"نجيب حسان علي" (22 عامًا)، شاب من أبناء مدينة تعز (جنوبي غرب اليمن)، اعتقلته مليشيات الحوثي من منزله في قرية “الدبح”، ليخرج بعد 7 سنوات من الإعتقال جثة هامدة.
وطبقًا لمصادر مقربة منه تحدثت لـ"الصحوة نت"، فقد تعرض “نجيب” لتعذيب "وحشي" في سجون المليشيات طيلة سنوات اختطافه السبع، متهمة الميليشيات بـ"قتله بطريقة الموت البطيء".
وتشير المصادر إلى أنه "تم ربط يدي نجيب ورجليه وعنقه وتركه على هذه الحال لمدة سبعة أشهر، بالإضافة لحرمانه من الطعام منذ ثلاثة أيام قبل وفاته.
ونوهت إلى أن "نجيب لم يواجه بأي تهمة أثناء اعتقاله باستثناء بعض التهم"، التي وصفتها بـ“الكيدية” والتي قالت إنها “لا تملك مسوغ قانوني”.
والتهم “الكيدية” التي اتهم بها “نجيب” تشمل "التعاون مع تنظيم القاعدة"، وتسريب أخبار معسكرات خاصة بمليشيا الحوثي”، وفقا لذات المصادر.
وطبقًا للمصادر، "اتهمت والدة نجيب جماعة الحوثي بقتل ابنها عمدا بسبب رفضه الانصياع لها، وأنها حاليا تحت المراقبة الطبية نظرا لتدهور حالتها الصحية بشكل خطير".
ضحايا التعذيب
ولكن نجيب ليس الضحية الوحيدة فهناك جريمة قتل أخرى حصلت ففي مارس الماضي قتلت المليشيات مدير الإدارة العامة للتدريب والتأهيل السابق بوزارة التربية والتعليم الاستاذ "صبري الحكيمي" بعد اختطافه لأكثر من 6 أشهر في سجن الأمن السياسي بالعاصمة صنعاء بدون تهمة، واقدمت الميليشيا بعدها على منع أسرة الحكيمي من تشريح جثته ومعرفة سبب موته، إلا أن أثار التعذيب الوحشي كانت واضحة عليه.
وفي يناير من العام الجاري اعلنت عائلة استشاري الجراحة العامة بمستشفى عبد القادر المتوكل الدكتور "منصور الشبوطي"، وفاته داخل سجون ميليشيا الحوثي بسبب التعذيب الممنهج والأهمال الصحي.
وفي يونيو 2018 توفي الصحفي "أنور الركن"، في سجن الصالح التابع لجماعة الحوثي بتعز، بسبب التعذيب والحرمان من الاكل والنوم، وظهر انور بحالة صحية متدهورة وجسد نحيل، وبحسب طبيبه، فإن انور أخبره بأنه تعرض للتعذيب والتنكيل في معتقله كما لو كان من "بني اسرائيل" حسب وصف المجني عليه.
وفي نوفمبر 2017، توفي المواطن "علي عائض التويتي" "35 عاما" في سجون جماعة الحوثي في بلدة الرضمة بمحافظة إب، وقالت أسرة التويتي أن الحوثيين اختطفوا علي التويتي في نوفمبر2017 من إحدى نقاط التفتيش التابعة لجماعة الحوثي بمحافظة الضالع واختفى لمدة أيام حتى عثرت عليه اسرته جثّة هامدة في ثلاجة الموتى بمستشفى مدينة يريم التابعة لمحافظة إب وعلى جسده آثار تعذيب شديدة.
وبعدها بأيام قليلة فقط توفي المواطن "حسن سالم" "25عاما"بعد أسبوع من اعتقاله في مدينة زبيدة بمحافظة الحديدة إثر تعرضه للتعذيب الوحشي، فمات متأثراً بالتعذيب.
إلى ذلك، يشير تقرير لمنظمة " رايتس رادار" في أخر تقرير لها إن 113 معتقلا توفوا تحت التعذيب في سجون ميليشيا الحوثي، وقالت المنظمة في بيانها إنها رصدت 113 حالة وفاة تحت التعذيب في المعتقلات غير القانونية التابعة لجماعة الحوثي المسلحة في العاصمة صنعاء وبقية المناطق الواقعة تحت سيطرتها، كما وثقت منظمات حقوقية متخصصة قيام الحوثيين بإخفاء 2406 مدنياً في معتقلاتها 79 منهم قتلوا بسبب التعذيب وانتحر آخرون، وفارق 31 الحياة بسبب الإهمال الطبي.
جرائم ممنهجة
وفي هذا السياق يقول المحامي والناشط الحقوقي " صدام حاتم “لموقع الصحوة نت بأن " المئات من اليمنيين قتلوا تحت سياط الجلادين وجلاوزة التعذيب في سجون ميليشيا الحوثي السلالية الإرهابية، وهو ما يؤكد أن هذه العصابة الإجرامية سادية النزعة ولا يحملون أي قيمة للنفس البشرية من أجل مشروعهم الضلالي الذي يرفضه اليمنيون"
ووصف حاتم تصفية المعتقلين داخل السجون بـأنها“ جريمة نكراء وقتل بالهوية والتي تضاف إلى سلسلة الجرائم المستمرة والممنهجة والمخططة لميليشيا الحوثي بحق اليمنيين".
تداعيات كارثية
من جانبها، طالبت الناشطة "يسرى جلال " بتشكيل لجان قانونية وحقوقية للتحقيق في جرائم تصفية وتعذيب المعتقلين في سجون الحوثي، واحتجاز جثثهم ومنع عائلاتهم من اجراء التشريح الطبي لمعرفة الاسباب الحقيقية للوفاة، وملاحقة ومحاسبة المتورطين في تلك الجرائم، محذرة من التساهل في الانتهاكات والجرائم التي تمارس ضد المختطفين والمفضية الى الموت.
كما طالبت الجلال في تصريح خاص لـ "الصحوة نت" المبعوث الدولي إلى اليمن ومجلس حقوق الإنسان إلى إدانة هذه الجرائم بوضوح وفضح المجرمين على رؤوس الأشهاد.
هذه الجرائم التي تؤكد على وحشية مليشيا الحوثي وانتهاكها الممنهج لحقوق الإنسان، وفقا لتقارير حقوقية، تدير ميليشيا الحوثي 641 سجناً، 128 منها سجون سرية أنشأتها الميليشيا بعد الانقلاب وذلك لاستخدامها في الاختطاف القسري واحتجاز وسجناء الرأي والناشطين والنساء.