خادمة صاحب الزمان.. زفاف يثير عاصفة من الجدل (الحوثيون يُحيون عنصرية أجدادهم)

خادمة صاحب الزمان.. زفاف يثير عاصفة من الجدل (الحوثيون يُحيون عنصرية أجدادهم)


أثار زفاف عائلي في صنعاء، الخاضعة لسيطرة مليشيات الحوثي، ضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بسبب عبارة "بمناسبة زفاف ابنتنا خادمة صاحب الزمان عليه السلام" المكتوبة على بطاقات الدعوة النسائية.

وأثارت هذه العبارة موجة من السخرية والانتقادات والاستياء بين اليمنيين، الذين اعتبروها دليلًا على سعي الحوثيين لنشر أفكارهم الشيعية الاثنى عشرية وفرضها على المجتمع اليمني.

وصاحب الزمان في المعتقدات الشيعة الاثنى عشرية هو الإمام الثاني عشر الغائب ويدعى "محمد بن الحسن المهدي" حيث يعتقد الشيعة أنه المتمم لسلسلة الأئمة وينتظرون خروجه من كهف في العراق.

وعبر العديد من الناشطين والصحفيين على مواقع التواصل عن استيائهم، معتبرين أنها تُجسد نظرة الاستعلاء والعنصرية التي تتبناها مليشيات الحوثي تجاه اليمنيين، وسعيهم لاستنساخ التجربة الإيرانية من خلال تبني الأفكار الدينية والسياسية وثقافات دخيلة. 

 

طمس هوية

الناشط انس العمري، كتب على صفحته الشخصية في منصة (x) قائلاً "ولادة الميامين والعترة الطاهرين خادمة صاحب الزمان فهمتوا كيف هم ماشيين؟ خلقهم الله يشلوا الدنيا والاخرة وباقي المسلمين ولا لهم شيء"

وكتب المغرد ابو بكيل، "نقول ونكرر الحوثي يسير باليمن الى الاثنى عشريه بقوة، عائلة المداني في صنعاء تدعوكم الى حضور زفاف خادمة (صاحب الزمان) وخلال سنوات قليل سترون مواكب التشيع تسير في كل محافظات اليمنية بدون أي غرابة، الحوثيون ومعهم خبراء وعلماء شيعة من إيران والعراق ولبنان يسيرون باليمن الى التشيع عبر الدورات الصيفية المكثفة في كل القرى والعزل والمدن"

في حين كتب الصحفي ابراهيم عسقين، تعليقا على الموضوع قال فيه "هذه هي الثقافة الإيرانية الدخيلة التي جلبتها مليشيا الحوثي إلى اليمن، دعوة زفاف في صنعاء مكتوبة بلغة إيرانية صرفة وردت فيها "بمناسبة زفاف ابنتنا خادمة صاحب الزمان عليه السلام" اللطميات والمناسبات والخطاب واللغة والشعارات وصور القادة الإيرانيين تملأ شوارع صنعاء، وكل هذه الممارسات تتجه نحو استجلاب المناسبات الفارسية بصبغة شيعية اثنى عشرية تتصادم مع عادات وتقاليد المجتمع اليمني".

مضيفاً (يريدون تحويل صنعاء وما حولها إلى ولاية إيرانية، وفي سبيل ذلك يسعون بكل جهد إلى طمس هوية الشعب اليمني ومحو تاريخه، الغوا المناسبات والأعياد الوطنية ومنعوا بث الأغاني الوطنية في الاذاعات، وأنشأوا اجهزة موازية وخاصة الامنية وفق التجربة الإيرانية، حتى المسميات والمصطلحات الايرانية عمموها في كثير من جوانب الحياة).

 

جرس  إنذار

وتُشكل هذه الحادثة جرس إنذار يُنذر بمخاطر التغيير القسري الذي تسعى إليه مليشيات الحوثي في اليمن، التي تُدعو اليمنيين إلى التصدي لهذه المخططات، والحفاظ على هويتهم وثقافتهم، والدفاع عن مستقبل بلدهم.

