كشف تقرير حقوقي عن ارتكاب مليشيا الحوثي الإرهابية 6482 جريمة وانتهاك، بمختلف مديريات المحافظة خلال العام 2023.
وبحسب التقرير التي أطلقته منظمة رصد للحقوق والحريات، أمس الخميس، فقد تنوعت تلك الجرائم والانتهاكات، التي رصدها التقرير، بين القتل والاختطاف والتعذيب والاقتحامات والنهب والسطو على المنازل والمنشآت الخاصة والعامة.
وطالت تلك الانتهاكات معظم فئات وشرائح المجتمع من أكاديميين وتربويين وأطباء وناشطين سياسيين وحقوقيين وإعلاميين، ونساء وأطفال، إضافة إلى الانتهاكات بحق النازل والمنشآت والممتلكات العامة والخاصة التي تعرضت للاعتداء من قبل المليشيا الحوثية.
انتهاكات يومية وصعوبة الرصد
في حديثه لموقع "الصحوة نت" قال رئيس منظمة رصد للحقوق والحريات عرفات حمران، إن مليشيا الحوثي ارتكبت آلاف الانتهاكات بمحافظة إب خلال العام الماضي وما قبلها منذ سيطرة المليشيات على المحافظة في أكتوبر 2014.
وأضاف حمران، أن منظمته رصدت خلال العام 2023، لـ6482 جريمة وانتهاك ارتكبته مليشيا الحوثي بحق مدنيين، في مختلف مديريات المحافظة.
وقال حمران "تنوعت تلك الانتهاكات التي تم رصده، بين القتل والإصابة والاختطاف والنهب والاقتحام والسطو على الممتلكات العامة والخاصة وفرض جبايات، وغيرها من الجرائم".
وأشار حمران إلى أن ما يتم رصده من انتهاكات هو جزء بسيط من انتهاكات واسعة لا يتم رصدها وتوثيقها بسبب القبضة الحوثية المتوحشة، ما يصعب من عملية الرصد لكل الانتهاكات.
جرائم القتل والشروع فيه
رصد تقرير منظمة رصد للحقوق والحريات، 144 جريمة قتل في المحافظة، سواء برصاص قيادة المليشيات وعناصرها او بإيعاز منها، او بسبب الفوضى الأمنية.
جرائم الشروع بالقتل هي الأخرى ظلت حاضرة وبقوة ضمن الجرائم اليومية التي تشهدها المحافظة.
وبحسب التقرير فقد بلغت جرائم الشروع بالقتل بلغت 233 جريمة، منها إطلاق مباشر، وجرائم إثر تدخل نافذين من مليشيا الحوثي أو موالين لها، أو بسبب الفوضى الأمنية، أو باشتباكات مسلحة بين عناصر وقيادات المليشيا في أكثر من مكان داخل المحافظة.
وفي جرائم الاختطاف وممارسة التعذيب، فقد رصد التقرير 452 جريمة اختطاف ارتكبتها مليشيا الحوثي بحق مدنيين وناشطين.
الاقتحامات والمداهمات
بحسب التقرير فقد بلغت عدد جرائم الاقتحامات والمداهمات 67 جريمة لمؤسسات ومرافق حكومية وخاصة ومنشآت تعليمية، ومتاجر ومنازل، فيما رصد التقرير 28 جريمة نهب، و13 حالة سطو مسلح على أراضي مواطنين تقدر قيمتها بمئات الملايين الريالات.
انتهاكات متنوعة
تنوعت الانتهاكات وبسبب الأوضاع الاقتصادية المتردية تنعكس تلك الأوضاع على الحالة النفسية للمواطنين وينتج عنها ارتكاب بعضهم يلجأ للعنف.
فقد رصد التقرير 14 حالة انتحار، و17 جريمة عنف أسري، و13 حالات دهس بسيارات وأطقم حوثية، و16 حالة تهديد ومنع وقمع وسجن لناشطين وصحفيين، في الوقت الذي رصد 443 حالة اعتداء وسرقات بـ 185 حادثة، بالإضافة إلى 11 حالة لاقتحام مساجد وتغيير خطباء وخطف بعضهم.
جبايات ونزوح
تفرض مليشيا الحوثي الجبايات بشكل متواصل على التجار والمواطنين في مناسبات طائفية للمليشيات.
رصد التقرير نتيجة تلك الممارسات، اختطاف المليشيات تجار لإجبارهم على دفع الجبايات بقوة السلاح، كما رصد التقرير اغلاق عشرات من المحلات ومصادرة مؤسسات أهلية وممتلكات لمواطنين بذريعة تعيين حارس قضائي لتلك المؤسسات.
ولفت التقرير إلى عمليات النزوح التي شهدتها المحافظة خلال العام الماضي، والتي بلغت ما مجموعه 447 أسرة تتألف من 2406 فرد، خلال الفترة بين 1 يناير و31 ديسمبر 2023.
وارجع التقرير أسباب النزوح إلى الهروب من جرائم مليشيا الحوثي والملاحقة، إضافة إلى البحث عن فرص عيش أفضل.
تنامي السخط والرفض
رغم الجرائم والانتهاكات التي تمارسها مليشيا الحوثي بحق أبناء المحافظة كسلاح ممنهج لإسكات أبناء المحافظة إلا أن السخط الشعبي يتنامى ضد جرائم وانتهاكات المليشيات.
يقول ناشطون في المحافظة إن السخط الشعبي في المحافظة يتنامى بسبب جرائم المليشيات، مدللين بالصورة العفوية التي رسمها أبناء إب في جنازة الشهيد حمدي عبدالرزاق، "المحكل" عندما هبوا للمشاركة في التشييع، ووجدوها فرصة للتعبير عن رفضهم لتواجد المليشيات ورفعوا شعارات مناهضة للمليشيات وجرائمها، كما هو الحال في أكثر من محافظة.