شهدت اليمن، خلال السنوات الماضية، ارتفاعا مضطردا في حالات الإصابة بالسرطان، ووصلت عدد الحالات إلى 35 ألف منها، أكثر من ألف طفل، خلال 2019م، بحسب بيانات منظمة الصحة العالمية.
وقال مدير العلاقات العامة في المركز الوطني لعلاج الأورام بصنعاء، "نستقبل كل يوم على الأقل 25 حالة جديدة، ويغادر الكثير من المرضى دون أي أمل بالعودة لتلقي العلاج بسبب عدم قدرتهم على تحمل هذه التكاليف".
كما تستقبل مراكز متفرقة ببقية المحافظات، حالات جديدة كل يوم. مصادر طبية أرجعت أسباب تضاعف تلك الأعداد لانتشار المبيدات الزراعية والأسمدة المحظورة والمحرمة دوليا، والتي تصر ميليشيا الحوثي على استيرادها والاتجار بها من خلال تاجر المليشيات للمبيدات، عبد العظيم أحمد دغسان، الشخصية النافذة، وتاجر السموم الأول في اليمن.
ويدير دغسان، 11 شركة لاستيراد المبيدات والسموم، لقتل اليمنيين، آخرها شحنة سموم مستوردة من حكومة الاحتلال الصهيوني، وتم الإفراج عنها بأوامر من قيادة المليشيات، بما يؤكد العلاقة التجارية الوثيقة بين مليشيا الحوثي وحكومة الاحتلال الصهيوني.
شركاء الموت
تدر تجارة المبيدات شهريا على ميليشيا الحوثي بحسب مصادر خاصة حوالي 1.7 مليار ريال وهو ما جعل هذه التجارة من أولويات اهتمامات قيادة المليشيات وانخراط القيادي محمد علي الحوثي، في الشراكة مع تاجر السموم دغسان.
وكانت المليشيات قد أصدرت أوامر قهرية بالقبض على دغسان، اخرها كان في تاريخ 23 ابريل الماضي، هدفت تلك الأوامر القهرية إلى اخضاع دغسان للقبول بالشراكة مع قيادة المليشيات.
بحسب المصادر التي تحدث لـ موقع "الصحوة نت" فإن لدى عبدالعظيم دغسان شراكة تجارية مع القيادي "مهدي المشاط" وينوي الطرفان انشاء شركة مبيدات حشرية وزراعية براس مال يبلغ حوالي 25 مليار ريال يمني.
ومؤخرا شهدت قبائل همدان وبني مطر، وقفات احتجاجية رفضا لقيام مليشيا الحوثي الشروع بتأسيس مصنع مبيدات في منطقة "اللكمة" المأهولة بالسكان، وما سيترتب على ذلك من مخاطر صحية على السكان والأراضي الزراعية.
سموم فتاكة.. تنتجها شركات اسرائيلية
تعد المبيدات الزراعية من أهم اسباب الإصابة بأمراض السرطان وتدمير البيئة ومن أشهرها مبيد " شفيط" و "روماكتين" و"فيرتميك" و" كوراجين" و اردوميل" و" فورجي" وجميعها منتجات إسرائيلية الصنع يشرف الحوثيين على دخولها للأراضي اليمنية في الوقت الذي يدعون فيه لمقاطعة البضائع الإسرائيلية والأمريكية.
الإعلامي، نصر العبسي قال "لموقع الصحوة نت " إن مليشيا الحوثي تستورد السموم من كيان الاحتلال الصهيوني لقتل اليمنيين، وهوما يعتبر جريمة بشعة وجريمة قتل ممنهج حيث تتعمد الميليشيا زيادة أعداد المصابين بأمراض السرطان وهم اليوم بالآلاف ينتظرون السفر الى الخارج للعلاج".
وفي تقرير سابق لـ "منظمة الصحة العالمية" قال إن ما يقرب من 35,000 شخص في اليمن حالياً يعانون من مرض السرطان، بينما يتم تشخيص 11,000 مريض كل عام، واشار التقرير ان ألاف المصابين سيكونون عرضة للموت الحتمي بسبب عدم حصولهم على الرعاية الطبية".
وبحسب مصادر طبية في صنعاء فإن ما يقرب من 20 الف حالة تمكنت من السفر إلى دولة مصر خلال الفترة يناير 2023 الى ابريل 2024، إضافة إلى بعض الحالات التي تمكنت من السفر إلى الهند رغم الاشتراطات المعقدة التي تشترطها الهند للحصول على تأشيرة للسفر.
عصابات نافذة
والى جانب " دغسان" برزت أسماء تجار آخرين مهمتهم توريد المبيدات شديدة الخطورة الى الأراضي اليمنية منهم " عامر يحيى السياغي " و" هيثم قعيش" و"صادق راشد عجلان" و" معيض الميفاعي" و" خالد الميفاعي" وجميعهم شخصيات نافذة في جماعة الحوثي ومن أصحاب الثروات والنفوذ، وسبق أن أصدرت نيابة الأموال العامة بحقهم مذكرات اعتقال الا انها ظلت حبيسة الادراج، كونهم قادة في المليشيات أو تربطهم علاقات وثيقة بتلك بشخصيات كبيرة في المليشيات.
وبدلا من محاسبة أولئك التجار، تم اختطاف ناشطين انتقدوا تلك الجرائم، بحق اليمنيين، منهم الناشط، خالد العراسي، وبشير المقطري، إضافة الى تلقي الدكتور، وهاج المقطري، عدة تهديدات اضطر لإغلاق حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي.
مشكلة قومية
يؤكد المسؤول في مكتب الصحة بمحافظة مأرب، الدكتور، عبد المؤمن الكمالي، أن الميليشيات أصدرت هذا العام 200 تصريح دخول مبيدات سامة ومحظورة ومنتهية الصلاحية، واصفا الخطوة بأنها "مهزلة واستهانة بأرواح اليمنيين".
ودعا الكمالي في حديثه لموقع "الصحوة نت" إلى فتح تحقيق دولي مباشر مع كل متورط في هذه الجريمة، مضيفا أن اليمنيين يواجهون خطر الموت الحقيقي بسبب تلك المبيدات التي تستوردها المليشيات وتاجرها دغسان.
وقال الكمالي "يجب ان نفعل ما يلزم من اجراءات لوقف العبث وإنقاذ حيات المواطنين في تلك المحافظات، عدا ذلك فنحن في مشكلة قومية حقيقية تهدد حياتنا وحياة الجيل القادم وتهدد المستقبل بأكمله ".
في حين طالب الناشط، بكر الحكيمي، بسحب ومصادرة كافة المبيدات الزراعية السامة والمسرطنة من التجار وفضح القيادات التي سمحت بدخولها، مشدداً على ضرورة سحبها من المزارعين واتلافها وتعويض المتضررين، وكذلك تحميل القيادات الحوثية وتجار المبيدات تكاليف علاج مرضى السرطان في الخارج الذين وقعوا ضحية لتلك الجريمة.