رغم إصرار المليشيا الإرهابية إخفاء المناضل محمد قحطان في سجونها السرية منذ اختطافه قبل عقد من الزمن، وحرمان أسرته من سماع صوته، إلا أنه ظل حاضرًا محمد قحطان في وجدان وضمير الشعب اليمني.
أكد ذلك الساسة والنشطاء والصحفيون والقيادات الرسمية والحقوقيون ومعهم الآلاف من رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذي أحيوا الذكرى التاسعة لاختطافه، متضامنين مع أسرته الصابرة، ومطالبين بالحرية لعميد المختطفين ورمز الصمود اليمني في مواجهة الإرهاب القادم من إيران.
وغرد الآلاف خلال الساعات الماضية، ونشروا العديد من الكتابات تحت وسم #الحرية_لقحطان_الذكرى9، مؤكدين أن استمرار إخفاء قحطان، يُغيّب للتعايش والحوار والسلام الذي ينشده اليمنيون بمختلف بمكوناتهم.
بقسوة الصهاينة
يتساءل عضو مجلس النواب علي العمراني، إذا ما كانت "الحوثية جماعة يمنية وطنية حقيقية تربطها بالوطن وأهله روابط الدين والدم والقربى والإنسانية، لراعت عائلة محمد قحطان؛ أبناءه وبناته وزوجته، الذين يعيشون تحت سلطة الحوثيين؛ وأخبروهم عن مصيره، حياً أو ميتاً".
وأضاف النائب والسفير السابق في حسابه في الفيسبوك: "يندد العالم كله بقسوة الصهاينة على الفلسطينيين، وهم قساة حقاً، ومجرمون في حق شعب فلسطين، دون شك، لكن لا توجد عائلة في فلسطين، لا تعرف مصير عائلها حياً أو ميتاً، مثل وضع محمد قحطان".
ويؤكد العمراني أن "الحديث هنا ليس عن رحمة الصهاينة وإنسانيتهم، لكنه عن وحشيته جماعة الحوثي، التي لا مثيل لهمجيتها وطغيانها وقسوتها".
واختتم منشوره أن "الروابط المفترضة في الدين والوطن بين الحوثيين وغيرهم من اليمنيين، لا تقارن بما هو بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لكن يبدو أنها روابط مفترضة وغير حقيقية من وجهة نظر الحوثيين، فهم لا يعطون أي اعتبار لأي رابطة من أي نوع لأي يمني لا يتبع مشروعهم النازي العنصري".
اليمن المخطوف
نائب رئيس تحرير "المصدر أونلاين علي الفقيه، قال: إنه "ليس من قبيل المصادفة أن يرتبط مصير شخص بمصير بلد، فعندما اختطف الحوثيون قحطان كانوا قد اختطفوا البلد برمتها، ووضعوا ملايين الناس في قبضتهم للمراهنة بمصيرهم من أجل مشروعهم".
ويضيف الفقيه ": في 4 أبريل 2015، كان قد مضى على وضع السياسي البارز محمد قحطان قرابة شهر رهن الإقامة الجبرية في منزله بصنعاء قبل أن يقرر الحوثيون اختطافه من منزله وإخفائه دون الإفصاح عن أي معلومات حول وضعه إلى اللحظة".
وأكد أن "قحطان رجل سياسة أمضى حياته في العمل السياسي والفكري محاوراً ومناقشاً، وهذا العمل لا معيار له في نظر جماعة نبتت منذ اللحظة الأولى على العنف. الحرية لقحطان.. الحرية لليمن".
تحرر رفاقه
وزير الأوقاف والإرشاد السابق الدكتور أحمد عطية، قال إننا "جلسنا نتحدث سنوات عن الأبطال الصبيحي ورجب وناصر منصور، وتم الإفراج عنهم ولله الحمد".
وأضاف القاضي: "بقي زميلهم السياسي الكبير محمد قحطان وباقي المعتقلين قيد الاعتقال في معتقلات البغي والظلم والجور".
وتابع: رجل سلاحه الكلمة والتعبير عن الرأي، ويتم اختطافه من بيته دون ذنب سوى تكميم الأفواه "، مؤكدا أنه "يجب أن يطلق سراحه ونناشد القيادة بالضغط في هذا الاتجاه".
وقال الوزير السابق ومحافظ المحويت الدكتور صالح سميع، إنه "تسع سنوات من الاعتقال والإخفاء القسري لأبي زيد محمد قحطان في مناطق سيطرة عبده الحوثي وقطيعه السلالي العنصري".
وأضاف مخاطبا ضمنا المليشيا: "أما آن لهذا الفارس اليماني أن ير النور خاصة، وأنتم تعلمون أنه كان الأكثر اعتدالا من كل السياسيين في النظر إليكم والتعامل معكم في فترة الحوارات السياسية بين مختلف المكونات السياسية اليمنية".
