حذر المبعوث الأممي الخاص لليمن هانس غروندبرغ، اليوم الخميس، من استغلال للأوضاع الراهنة في غزة والتصعيد في البحر الأحمر لتراجع الأطراف، عن تعهداتها السابقة وخارطة الطريق التي تعمل عليها الأمم المتحدة، وتفجير الوضع داخل اليمن.
جاء ذلك في مقابلة له مع التلفزيون الصيني المركزي (CCTV) نشر مكتب المبعوث الأممي نصها اليوم الخميس، اطلع الصحوة نت على مضمونه.
وأكد المبعوث الأممي أن المأساة المستمرة في غزة وترابطها مع زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط والوضع المتصاعد في البحر الأحمر، "أدت إلى تباطؤ زخم المحادثات التي كنا ننخرط فيها من أجل تحقيق السلام، للتوصل إلى اتفاق حول خارطة الطريق وتنفيذها".
وقال غروندبرغ "إن المسألة الحاسمة هنا هي أنه إذا استمر هذا الوضع، فهناك دائما خطر أن تقوم الأطراف بتشديد مواقفها، ويمكن أن تعيد حساباتها أيضا. وهذا يعني أن الحلول التي نتصورها قد يصبح تحقيقها أكثر صعوبة".
وأضاف: "هذا ليس الوقت المناسب للأطراف لاستخدام الوضع الحالي لتصعيد الأمور داخل اليمن. نحن بحاجة للحفاظ على الاستقرار أو وقف الأعمال العدائية التي شهدناها داخل اليمن. يجب الحفاظ على ذلك، بينما نعمل على تحقيق التقدم، وعلى تحقيق انفراجة".
وحث المبعوث الأممي الأطراف على "عدم استغلال الأوضاع الحالية (تصعيد البحر الأحمر وحرب غزة) كفرصة للتخلي عن الالتزامات التي تم التعهد بها، بل الحفاظ على هذا المستوى من الالتزام والتعهد، للمضي قدماً نحو التقدم الذي تم تحقيقه".
وشدد غروندبرغ أن هذا الوقت ليس المناسب "للمناورات ذات المحصلة الصفرية أو التكتيكات قصيرة المدى. هذه هي اللحظة المناسبة للنهج طويل المدى. هذا هو وقت اتخاذ القرارات الشجاعة".
واستغلت مليشيا الحوثي الحرب الإسرائيلية على غزة، للتصعيد العسكري باستهداف السفن التجارية في البحر الأحمر بذريعة "مناصرة غزة"، وتحشيد مقاتليها في الجبهات الداخلية، ورفع سقف مطالبها واشتراطاتها للانخراط في الجهود الأممية، والوساطة التي تقودها عمان والمملكة العربية السعودية، والتي أفضت إلى التزامات وتعهدات متبادلة أعلنتها الأمم المتحدة نهاية عام 2023م.
وكان رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي، اتهم مليشيا الحوثي الإرهابية بالهروب من استحقاقات السلام والأوضاع الداخلية واستغلال تنازلات الشرعية وجهود الوسطاء والتهدئة، بتصعيد هجماتها العسكرية واستهداف المنشآت النفطية والتحشيد ومهاجمة جبهات القوات المشتركة.
وقال الرئيس العليمي في خطاب بمناسبة حلول عيد الفطر إنه عندما "أوشكنا على توقيع خارطة الطريق، قررت المليشيات الهروب من التزاماتها تجاه السلام إلى تصعيد مدمر في البحر الأحمر بذريعة مساندة غزة".