تصدر وسم #قحطان_مفتاح_السلام خلال الساعات القليلة الماضية مواقع التواصل الاجتماعي، بالتزامن مع جولة مرتقبة للمشاورات بشأن المختطفين والأسرى مع مليشيا الحوثي الإرهابية المزمع انطلاقها في العاصمة العمانية مسقط الأحد القادم.
وغرد الآلاف من النشطاء والمدونين في اليمن تحت الوسم، مؤكدين أن أي مشاورات لا تضع على جدول أولوياتها السياسي المخفي قسرا منذ تسع سنوات محمد قحطان، لن يكتب لها النجاح، باعتبار الرجل وكشف مصيره مقياسا لمدى جدية المليشيا وجنوحها نحو السلام.
واستغرب النشطاء تراجع الحكومة الشرعية ومجلس القيادة عن اشتراطاتهم السابقة بعدم المشاركة في أي جلسة مشاورات ما لم يتم الكشف عن مصير قحطان وتمكينه من الاتصال بأسرته، مؤكدين أن التنازلات في هكذا ملفات إنسانية تخدم المليشيات وتشجعها على جرائمها بحق المدنيين.
وغرد الصحفي رشاد علي الشرعبي تحت الوسم قائلا إنه "صار من الواجب على المجتمع الدولي أن يحافظ على القليل من ماء وجهه لتنفيذ جزئية بسيطة في قرار مجلس الأمن 2216 تتعلق بالإفراج عن القائد السياسي محمد قحطان المخفي قسريا منذ قرابة 10 سنوات حين اختطفته المليشيا وهو يخوض حوارا برعاية الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص".
وأضاف الشرعبي في تغريدة أخرى أنه "لم يعد غريبا ما تمارسه الأمم المتحدة من تدليل لمليشيا الحوثي خاصة في قضية المختطفين والمخفيين قسريا وفي مقدمتهم محمد قحطان، وكان يجب الإفصاح عن مصيره قبل الترتيب لعقد جولة مفاوضات في مسقط تنفيذا لاتفاق سابق"، مشددا على أن على وفد الحكومة ألا يخوض في شيء قبل الكشف عن قحطان.
وأشار الصحفي المحرر من سجون المليشيا عبدالله المنيفي إلى "وقوف القائد السياسي محمد قحطان بشجاعة وصلابة ضد الانقلاب الحوثي ودفاعه عن الشرعية الدستورية، ويحظى باحترام وتقدير كل فئات وشرائح المجتمع اليمني لما يتمتع به من دهاء وذكاء ونبل ونزاهة وشجاعة".
وأكد الأمين المساعد للإصلاح بأمانة العاصمة إبراهيم الحائر أن "قحطان من قلب المواجهة السياسية والفكرية في معركة الشعب مع المشروع الصهيوإيراني عبر ذراعه الحوثي في معركة الوعي والسياسة، وكان لأدائه النوعي في هذا الميدان أثر بالغ أزعج الجماعة الإرهابية التي وجدت في الإخفاء القسري لهذا العملاق سبيلا لإسكات صوته".
وأوضح رئيس إعلامية الإصلاح بأمانة العاصمة عبدالرحمن جهلان أن "أي صفقات تبرمها السلطة الشرعية ممثلة بوفدها المفاوض وبرعاية الأمم المتحدة بدون زيارة القائد السياسي محمد قحطان من قبل أهله والإفراج عنه، فهي مرفوضة من قبل الشعب اليمني وكل مكوناته السياسية والاجتماعية".
واعتبر الصحفي محمد الصالحي "إصرار العصابة الحوثية على إخفاء محمد قحطان للسنة التاسعة، دليلا كافيا على طبيعتها الإرهابية المعادية للسياسة والسلام".
وتساءل الصالحي عن "موقف الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص إلى اليمن أمام إصرار مليشيا الحوثي على عدم احترام القانون الإنساني وقرارات مجلس الأمن فيما يتعلق بالقائد السياسي محمد قحطان الذي اختطف من منزله وهو يخوض حوارا تحت رعاية الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص".
وقال الصحفي علي الفقيه إنه "في كل جولة مشاورات حول الأسرى والمختطفين يواصل الحوثيون التعنت بشأن الأستاذ محمد قحطان وتُثقَل طاولة الحوار بأجندات لا تكترث لمأساة وجه سياسي حضوره بعمر التعددية السياسية".
وأضاف: "الموافقة على انعقاد جولة التفاوض الأخيرة دون الإفصاح عن مصيره استمرار للخطأ ذاته".
وشدد محمد الجماعي على ضرورة أن يكون قحطان أولا، في أي جولة مشاورات، موضحا أن "قحطان قضية اليمنيين التي تؤرق ضمائرهم، تستفز نخوتهم.. كيف لرجل مثل هذا تعجز كل المستويات الداخلية والخارجية عن الإفراج عنه، أليس للرأي العام خاطر عند كل هؤلاء؟! طوفان غضب شعبي لأجل قحطان هو أقل استحقاق لنضال هذا الرجل".
وانتقد النشطاء بشدة موافقة الحكومة على الانخراط في جولة مشاورات جديدة دون تنفيذ المليشيا التزاماتها السابقة والمتعلقة بالسماح بزيارة قحطان واتصاله بعائلته، مؤكدين أن هكذا تنازلات تفريط مخجل في قضايا وملفات إنسانية غير قابلة للمزايدة والمتاجرة والتأجيل، خاصة وأن قحطان مشمول بقرار مجلس الأمن 2216 وهو القرار الذي يعد مرجعية أساسية لأي تسوية سياسية مع المليشيات، ومن الأولوية تنفيذ ما يتعلق به على الأقل في ملف قحطان الإنساني.
وتداول النشطاء صورا وفيديوهات لقحطان، مستحضرين مواقف الرجل، وأدبياته السياسية وقدرته على البناء على كل المشتركات وقيادة حوارات ناجحة، مؤكدين أن تغييبه المتعمد من قبل المليشيا والتراجع الحكومي غير المبرر عن شرط الكشف عن مصيره، يجعل مصير أي عملية سلام مجهولا، في ظل إصرار الجماعة الإرهابية على جرائمها وانتهاكاتها المتواصلة بحق اليمن واليمنيين.
هذا ومن المزمع أن تنطلق في العاصمة العمانية مسقط يوم الأحد، جولة مشاورات جديدة بشأن ملف المختطفين والأسرى، يأمل اليمنيون أن تحمل معها انفراجا في هذا الملف الإنساني وعلى رأس ذلك مصير الأستاذ محمد قحطان الذي تصر المليشيا الحوثية على تغييبه واستمرار إخفائه للعام العاشر على التوالي.
وكان رئيس مجلس القيادة وقيادات في الحكومة والوفد الحكومي المفاوض أكدوا في تصريحات متكررة أن الأستاذ محمد قحطان على رأس أولويات أي مفاوضات قادمة، وأنه لن يتم عقد أي مشاورات إلا بالكشف عن مصيره والسماح له بالتواصل مع أسرته.