هذا مكان مألوف ولطيف مدينة تعشق السكون والحركة معا فهي مدينة الحياة كما هي مدينة يعلو فيه الصخب والضجيج والمظاهرات والتضامن مع غزة ورواندا وعمال الدنيا ومظلومي العالم، ومع طلاب جامعات النخبة الأمريكية المناهضة لإبادة (غزة )التي لها صلة قرابة وشبه بتعز و احيانا يرتفع فيها الرفض من ا جل الرفض كذه مزاج ؟
مدينة يرتفع فيها صخب الأسواق وضجيج المدارس الإبتدائية تنظر إلى المستقبل وتحن إلى لعبة زمان ورفاق زمان و كتاتيب زمان والى (أ) لاشي له و(ب) نقطة من أسفل، ومع هذا تراها في كل الأحوال مبتسمة حتى وهي محاصرة وتحمل جراحا كثيرة !
لكن كل هذا كوووم ودمعتها النازلة من جفون الايام الخوالي وتنهدات الزمن كوووم حيث تقف وراء الجبل كل يوم تمسح دموعها عند الغروب مع محاولة لإيقاف قرص الشمس النازل إلى البحر وهو يبكي وينتحب على الفقدان المستمر فلاشي يحزن تعز مثل الغروب .
وعند الغروب يرتفع اهازيج المزارعين وحتى الحدادين والعمال جيلا بعد جيل بصوت واحد:
(مع العشي مع المغارب ياقليب لاتكترب )
ترددها شبيبة الرعاة فوق (دقم الغراب ) و(ما تحت الغربة) واعالي العروس و(شناخب) الراهش و(شحارير) وادي العجب ومعهم تحن الأبقار الولودة والطير وماعز الجبل والإبل السايبة في الوديان وحادي العيس لينتج فرحا بعرف الحزن وحزنا بعبق الفرح.
انه الصبر والمصابرة على الفراق والحنين لزمان ما ومكان ما وانسان ما وشهقة ما كانو هنا وغربوا مع الشمس بحزن الأصيل الذي يهوي ويهوي إلى قاع المحيط وقعر الايام الدوارة التي لاترحم، لكنها تعز تصحو مع الفجر الاول باكرا تغني مع الطير وايوب طارش ( شاعود للاشجار والعصافير
شاعود يكفيني شجن وغربة )
انها مدينة الدهشة والبرودوود ياصاحبي.
افرح ياصاحبي ما استطعت ولاتحزن؟؟!!
افرح في مدينة تجيد تضميد الجراح وصناعة الحياة ومقاومة الظلام انها مدينة الدهشة والبرود حقا، ورغم حصارها فهي تكتظ بالناس وقوافل النازحين يتوافدوا إليها من المناطق المفتوحة التي لم تسعهم ووسعتهم مدينة محاصرة تملك حضن ام وشجن عاشق يتوافد النازحون إليها لانهم يجدون فيها روح الكرامة ونشيد المساواة وطعم الحرية وبساطة الابتسامة وما الحياة سوى حرية وبساطة ضاحكة، ودهشة كدهشة تعز وشوية برود.
مدينة تحمل سر الرفض والحرية وعشق الكلمة والمعرفة والفضول الذي لايجد له ضمار لكنه يستمر في المناطخة والفضالة (والعرعرة) للكبر والهنجمة، هو سر متوارث من ايام معاذبن جبل والسكاسك والسكون يمتد بسلاسة إلى زمن الباهوت الراقد في يفرس من جبل اذخر (جبل حبشي) وانفاس ملوك وامراء وعلماء الدولة الرسولية الرابضين عند جذور مأذن الأشرفية تحت صدر قلعة القاهرة التي تلقي براسها المتعب في حضن جبل صبر، انها حقا مدينة الدهشة والبرووود والفرح الحزين.