التاريخ السياسي لجماعة الحوثي الانقلابية مشبع بالجرائم التي ارتكبوها بحق اليمن واليمنيين قاطبة ، ولم يسلم من إجرامهم بشرٌ ولا حجرٌ ولا شجر ، وكلما حاولت الجماعة أن تجمّل بالخطاب المعسول صورتها فضحتها أعمالها ، وما جريمة إخفاء السياسي "محمد قحطان" طوال هذه السنوات إلا دليل بيّن على مقدار الحقد الذي يستوطن نفوسم تجاه القيّم التي حملها الرجل خلال عمله السياسي وعلى رأسها التعايش والسلام والحوار ، وكل هذه القيم تتصادم مع سلوكياتهم القائمة على الفوضى والقتل وسفك الدماء ونهب الأموال .
لم يكن "قحطان" إلا سياسياً محباً لوطنه ساعياً بكل جهده لنهضته وتطوره ، وهذه هي الصفات التي جعلت الانقلابيين يعتبرونه عدواً لهم ، وحجر عثرة أمام مشروعهم الطائفي الدخيل على اليمن واليمنيين ، ولأنهم تجردوا من كل الأخلاقيات ولا يحكمهم قانون ولا نظام أوغلو في إيقاع الأذى به ، وتلك عادة العصابات المليشاوية في كل زمان ومكان ، ومن الغريب العجيب أن يتحدث الحوثيون عن السلام بينما رجل السلام والتعايش الأول يقبع في زنازينهم المظلمة ، ولم تتمكن أسرته حتى من الاطمئنان عليه ، رغم أنه مشمول بقرار مجلس الأمن 2216 المتخذ في 14إبريل2015م والذي ألزم الحوثيين بالإفراج عنه وعن رفاقه، وعلى ضوء هذا القرار تم تدويل القضية اليمنية، وفي حين تم الإفراج عن رفاقه لكن العجيب أنه لم يتم تناول جزئية الإفراج عن قحطان طوال الفترة الماضية من قبل الرعاة الدوليين للتفاهمات والمفاضات في تماهي عجيب مع المليشيات وصمت مريب عن انتهاكاتها .
يمثل اليوم "قحطان" مفتاحاً للسلام وعنواناً رئيسياً لأي عملية تفاوض أو حوار أو تبادل ، ولايمكن القبول مطلقاً بأي مبرر تسوقه الجماعة الانقلابية أو الوسطاء والرعاة لاستمرار إخفائه طوال هذه السنين ، وليس من العدل أن يحرم الرجل من حقه الإنساني في الحياة خارج المعتقل ، وتحرم أسرته حتى من الاطمئنان عليه ، وخاصة أن الانقلابيين حصلوا خلال الفترات الماضية على الكثير من التسهيلات المجانية تحت مبرر السعي للسلام الزائف الذي لم يكونوا يوماً من الأيام مستعدين له ولا قابلين بمقرراته ، ولم يقدموا مقابل ما حصلوا عليه شيئا يثبت حسن نيتهم ورغبتهم بالسير في ركابه .
واجب المرحلة اليوم أن تتغير بالكلية طريقة التعاطي مع مظلومية "قحطان" التي لم تشبهها مظلومية ، ولابد من تحويلها إلى أولوية كونها تهم الجميع دولةً وشعباً ، ولزاماً الاتجاه إجبارياً إلى الضغط على الانقلابيين للإفراج عنه ، ومن تبقى في معتقلاتهم المشؤمة، كما ينبغي التوقف فوراً عن سياسة المراضاة مع جماعة عنصرية لاتؤمن بالقيم ولا بالأخلاق ولا بالقوانين، أثبتت الأيام والأحداث أنها لا تقبل التفاهم ولا تعترف بالتعايش ، ولم يسلم من إجرامها أحدٌ من اليمنيين في جهات الوطن الاربع .