ويقول هاشم صالح، أستاذ تاريخ إن الحوثي" يريد استنساخ النظام الايراني بكل خصائصه في المناطق التي يسيطر عليها" معتبرين نظرة الاستعلاء والاحتقار لليمنيين من قبل الاسر السلالية نظرة قديمة ومتجذرة في الفكر الإمامي، وحمل بعض المواطنين الشعب اليمني جزءً من المسؤولية تجاه ظهور هذا الفكر من جديد."

 

تقليد اعمى

ويرى منتقدو الحوثيين أن هذه الحادثة نموذجاً مصغراً إلى مخاطر التغيير القسري الذي تسعى له، وإخضاعه لسيطرتهم الفكرية والثقافية، إلى جانب كونه تكريسًا للعنصرية والاستعلاء، تقليداً اعمى للمصطلحات الايرانية والمعتقدات الاثنى عشرية التي ظل الحوثيون منذ بداية تأسيس حركتهم ينفون اعتناقهم لهذا الفكر الاثنى عشري، ويؤكدون عدم تبعيتهم لإيران، وهو ما يدل على ان الحركة الحوثية لم تكن منذ نشوؤها مشروعا يمنيا بل كانت عبارة قنبلة مدمرة غرستها إيران في اليمن، ولا بد أن يكون الموقف منها واضحا، بحسب الناشطين.

 

 

عنصرية

وتتعامل جماعة الحوثي مع اليمنيين بطريقة اسلافهم الأئمة الذين كانوا يعتبرون اهل اليمن "رعية نافرة"  وبشراً اقل في الحقوق والامتيازات من ابناء السلالة الحاكمة، كما يحلُّ لهم قتل اليمنيين وتجويعهم وتهجيرهم، وذلك بحسب فتاوى ائمتهم ومن ابرزهم " عبدالله بن حمزة" الذي يعتبر  المرجعية الدينية الثانية من حيث الأهمية بالنسبة لهم بعد الهادي الرسي، ومؤلفات بن حمزة جميعها تقارن بين السلالة التي ينتمي إليها وبين اهل اليمن.

ويصفهم في معظم قصائده بالـ" "البعر، والحجر، والمدر، والكلاب " في حين يصف ابناء سلالته  بـ"الدر، والجوهر، والأسود"، ومن أبرز فتاواه ما قاله حين سئل عن الراعي هل هو مسؤول عن رعيته ؟ فأجاب: "الراعي مسؤول عن رعيته، وهي رعاة وهي مسؤولة عن إجابته، فإذا كانت نافرة فهي صيد وليست برعية، وحل له قتلها ورميها وإرسال الكلاب عليها وضرب الحبائل لها، والاجتهاد في هلاكها بكل وجه".

 

تدمير النسيج الاجتماعي

كما أحيا الحوثيون العادات العنصرية في الزواج  مثل تحريم تزويج القبائل اليمنية ( الذين يلقبونهم بالعرب ) من الأسر الهاشمية وذلك لعدم "تكافؤ النسب “بعد ان كانت هذه العادة قد تلاشت بعد القضاء على حكم الإمامة وقيام الجمهورية اليمنية.

وتعتبر مليشيا الحوثي اليمنيين، طبقة اقل من "الهاشميين"، وأدنى رتبة منهم ، وكادت هذه العنصرية ان تتسبب في مجزرة في مايو عام 2018 في محافظة البيضاء عندما اندلعت اشتباكات مسلحة عنيفة بين مليشيا الحوثي وقبيلة "الذهب" بسبب منع الحوثيين زواج فتاة هاشمية من شاب ينتمي لأسرة "الذهب"، ما أسفر عن مقتل مسلح حوثي وجرح آخرين، وفي محافظة الجوف  حين أهدرت أسرة "الشريف دم أحد أبنائها لأنه زوج ابنته من شاب غير هاشمي، ويرى مهتمون بأن الحوثيين يتعمدون  تدمير النسيج  الاجتماعي بين مكونات المجتمع اليمني وإعادة توزيع تركيبة المجتمع على أسس طبقية وعنصرية.

القائمة البريدية

أشترك معنا في القائمة البريدية لتصلك كل الاخبار التي تنشرها الصحوة نت

تواصل معنا

الجمهورية اليمنية

info@alsahwa-yemen.net

الصحوة نت © 2023 م

الى الأعلى