تعز التي لم تفرط بواجبها

تعز التي لم تفرط بواجبها

 

   تعز صمدت في وجه الإعصار، الذي لم تكن سلالة الحوثي فيه غير القفاز، أو الوسيلة الظاهرة التي استُهدفت بها اليمن ؛ كل اليمن. 

 

  و هنا تقف أمام أبواب كثيرة لا يكفي أن تلج إحداها، أو تدخِل معها أخرى، و ستبقى هناك أبواب، و كلها أبواب، لا داعي لولوجها، و لا الدخول فيها، و إغلاقها - اليوم - خير من فتحها، و ندعها للتاريخ، أو لحين الظروف المناسبة.

 

   وقفت تعز في وجه الإعصار؛ و هو واجب قامت به، و فرض نهضت لأدائه، و هو أمر ليس فيه مَنّ، و لا يزهد عنه أبناؤها فخرا به.

 

    واجهت تعز ألوية عسكرية عدة، و ساعدتها مليشيا السلالة التي دفعت بجحافلها تباعا لتحارب تعز التي كادت أن تكون محرومة من أي دعم.

 

   شحة إمكانات تعز سهلت للسلالة أن تفرض حصارها على تعز من كل الجهات، و أغلقت عليها كل الطرق؛ حتى لم يعد الوصول إلى مدينة تعز إلا عبر  طريق جبلي وحيد مشيا على الأقدام . غير أن تعز صمدت بفضل الله، ثم بمقاومتها الباسلة، حيث توسعت المقاومة الشعبية التي كانت محصورة في أحياء قليلة من المدينة.

 

  لم تفرط تعز بواجبها، و لن تفرط بإذن الله، و على محبيها أن يطمئنوا، ثقة بالله، و اعتدادا بصدق أبنائها، و ما ضر تعز يوما سبّ غِرٍّ هنا، أو لمز زنبيل.

 

   لم ينسحب الحوثي من داخل المدينة طواعية ولاخرج من ثعبات و الدمغة و حسنات منّاً، و لا غادر سفح جبل جرة أو صبر.. و غير ذلك تكرمة، و هو يعلم قبل غيره ماذا كان مصير كتيبة الموت أو الحسين او حنشان الظمأ.. او غير ذلك.

 

   و يعلم الحوثي، و القاصي و الداني، و حتى الزنابيل أن الطريق الرئيس من الجهة الجنوبية الغربية لتعز  التي كان الحوثي قد سيطر عليها، إنما طرد منها طردا بكفاح مر، و جهاد مستميت.

 

   نعم  ،  استمات الحوثي في إبقاء السيطرة على مداخل تعز الأخرى، كما استمات المجتمع الدولي في عدم إعارة حصار تعز أي اهتمام، و هو أمر تثبته الإحاطات الشهرية التي كان يقدمها مبعوثو الأمين العام للأمم المتحدة- الذين تعاقبوا- حيث كانت إحاطاتهم لا تتطرق لتعز، أو لحصارها و لا بنسبة واحد من كل عشر إحاطات.

 

   إن حصار تعز كان يمثل الحوثي فيه الوسيلة الظاهرة،و مثله مثل حصار البنك المركزي الذي حيل بينه و بين صدور القرارات التي صدرت مؤخرا.

 

   لم يعد حصار تعز - بعد فتح و تأهيل طريق المخا تعز- بقدر الضرر الذي كان في البداية، و إن بقي الضرر كبيرا في صعوبة تنقل المواطنين، و هناك ضرر قانوني،و إنساني وقع فيه المجتمع الدولي الذي انكشف قصوره،إذا لم أقل تواطؤه مع السلالة، كما يرتد الضرر أيضا على السلالة، التي بدت عديمة القيم و الأخلاق.

 

   كانت تعز حاضرة، و لاتزال في ميدان الصمود، و كانت دوما ترفع صوتها عاليا من أجل رفع الحصار، دون استكانة، لكن أطراف التواطؤ كانت تخذل كل جهد، و للمتابع أن يتأمل في مشاورات استوكهولم، و كيف غَيّبت تعز، و أحالت موضوع طرقها إلى المجهول تحت عبارة: ( إقامة تفاهمات) بين الطرفين..!!

 

   و اليوم، و بعد تسع سنوات تقريبا تمتثل جماعة الحوثي لمطالب تعز بفتح الطرق، التي كانت السلالة هي من أغلقتها. نأمل أن تكون صادقة فيما امتثلت له، و الطرق حق إنساني لا يمتلكه، و لا يتملكه أحد، و من يفعل، فهو عند الناس قاطع طريق..!! 

 

 

 

القائمة البريدية

أشترك معنا في القائمة البريدية لتصلك كل الاخبار التي تنشرها الصحوة نت

تواصل معنا

الجمهورية اليمنية

info@alsahwa-yemen.net

الصحوة نت © 2023 م

الى الأعلى