في خطوة إنسانية هامة، أعلن نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، محافظ مأرب اللواء سلطان العرادة، فتح طريق (مأرب - البيضاء - صنعاء) اعتباراً من ظهر امس الأحد، الموافق 9 يونيو 2024م، من جهة مارب.
وتأتي هذه المبادرة، التي تم تدشينها بالتعاون مع مبادرة مجتمعية، تأكيداً على حرص القيادة الرئاسية ومحافظة مأرب على تخفيف معاناة اليمنيين، وفتح جميع الطرق المغلقة لأسباب إنسانية بحتة.
وعلى الرغم من هذه المبادرة الإنسانية، إلا أن مليشيات الحوثي الإرهابية واصلت ممارساتها التعسفية ومحاولاتها اليائسة لإعاقة جهود فتح الطرقات.
فقد تعرضت فرق العمل وأعضاء المبادرة لعملية استهداف مباشر أثناء إزالة الحواجز والكثبان على طريق (مأرب - البيضاء)، مما أدى إلى إصابة سائق إحدى المعدات بجروح خطيرة، واستشهاد وإصابة عدد من أبطال القوات المسلحة.
موقف الشرعية
وفي سياق متصل، أعلنت الشرعية اليمنية من جانبها فتح طريق تعز ومأرب، وذلك في تأكيد على التزامها بفتح جميع الطرق المغلقة وتحسين معيشة اليمنيين، ولكن لا يزال الحوثيون يرفضون فتح طريق مأرب – نهم ـ صنعاء، وهو الطريق الرئيسي الأقرب والأكثر أهمية لربط مأرب بالعاصمة صنعاء، وتعنت الحوثيين لفتح هذا الطريق هو السعي لاستمرار حصار مأرب، والسيطرة على حركة المرور والسلع، واستغلال معاناة المدنيين كأوراق ضغط سياسية.
فيما أعلن الحوثيون، يوم الجمعة الماضي، عن فتح طريق تعز، لكن - كما جرت العادة - لم يتم تنفيذ ذلك على أرض الواقع.
وعن مراوغة الحوثي وافشال أي مبادرة لفتح الطريق قال الصحفي عبدالله السامعي أن "مليشيا الحوثي منذ بداية ظهورها وتمردها على الدولة وهي تستغل أي هدنة وتدخل في مفاوضات لأي اتفاق بحثا عن مكاسب وليس لإنهاء الحرب وإحلال السلام، وبالتالي لا يمكن إطلاقا الوثوق بما تعلنه اليوم من خطوات بشأن فتح الطرقات في تعز، خاصة وأنها حتى الان لا تعترف بأنها المسؤولة عن حصار تعز وقطع الطرق، بل ما تزال تزعم بأن أبناء تعز هم من يحاصرون أنفسهم داخل المدينة."
طرق لا ترفع معاناة المواطنين
وأضاف السامعي أن "مليشيا الحوثي ترفض بشكل مطلق فتح الطرق الرئيسية أو حتى التفاوض بشأنها، وكانت في كل مرة تقترح بعض الطرق الفرعية للتفاوض بشأنها وهي طرق لا ترفع معاناة المواطنين ومع ذلك لم تكن تطرحها للتفاوض بجدية بل للبحث عن تلميع صورتها، بدليل أنها لم تفتح أيا من تلك الطرق بشكل فعلي."
وعن مبادرة الحوثي الأخيرة بشأن فتح طريق جولة القصر أكد السامعي في تصريح خاص لـ "الصحوة نت" أنه "لا يمكن بناء أي تفاؤل بشأنها ما لم تبادر المليشيا بنزع الألغام ورفع القناصة الذي يستهدفون المواطنين ويشكلون خطراً على كل من يقترب من مداخل تلك الطريق"
مضيفاً " كل ما يحدث هو مزايدة إعلامية من قبل المليشيا ومحاولة لتسجيل موقف إنساني عبر بيع الوهم للمواطنين، ولن تعجز المليشيا عن اختلاق الذرائع والمبررات الواهية لعدم فتح الطريق"
معتبراً أن الحوثي إذا فتح الطريق يتحول " إلى مكان لامتهان كرامة المواطنين والتنكيل بهم كما فعلت قبل دحرها من داخل المدينة في معبر الدحي الذي لا يزال هناك نصب تذكاري في مكان الحاجز الذي كانت تتواجد به مليشيا الحوثي للتذكير بما كانت تمارسه من جرائم وانتهاكات وامتهان لكرامة أبناء تعز"
الحوثي يواجه مأزق
من جانبه قال الصحفي عبدالعزيز المجيدي أن" الحوثي يواجه مأزق كبير فيما يتعلق بالاقتصاد والإجراءات الاخيرة للبنك المركزي ومأزق آخر متعلق بتصاعد المطالب الشعبية لفتح الطرق.
