أعلن نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي محافظ مأرب اللواء سلطان العرادة، اليوم، عن إنشاء مدينة طبية في محافظة مأرب تضم إلى جانب هيئة مستشفى مأرب العام والمراكز المتخصصة، مستشفى جامعي مرتبط بكلية الطب في جامعة إقليم سبأ.. مشيراً إلى أنه سيتم بناء كلية الطب والمستشفى الجامعي بتمويلٍ من البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن.
جاء ذلك في كلمته التي ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الطبي الأول بعنوان ( البحث الطبي ضرورة عصرية ) الذي تنظمه كلية الطب بجامعة إقليم سبأ بالشراكة مع المجلس اليمني للاختصاصات الطبية والصحية بمحافظة مأرب تزامناً مع احتفالات شعبنا بالعيد الوطني الرابع والثلاثين لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية.
وقال العرادة : " إن انعقاد المؤتمر الطبي الذي يضم نخبة من كبار الأكاديميين والأطباء والباحثين من مختلف محافظات الجمهورية يعد حدثاً مهماً في ظل الظروف الاستثنائية التي تعيشها بلادنا منذ سيطرة مليشيات الحوثي الإرهابية على مؤسسات الدولة وإسقاط العاصمة صنعاء، وعملها المتواصل لإعادة ثلاثية الفقر الجهل والمرض من خلال ما تمارسه من نهب للموارد وحرب على الاقتصاد الوطني، وتدمير ممنهج للمؤسسات التعليمية وتجهيل متعمد للأجيال، وحرمانهم من حقهم في التعليم، وعسكرة المدارس والجامعات، وكذا القيام بتعطيل المنشآت والمرافق الصحية، داعياً الجميع إلى مضاعفة الجهود لمواجهة تلك الممارسات التي تستهدف الوطن والمواطن في كافة المحافظات، ومقاومة تلك الأعمال التي من شأنها تقويض الحاضر والمستقبل.
وأكد أن التعليم والتعلم هو الركيزة الأساسية لمعركتنا الوطنية الشاملة، والقوة المحركة للتغيير وتعزيز القيم الوطنية، والأداة الفاعلة لتحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي ".
مشدداً على أهمية التأهيل الأكاديمي لبناء جيلٍ قادرٍ على مواجهة تحديات المستقبل، وإعداد كوادر مؤهلة علمياً ومهنياً قادرة على الإسهام الفعّال في تطوير المجتمع والنهوض به، والعمل على إرساء قواعد البحث العلمي بما يدعم مساعي الطلاب والباحثين لاكتشاف الجديد وتقديم الحلول المبتكرة للمشكلات القائمة في مختلف القطاعات الحيوية.
وأشار العرادة إلى أن الارتقاء بالقطاع الصحي أولوية قصوى للقيادة السياسية والحكومة التي تعمل على بناء نظام صحي قوي ومستدام قادر على تلبية احتياجات المواطنين، من خلال توفير الموارد اللازمة لدعم الأبحاث العلمية والتدريب الطبي، وتطوير المستشفيات والمرافق الصحية، وتحسين الخدمات الطبية، وكذا إعداد كوادر طبية تسهم في مواجهة تحديات الرعاية الصحية الحديثة ومواكبة التطورات المتسارعة في مجال الطب.
معبِّراً عن ثقته في أن المؤتمر الطبي الأول سيحقق أهدافه في الخروج بتوصيات مهمة تحقق الأهداف العامة، وتساهم في تعزيز الشراكة بين الجهات الحكومية المعنية، والمؤسسات العلمية والطبية، وتبادل الخبرات والأفكار بين المشاركين ، وإيجاد حلول للتحديات التي تواجه المجال الأكاديمي والصحي ، وتطوير العلوم الطبية ، والارتقاء بمستوى البحث العلمي في اليمن.
وجدد نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي التأكيد على استمرار وقوف القيادة السياسية إلى جانب الجامعات في استكمال البنى التحتية ودعم تنفيد الخطط والرؤى الهادفة إلى تطوير الجامعات في مختلف المجالات الأكاديمية والبحثية.
لافتاً إلى أن انعقاد المؤتمر الطبي الأول في جامعة إقليم سبأ التي تدخل عامها الثامن في مسيرتها العلمية والأكاديمية يعكس التزامها بتعزيز العلم والمعرفة وتطوير المهارات والقدرات، وحرصها على تحقيق وظائفها التعليمية والبحثية وخدمة المجتمع، وغرس قيم المسؤولية الاجتماعية والأخلاقية في نفوس الطلاب، كون الجامعة ليست مجرد مكانٍ للدراسة وإنما بيئة حاضنة للإبداع والابتكار وتحقيق التنمية المستدامة، مشيداً بجهود جامعة إقليم سبأ المستمرة نحو تحقيق التميز العلمي والأكاديمي.
وأعرب عن خالص الشكر والتقدير والعرفان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان على توجيهاتهم الكريمة ببناء كلية الطب بجامعة إقليم سبأ والمستشفى الجامعي في محافظة مأرب بتمويل من البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، حيث سيتم البدء في الأعمال الإنشائية لتلك المشاريع خلال الفترة المقبلة.
وكان وزيري الصحة العامة والسكان الدكتور قاسم بحيبح، والتعليم العالي والبحث العلمي الدكتور خالد الوصابي، قد القيا كلمتين عبر الاتصال المرئي، اشادا فيها بالإنجازات والنجاحات التي حققتها جامعة اقليم سبأ منذ انشائها عام 2016م.. واكدا التزامهما بمخرجات المؤتمر وادراجهما في السياسات البحثية والصحية لوزارتيهما.
من جانبه استعرض رئيس جامعة اقليم سبأ الدكتور محمد حمود القدسي مراحل التحضير للمؤتمر والاعداد لانعقاده والمحاور الذي يضمها والابحاث التي سيناقشها والمشاركين فيه من الجامعات اليمنية ومن الدول الشقيقة والصديقة.
مشيرا الى ان المؤتمر يسعى الى الخروج بتوصيات تعكس أهمية البحث الطبي وتمكن من مواجهة التحديات بقدر كبير من الدراية والموضوعية وتعزيز جودة التعليم الطبي ومخرجات كلية الطب وصولا الى النهوض بمستوى الرعاية الصحية للمجتمع.
وفي كلمته عن الجامعات اليمنية اكد رئيس جامعة ابين الدكتور محمود احمد الميسري اهمية المؤتمر في اتاحة الفرصة بتبادل الخبرات وتعزيز دور الجامعات في وضيفتها لخدمة المجتمع والاسهام الفعال والعلمي في الارتقاء بمخرجات كلية الطب وانعكاسه على الوضع الصحي للمجتمع.