تخلّت مليشيات الحوثي الإرهابية عن المئات من جرحاها، وأعطت الأولوية للجرحى المنتمين إلى سلالة زعيمها عبد الملك الحوثي.
وقالت مصادر محلية إن العديد من جرحى المليشيات نظموا احتجاجات للتنديد بالإهمال والحرمان من الرعاية الصحية جراء الممارسات العنصرية والتمييز الذي تتبعه الجماعة.
واشتكى حميد، وهو جريح حوثي اكتفى باسمه الأول، من معاناة جسدية ونفسية وظروف معيشية بالغة الصعوبة يكابدها منذ نحو عامين بعد فقدان ساقيه وهو يقاتل في إحدى جبهات الساحل الغربي.
وتطرق حميد، الذي كان يعمل بالأجر اليومي، وهو أب لسبعة أولاد، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، إلى الإهمال المتعمَّد الذي تعرض له على يد أحد مندوبي ما تسمى «مؤسسة الجرحى» الحوثية بـ«مستشفى 48» في صنعاء، مؤكداً تعرُّضه للتمييز والعنصرية أثناء تقديم الرعاية الصحية لمئات الجرحى العائدين من الجبهات.
ومنذ تعرّضه للإصابة، يفيد حميد، بأنه لم يتحصل على شيء من تلك الامتيازات والمنح العلاجية التي تقدمها الجماعة لجرحاها من كبار القادة والمشرفين والمنتمين إلى السلالة، سوى حصوله على بعض المساعدات المالية والغذائية البسيطة التي تمنحها «مؤسسة الجرحى» بشكل غير منتظم.
وأدى استمرار الإهمال والانتقائية إلى مفاقمة جِراح حميد مع تدهور مستمر في حالته الصحية... ومثله في ذلك مثل كثير من الجرحى الآخرين الذين لا تزال أغلبية المستشفيات الحكومية في صنعاء ومدن أخرى تعج بهم.
ويشكو جريح حوثي آخر من صنعاء، فَقَد ذراعه في جبهة مأرب قبل أشهر، من أساليب استفزاز وتلاعب وحرمان مستمر من حق الحصول على الرعاية الطبية من قِبَل ما تُسمَّى «مؤسسة الجرحى».
وأكد الجريح، لـ«الشرق الأوسط»، أن الجماعة الحوثية تتعمد تأخير مواعيد جلساته العلاجية مع جرحى آخرين، وتماطل في صرف الأدوية المخصصة لهم، ما يتسبب بتأخر شفاء جراحهم وتعفنها.
وبينما فقد آلاف من جرحى الجماعة كل الأمل في الحصول ولو على أقل التقدير والمتابعة الطبية اللازمة، أبدى عدد منهم، في مركز الأطراف، تخوُّفهم من مواجهة المصير ذاته، حيث التمييز العنصري والإهمال.
وخسرت الجماعة الحوثية، خلال أسبوعين، العشرات من عناصرها على خطوط التماس مع القوات الحكومية، وتقول مصادر عاملة في مستشفى حكومي خاضع للجماعة في صنعاء، إن هناك عجزاً في تقديم العلاج للجرحى الجُدد الذين يصلون كل يوم، وهم بحالة حرجة ويحتاجون إلى رعاية كاملة.
وذكرت المصادر أن ذلك العجز يترافق مع حالة من التدهور الكبير بكل الخدمات، مع توقف العديد من الأجهزة الطبية، وشح الأدوية، وعدم توفر أسرّة فارغة، في ظل الأعداد الكبيرة من الجرحى.
ورغم التهدئة الميدانية المستمرة منذ أكثر من عامين، أفاد مصدر مقرب من دائرة حكم الجماعة بصنعاء، لـ«الشرق الأوسط»، بأن الجماعة خسرت في الأسبوعين الأخيرين جراء استمرار تصعيدها، العشرات من عناصرها في عدة جبهات، بينهم 12 من قادتها الميدانيين.
ووفقاً للمصدر، فإن معظم الجرحى العائدين من الجبهات يعانون إصابات شديدة في أنحاء متفرقة من أجسادهم، ونسبة كبيرة منهم يعانون من إعاقات دائمة، وهم بحاجة إلى خدمات الأطراف الصناعية وخدمات طبية أخرى.