من واقعية ديننا الحنيف أن شرع الأعياد لحِكمٍ جليلة ومقاصدٍ رفيعة ، وعلى رأس هذه المقاصد أن تكون الأعياد فرصة للترويح عن الأنفس من هموم ومتشابكات الحياة اليومية التي قد تصيبنا بالكدر ، فيأتي العيد بنفحاته وبهجته ليزيل هذا التكدر العالق في النفوس ، ويعيد للأمل والرضى بريقهما في النفوس ، فتتسامح القلوب ، وتتصافى الأرواح ، وتتصافح الأيادي ، والفرح سلوك بشري نحتاج جميعاً لممارسته لتكون الحياة متوازنة ، وفرحة العيد وأجوائه وطقوسه عبادةٌ وعادة ، ومن لم يفعل فقد خالف الفطرة وجانب الشريعة .
معلوم لدى الجميع أن العيد مناسبة لإظهار الفرح والسرور، لكن ما لا يدركه البعض أنه يمثل فرصة للتدريب على ممارسات السعادة الدائمة ، والتي تتحقق عبر نشر ثقافة الإيجابية والتفاؤل والابتسامة كسلوك يزين المسلم ، واعتبار هذه السلوكيات جزءً لا يتجزأ من حياتنا اليومية طوال أيام العام وليس حصراً على يوم العيد ، ومن شأن ذلك أن يحسِّن حياتنا وعلاقاتنا وقدراتنا على مواجهة صعوبات وهموم الحياة في المنزل والعمل والشارع .
في كل زمان ومكان ، يبقى العيد وحده هو من يملأ القلوب بالسرور ولا شيء يضاهي جمال صباحه الزاهي حين نحتفل بتجديد الذات ، فتتبارك الأرواح وتتلاقى القلوب ، وهو فرصة لنعبر عن حبنا لأسرنا وأصدقائنا ومحيطنا الاجتماعي ، ومناسبة لتعزيز قيم الأخوة والوئام ، ولحظة مواتية فيها تعبِّر قلوبنا عن السعادة بطريقتها الخاصة ، ومناسبة لعلاقاتنا الاجتماعية لتكون أمتن وأجمل .
في العيد نستقبل الغد بتفاؤل ، ونودع الأمس بامتنان ، وليكن محطة لصبغ الحياة بإلايجابية والسعادة ، ومناسبة لتعزيز قيم الوحدة والتضامن والتسامح في ذواتنا ، ولا أجمل من العيد لنفعل ذلك ، وهذه القيم هي التي تتحكم في سلوكياتنا طوال العام ، ولو أنا خرجنا من العيد وقد أعدنا إذكائها فقد كسبنا خيراً كثيراً .
◾قافية :
ماأجمل العيد إن كان الصفاءُ له
في أولِ السطرِ مفتاحاً وعنوانا
نغدوا اليه ، فيشدو طيرهُ طرباً
ونحنُ نشدو بهِ سـراً وإعـــلانا
يا أيها العيدُ شاركنا سعادتــنا
وانشرْ بشائر خيرٍ في مُحيَّـانا
وقل لأحبابِنا : طِبتمْ وطابَ بنا
هذا اللقاءُ .. ونهديكُم تحــايانا
اتمني لي ولكم عيد فطرٍ سعيد يجلب البسمات ويملأ القلوب بالمسرات ..
كل عام وروح الفرح ترافقكم ..
والسعادة تغمركم ..
وأكاليل من فيض السرور تضللكم ..
دامت أعيادكم عامرة بالفرحة والمسرة ..
كل عام وأنتم بألف بخير .