهاب الآنسي للصين بدعـــوة من الحـزب الشيوعي الحـاكم في الصــــــين، و الخلفية التاريخية للعلاقة اليمنيــة الصينية خلفية مشجعة و نظيفة، فالصين من الدول التي سارعت في الاعتراف بالثـــــورة و الجمهوريــــة، و ساندتها منذ قيامها في الســادس و العشرين من سبتمر.
و حين ضرب الملكيون حصار السبعين يوما حول صنعاء، و كان هناك مرتزقة غربيون كُثر ساندوا الملكيين كمستشارين سياسين و عسكريين لإسقاط صنعاء ؛ الأمر الذي غادرت معه كل السفارات العاصمة ، و كانت السفارة الصينية إحدى ثلاث سفارات لم تغادر صنعاء.
بمقدار ما تعبر دعوة الحزب الحاكم في الصين للإصلاح عن ثقله و حضوره الشعبي، بمقدار ما يمثل حرص الصين على تجذير علاقتها الرسمية و الشعبية باليمن.
إن الإصلاح حين يذهب لزيارة مثل هذه ؛ فإنه يذهب بروح من يحمل المشروع الوطني، لا المصالح الذاتية أو الأنانية الضيقة ؛ ذلك أن الإصلاح لا يجد نفسه بعيدا عن شعبه، و عن وطنه، بل يجد نفسه في عمق هَمّ الشعب، و استراتيجيات أهداف الوطن ؛ فمن عاش لنفسه عاش صغيرا، و من عاش لشعبه، و وطنه، و أمته، و رسالته عاش كبيرا.
و من هنا فإن الإصلاح و هو يلبي دعوة حزب بثقل الحزب الحاكم في الصين فإنه -أي الإصلاح - ينتهز مساحة و فرصة هذه العلاقة لتعزيز العلاقة اليمنية الصينية.
و الصين اليوم، دولة لها مكانتها، و لها حضورها و ثقلها في المجتمع الدولي، الذي يتوق للتخلص من الأحادية القطبية التي قدمت نموذجا سيئا لا يخدم الإنسانية، و يهدد السلام العالمي، و يبتز البلدان و الشعوب، بنزعة استعمارية بغيضة.