وأضاف المجيدي أن هذه "مبادرات شعبية لفتح الطرق يتفاعل منذُ أشهر وهذه المطالب انتقلت من كونها تخص الحكومة الشرعية إلى مطالب شعبية، تتعلق بحياة الناس التي تتعرض يوميا للتدمير الحوثي سواء من خلال العبث بالاقتصاد والانفصال النقدي وفرض قيمة وهمية لعملة خاصة به أو ما يتصل بجرائم زارعة الألغام.
وأشار المجيدي في تصريح خاص لـ "الصحوة نت" أن" قطع الطرق واجبار الناس على السير في طرق التفافية تسببت في مئات الحوادث والوفيات وحوادث بسبب الألغام بالمسافرين بين المحافظات أو المغتربين العائدين."
مبادرة العرادة قبل الجميع
وأوضح المجيدي أن "هذه الظروف مجتعمة ًجعلت الحوثي في مأزق، سيما إذا اخذنا بعين الاعتبار مبادرة الشيخ سلطان العرادة قبل الجميع بإعلان فتح الطرقات من جانب سلطات مأرب وهو الإجراء الذي رفضه الحوثي ثم ألتف عليه بادعاءات ومزاعم لا اساس لها.
مشيراً أن " المبادرات التي كانت تطالب بفتخ طريق مأرب ــ نهم ــ صنعاء وقد فتح من جانب الشرعية، لكن مليشيا الحوثي ماطلت ثم مع الضغط الشعبي لمبادرة رافعي الراية البيضاء قرر الحوثي فتح طريق الجوبة مأرب وبدلا من فتح طريق تستغرق ساعتين قرر إنهاك المسافرين بأربع ساعات وقد شاهدنا كيف جرى إطلاق النار على سائق الجرافة اثناء محاولته فتح الطريق من قبل المليشيا واصابته."
الضغط الشعبي
أما يجري من المطالبة في فتح الطرق في تعز قال المجيدي " الحوثي استبق الضغط الشعبي المتوقع لفتح الطرق وكانت هناك عديد مبادرات من الجانب الحكومي لفتح الطرق، لكن الحوثي كان يتهرب ويذهب إلى طرح مبادرات التفافية لشق طرق جديدة لأهداف عسكرية ونتذكر زيارة مسؤول في الأمم المتحدة إلى تعز، وكيف قام بإطلاق النار على موكبه ثم رفض العديد من المساعي احداها كان المكتب الفني لمبعوث الأمم يعمل عليها ورفض التجاوب معها.
وأكد الصحفي عبدالعزيز المجيدي أنه "حتى اللحظة لا زال الحوثي يناور، تظهر بعض المعلومات الميدانية أن الحوثي التقط صوراً في جولة القصر، لكن المسافة التي تفصل بين الجولة وأخر حاجز للجيش مزروعة بالإلغام والمتارس وشبكات خنادق وانفاق"
وعن كيف تعاملت السلطة المحلية في تعز قال المجيدي أنه تعامل " بإيجابية مع ما أعلنه الحوثي ونفذت المسح للطريق من جانبها لكن مناطق سيطرة الحوثي الفاصلة مازالت على حالها وهناك من يتحدث عن بداية تحرك من الحوثي لنزع الالغام لكن هذا لم يؤكده حتى الحوثي نفسه..
وتوقع الصحفي المجيدي من "تلاعب الحوثي المستمر كما تعودنا من هذه المليشيات، وإذا فعلت فذلك يعني أن الضغوط المختلفة قد اثمرت وأن المليشيا تريد تخفيف الضغط الشعبي عليها مع أن الأمر يمكن أن يعود إلى نقطة الصفر في حال قررت قطع الطرق مجددا ونكث تعهداتها كالعادة."