تحولت مراكز الامتحانات لشهادتي الثانوية والأساسية بمحافظة إب، والتي تتواصل هذه الأيام، إلى موسم جبايات وإتاوات مالية، وعنوان واضح لتدمير التعليم، وسمة بارزة للتميز العنصري والسلالي للمليشيا والتي تحكم قبضتها على المحافظة منذ تسع سنوات.
وقالت مصادر تربوية إن مليشيا الحوثي حولت العملية التعليمة إلى موسم للتربح والمتاجرة، ومكانا لاستقطاب الطلاب لصفوفها، وللتميز بين شرائح وفئات المجتمع، من خلال السماح للطلاب المحسوبين على قياداتها بالغش دونما رقيب أو حسيب، في مشهد يدل على العبث الذي يجري في الأسواط التعليمية.
وبحسب المصادر، وجهت مليشيا الحوثي مسؤولي المراكز الامتحانية بفرض مبالغ مالية على كل الطلاب بذريعة دفع مستحقات مراقبي اللجان الامتحانية، مشيرة إلى أن المبالغ من ألف إلى ألفي ريال على كل طالب، حيث يبلغ إجمالي الذين تقدموا للإمتحانات النهائية لنيل الشهادة الأساسية والثانوية أكثر من 80 ألف طالب وطالبة بمختلف مديريات المحافظة.
وأكدت المصادر أن مسؤولي المراكز الإمتحانية هددوا الطلاب الرافضين لدفع الجبايات المفروضة عليهم بعقوبات تصل لحرمانهم من الإمتحانات، وسط استياء واسع في الأوساط التربوية والتعليمية.
ولفتت المصادر إلى أن بعض المراكز الامتحانية في محافظة إب، تحولت إلى "غش" جماعي، حيث يتناقل الطلاب الإجابات الجاهزة، يسبقها جمع مبالغ مالية من كل طالب تدفع للمراقبين والمشرفين على المراكز.
وأوضحت المصادر أن اختبارات الشهادتين الثانوية والأساسية، تتم في مراكز موحدة للمدارس الحكومية والخاصة، حيث وجد طلاب الأخيرة تعاملاً خاصاً من مراقبي الامتحانات، كون البعض منهم أبناء قيادات حوثية أو من أسر "غنية"، وصلت إلى حل النماذج من قبل معلمين يتم استقدامهم بحسب كل مادة.
وقال مواطنون إن أبناءهم، لم يتمكنوا من أداء الامتحانات بالصورة المطلوبة، نتيجة فوضى القاعات التي يؤدون فيها الامتحانات، وذلك لدخول مسلحين مرافقين لأبناء مشرفين تابعين لمليشيا الحوثي.
وأكدت المصادر أن امتحانات الثانوية والأساسية ظهر فيها التميز العنصري بوضوح وجلاء غير مسبوق، وأن أبناء المشرفين الحوثيين والموالين لهم يجري التسهيل لهم وإحضار من يقوم بحل الاختبارات لهم وإدخالها جاهزة.
وقال شاهد عيان إن طالب انتقد قيام مليشيا الحوثي بالسماح لأحد أبناء قيادات مليشيا الحوثي بعملية الغش، فهدده رئيس المركز الإمتحاني بعمل محضر "غش" نتيجة انتقاده، في واحدة من مهازل المليشيا تجاه التعليم.