الحوثيون والاستغلال السياسي للدين

الحوثيون والاستغلال السياسي للدين

في كل عام وتحديداً في 18 من ذي الحجة يصرّ الانقلابيون الحوثيون على الإحتفال بما يسمونه «يوم الغدير» ويجعلونه عيداً يضاهي عيدي الفطر والأضحى بل يفوقهما في الاحتفال والإهتمام، وهو مما أحدثته «الشيعة الإثناعشرية» ولأجله اصطنعوا روايات مكذوبة وأولو أقوالاً وأفعالاً بما يوافق هواهم ويشبع طموحهم السياسي بعيداً عن أي عاطفة دينية أو حجة شرعية.

وبعيداً عن تفاصيل روايتهم لأحداث «يوم الغدير» فالمهم أن ندرك مآربهم الحقيقية من صناعة خرافة «الولاية» ومغزى إقامة الاحتفالات سنوياً بطريقة مبالغ فيها وحشد الناس ترهيباً وترغيباً إليها .

استغلال سياسي للعاطفة الدينية

يحاول الحوثيون استغلال العاطفة الدينية لدى اليمنيين وتسريب خرافة «الولاية» وبأنها حق مطلق للإمام علي كرم الله وجهه تم استلابه منه ، ومع أن الحدث مر عليه اربعة عشر قرناً ولم يعد مجدياً بحث تلك القضية ولا مهماً التثبت منها ، لكن الخبث الحوثي يأتي للبناء على الحدث بطريقة إلتوائية فيسرب للعقلية اليمنية أن الحوثي وسلالته هم أبناء الإمام علي! وبالتالي فإنهم أحق بحكم البلد وامتلاكه ، فيتحولون وفق هذا الاستغلال الدنئ إلى «حكام بأمر الله» لا يحق لأحد رفض حكمهم أو معارضته أو مشاركتهم السلطة والثروة .

ثمثل خرافة «الولاية

أسوأ استغلال سياسي للدين الحنيف باعتبار أنها تلغي وتصادم كثيراً من المبادئ التي جاءت بها الشريعة الاسلامية كالشورى والمساواة والعدالة ، كما أنها تطعن في التاريخ الإسلامي ككل باعتبار أن كل ما تم خلال مرحلة الخلافة الراشدة وما بعدها من حضور وامتداد اسلامي كان باطلاً ، ولم يصح منه إلا خلافة الإمام علي فقط ، وهذا الصدام مع الشريعة والتاريخ يعطينا صورة واضحة المعالم عن هذا الاستغلال السياسي البشع للحدث وتوظيفه لإعطاء المشروعية لكل الأفعال والجرائم التي يرتكبها الحوثيون والاذرع الايرانية في اليمن والمنطقة بشكل عام . 


المعنى الحقيقي لخرافة «الولاية»

ما إن يتحدث الانقلابيون الحوثيون عن الولاية إلا ويتبادر إلى ذهن البعض معاني تتعلق بإدارة وخدمة المجتمع وإدارة البلدان وخدمة الشعوب وتوفير الأمن والسلام والتنمية ، بينما يهدف هؤلاء المأفونون من الترويج لهذه الخرافة معاني ومباني أخرى تتعلق بذواتهم المهووسة بالتملُّك والسيطرة دون كدِّ ولا عناء ، ومن الإتكاء على هذه الخرافة ينطلقون لبناء امبراطورياتهم السياسية والمالية بعيداً عن أي جهد يبذلونه أو علم يتحصلونه.


الولاية بالمفهوم الإمامي الحوثي هي لافتة مصطنعة عبرها ينزِعون عن الناس قيمة الحرية التي خُلق الإنسان مشبعاً بها مهما كان عرقه أو لونه أو دينه أو مسقط رأسه ، فيسعون عبر هذه الخرافة لتحويله الى مملوك يخدمهم لا يرفع صوتاً ولا يصدر اعتراضاً ، وإن همّ بذلك كان الجواب حاضراً "نحن اصحاب الولاية ولنا عليك السمع والطاعة" موهمين من تنطلي عليه هذه الخرافة أن مفاتيح الجنة والنار تحت تصرفهم ليحولوهم عبيداً للسلالة التي تدّعي "السيادة" و"الطهارة" دون بقية الخلق.


