كشف تقرير "المرصد الاقتصادي لليمن" الصادر عن البنك الدولي عن تطورات اقتصادية وسياسية هامة شهدتها البلاد، خلال الستة أشهر الماضية، مشيرًا إلى تأثيرات خطيرة للتصعيد الحوثي على الاقتصاد الوطني ومستقبل اليمن.
وقال التقرير إن الانتعاش الاقتصادي الذي شهده اليمن في عام 2022 كان قصير الأمد، حيث انخفض الناتج المحلي الإجمالي للفرد بنسبة 24% في عام 2023. ولا تزال الآفاق المستقبلية غير مؤكدة مع تعثر مفاوضات السلام وتصاعد النزاعات الإقليمية.
وأضاف التقرير: أن الاقتصاد الوطني يواجه عقبات كبيرة، وأن المالية العامة للحكومة شهدت تدهورا كبيرا في العام الماضي 2023م، في حين انخفضت إيراداتها بأكثر من 30 بالمئة بسبب الانخفاض الكبير في عائدات النفط وتقلص إيرادات الجمارك، نظرا لإعادة فتح الموانئ التي تقع تحت سيطرة مليشيا الحوثي.
وأوضح التقرير أن الحصار المفروض على صادرات النفط بسبب هجمات مليشيا الحوثي، كان له تأثير كبير على العجز التجاري في حين ظلت احتياطيات النقد الأجنبي مستقرة بشكل نسبي بفضل المساندة المالية التي قدمها الشركاء ومنها تحويل جزء من حقوق السحب الخاصة لصندوق النقد الدولي.
وأشار إلى استجابة الحكومة للتطورات وخفضها للإنفاق والذي أثر على الخدمات العامة الأساسية والنمو الاقتصادي طويل الأجل.
ولفت التقرير إلى التأثير الحاد للتوترات الإقليمية المتصاعدة وخاصة هجمات الحوثيين في البحر الأحمر والتي عطلت حركة الشحن والتجارة الدولية ما زاد من تكاليف الشحن وأقساط التأمين وبالتالي وضع المزيد من الضغوط على الاقتصاد اليمني.
وبين أن "الآفاق الاقتصادية لليمن لا تزال تتسم بقدر كبير من عدم اليقين، كما يعد استئناف صادرات النفط والتعافي الاقتصادي واسع النطاق أمرين بعيدي المنال دون التوصل إلى اتفاق سلام دائم".
وتطرق التقرير إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في بسبب النزاع والتدهور الاقتصادي، حيث يعاني 17.4 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، ويعاني حوالي 2.7 مليون طفل من سوء التغذية الحاد.
كما ذكر بالكوارث الطبيعية مثل إعصار تاج في أكتوبر 2023 في تضرر قطاعات الزراعة والصيد، مما زاد من معاناة اليمنيين. كما أدت المساعدات الإنمائية والتحويلات المالية إلى منع تدهور أعمق للاقتصاد خلال عام 2023.
وأكد التقرير أن التحديات التي تواجه اليمن كبيرة ومتعددة مع استمرار التصعيد الحوثي والانقسام المالي وانهيار سعر صرف العملة، مشددا على أهمية دعم المجتمع الدولي لليمن ومساعدة الشعب اليمني على تجاوز هذه الأزمة الإنسانية والاقتصادية من خلال تحقيق السلام الدائم ودعم إعادة الإعمار.