مع الضجة التي اثيرت مؤخرا حول الشاب فداء الدين ومحتواه المؤثر
ذهبت للبحث عن صفحته ووجدته بسيطا سهل الأسلوب عميق المعنى وكل المواهب الراقية المؤثرة تأتي اساليبها على طريقة السهل الممتنع
منتقدوه خدموه من حيث أرادوا الأضرار به وساهموا في نشر مستواه و إظهار فضيلته
ونشر الفضائل من خلال النقائض والانتقاص الخاوي من المعنى سنة اجتماعية ماضية.
فداء مبدع وزاد من ابداعه علاقته بالقرآن واستدلالاته المؤفقة والذكية فالقرآن كالبحر كلما غصت فيه وجدته عميقا وثريا ومتجددا ولا عزاء لمحدودي الأفق ( ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور)
فداء شاب يغوص في معنى الذكر وأهمية التذكر ومنافعه
استخدم الوعظ كما ينبغي بعيدا عن التنفير والتقريع وقريبا من القلوب.
حيث اسلوب القرآن بالتي هي أحسن
فالوعظ بالتي هي أحسن فقه وتوفيق
بينما الوعظ والتذكير بالتي هي اخشن وباسلوب الجلد بالسياط قلة فقه وخذلان ويفرز اعاقات في طريق الدعوة وأحيانا فتن لاتحصى يكون الصمت هنا خير من النطق
والخير يأتي دائما بصواب المعنى وجمال الاسلوب بالرسالة والمرسل وكثيرا ما تفشل إيصال الرسالة بسبب سوء الرسول الذي يشوه الرسالة و حجيتها بسبب بعده عن
(ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)
فالرسول جزء اصيل من الرسالة
نحن نحتاج لأمثال هذه النماذج وهذا الأسلوب الممتلي بالحكمة والرصانة وحب الناس والاسلوب الحسن
فالدعوة حكمة في المعنى وجمال في المبنى وبينها حب ورحمة للناس وماسواه، لغو في الحديث وإضاعة وقت
يبقى امام الشاب فداء الدين تحديات كبيرة للحفاظ على مستواه وتطويره والإنتقال إلى مستويات متجددة مع الحفاظ على قوة التأثير و النور الذي حصل عليه،
كما يلزمه الحذر من نفسه ومن التأثيرات السلبية للاضواء والمنابر العامة وسموم الشهرة على وهج الروح وعظمة التواضع المعطاء.
فكم من نماذج كانت متوهجة قوية التأثير لتنطفىء فجأة رغم لاشيء تغير في الظاهر على مستوى الشخصية لتجدها في أحسن الأحوال تدور حول نفسها وتصارع طواحين الهوى وتصبح حمل ثقيل في أحسن الأحوال.
اتوقع ازدياد ظهور هذه النماذج النافعة وسيكون لها أثر جميل وواسع في مواجهة التحديات الفكرية والثقافية والاخلاقية ذات الأبعاد الايمانية الحضارية في هذا الزمن الذي تشتد رياحه بالتجاذبات من كل جانب .
فلكل يوم شمس وريح ودولة ورجال