جرائم حوثية باسم «الولاية»

تحت مبرر أن الحوثيين هم اصحاب "الولاية" وورثة الحكم! يمارسون كل الجرائم والانتهاكات ، فيأكلون أموال الناس بالباطل وينهبون الرواتب والضرائب ، ويصادرون الشركات والمصانع ، ويحولون أملاك الأوقاف والمؤسسات الحكومية إلى أموال وعقارات خاصة بأبناء السلالة ، ويمارسون  الجباية باستخدام القوة والسلاح تحت مسميات طائفية ومناسبات يخترعونها ليس لها أصل شرعيٌ ولا قانوني ، ثم تتحول الأموال المهولة التي يجمعونها من كدِّ النّاس وعَرَقَهم إلى جيوب وحسابات أبناء السلالة موهمين عامة الشعب أنها حقٌ إلهي ، وكل من يعترض على النهب والسلب أو يرفض الدفع فهو"عدو الدين!" و"منافق!" و"ناصبي!" وتتحول خرافة الولاية إلى رافعة للإثراء غير المشروع الذي الذي لا يقره دينٌ ولاقانونٌ ولا خلقٌ قويم .


لم تقف خرافة الولاية في أسوأ تطبيقاتها من قبل الحوثيين عند هذه الحدود بل تعدتها إلى ما هو اسوأ وأنكأ ، فاستحلوا دماء الشعب وأفتوا بقتل كل من يخالفهم أو لا يقرهم أو حتى يراهم ولاة غاصبين ، ولم يسلم من القتل والتنكيل حتى من ناصرهم أو ساعدهم ، فتحولت البلد إلى بركة دماء كبيرة ومأتم مفتوح ، وأما الأطفال والنساء وكبار السن وهم أشد الفئات ضعفاً  فقد تحولوا إلى أهدافاً مشروعة لمليشياتهم المسلحة ، ولم يراعوا الحرمات ففجروا المساجد والمنازل والمدارس ، وهتكوا الأعراض وعاثوا في الأرض فساداً وإفساداً  متخذين من خرافة الولاية سيفاً مسلطاً على رقاب اليمنيين دون وازعٍ من دينٍ أو من ضميرٍ أو من خُلق .

لا ارتداد عن الحرية والمساوة

في طريقهم لنشر الفوضى في البلاد يستغل الانقلابيون الحوثيون الدين والتاريخ بطريقة فجة لا تنم إلا عن جهد منظم لقطع الصلة بين اليمنيين وإرثهم الحضاري ، واستبدال هذا الإرث بفكر دخيل لا يمتلك قبولاً شعبيا ولا أرضية فكرية خصبة تمكنه من الاستمرار ، ولم تعُد الفرصة مواتية أمام هؤلاء ليقنعونا بالارتداد عن الحرية والمساواة إلى العبودية وتقبيل الرُكب ، فالحرية التي ذقنا طعمها وشممنا عبيرها الزاكي لا مجال أبداً أن نتنازل عنها ، وخرافات الولاية والحق الإلهي المزعوم بالحكم والتحكم ذهبت إلى غير رجعة ، وإن استطاعوا في حين غِرة ولحظة ضعف أن يعودوا للواجهة فلن نسلَّم لهم البلد ، وتماماً كما قاوم الآباء والأجداد منذ جاء هؤلاء الوافدون سنقاوم ونسقط هذه الخرافات ونهيل عليها التراب فلا ولاية على الشعب مطلقاً ، ولا مجال في يمننا الجمهوري إلا أن يحكم نفسهُ بنفسه .

القائمة البريدية

أشترك معنا في القائمة البريدية لتصلك كل الاخبار التي تنشرها الصحوة نت

تواصل معنا

الجمهورية اليمنية

info@alsahwa-yemen.net

الصحوة نت © 2023 م

الى الأعلى