وطالب الدكتور في جامعة إقليم سبأ، عمر ردمان، "بوضع قضية السياسي محمد قحطان على رأس أولويات كافة الأطراف التي تتحدث عن السلام، كأبسط مؤشر عن مصداقية دوافعهم الإنسانية، وكأبسط مؤشر عن قدرتهم التأثير في قرار الخاطفين بعد 9 سنوات من التغييب لأبرز صوت سياسي معبر عن ثقافة السلام والحوار والتعايش".
البرغوثي وقحطان
الصحفي عبدالله المنيفي تساءل بدوه قائلا "من سيعانق الحرية أولاً؟! المناضل محمد قحطان من سجون مليشيا الحوثي أم المناضل مروان البرغوثي من سجون الاحتلال الصهيوني".
وأضاف: "مناضلان في مواجهة كيانين عنصريين".
وتساءل مع المنيفي الإعلامي أحمد المسيبلي قائلا "مناضلان في سجون الصهاينة والحوثيين، المناضل اليمني محمد قحطان في سجون مليشيا الحوثي الإيرانية الإرهابية، المناضل الفلسطيني مروان البرغوثي في سجون الاحتلال الصهيوني. في رأيكم من سيعانق منهما الحرية أولاً؟!".
ويستحضر نشطاء أوجه الشبه بين المناضلين قحطان والبرغوثي، وكلامها مغيبان في سجون العنصرية والإرهاب بوجيه الإيراني والإسرائيلي.
ويشيرون إلى إصرار إسرائيل على تغييب البرغوثي خوفا من أي دور سيلعبه لتوحيد الصف الفلسطيني للقضاء على أحلام المشروع الصهيوني، وهي ذات المخاوف لدى الحوثيين الذين يرون في قحطان خطراً على مشروعهم القائم على الخرافة والتضليل، وما يمكن أن يلعبه المناضل الكبير في توحيد الصف الجمهوري وتجاوز التباينات لإنهاء الانقلاب.
جريمة ضد الإنسانية
وقال الصحفي هشام طرموم، إنه منذ "تسعة أعوام وميليشيا الحوثي تواصل جريمتها الأخطر ضد الإنسانية وضد العملية السياسية في اليمن، فاختطاف وإخفاء المناضل محمد قحطان هو اختطاف العملية السياسية واختطاف للمشروع الوطني".
الصحفي رشاد الشرعبي، بدوره أكد في تغريدة له أن" استمرار مليشيا الحوثي في إخفاء مصير القائد السياسي محمد قحطان، هو استمرار للرعب وخوف الخاطف من مخطوفه ودليل على الرعب الذي يعيشهم فيه، وهو إشارة واضحة لرغبتهم في إخراس الصوت الذي كان يتغنى باليمن وقيم الدولة والحق والحرية".
وقال الأمين العام المساعد للمكتب التنفيذي للإصلاح بأمانة العاصمة، إبراهيم الحائر إن "محمد قحطان رمز الحرية والسلام ومهندس التوافق السياسي، واستمرار الإخفاء القسري له من قبل المليشيا الحوثية الإرهابية ومنعه من التواصل بأسرته دون أي اعتبار للقيم الإنسانية المجردة سلوك يعكس الطبيعة الهمجية لهذه المليشيا، وإن حاولت التلبس بثوب شهامة مزيف".
واستشهد المدونون بحديث قحطان وتحذيراته، وقوة طرحه الذي يجبر خصومه على القبول بالحجة والمنطق والشواهد وقاعدة المواطنة المتساوية والشراكة في صنع حاضر يمن يتسع للجميع، ومستقبل أفضل لكل أبناء الوطن.
وتداولوا النشطاء صورا لحفيدة المناضل قحطان وقد كبلت أيديها بالسلاسل، احتجاجا على تغييب جدها وإخفائه قسرا في سجون المليشيا الإرهابية.
وأكدوا أن إصرار السجانين على إخفاء وتغييب قحطان، وحرمان أهله حتى من معرفة وضعه الصحي طوال سنوات اختطافه، دليل على خوف ورعب قيادة الميليشيا، من دهاء وحنكة القيادي قحطان، وكذب وزيف ما يعلنونه من حرص على السلام، وممارساتهم وأفعالهم تقول غير ذلك.
تواطؤ وخذلان أممي
الصحفي محمد الصالحي تساءل "أين دور المفوضية السامية لحقوق الإنسان من جريمة إخفاء الحوثيين للسياسي محمد قحطان للسنة الـ9 على التوالي؟".
وقال الصحفي عايض، إن 8 سنوات و11 شهرًا و30 يومًا من العجز الأممي والدولي عن كشف مصير السياسي محمد قحطان "، متسائلا "أين دعاة الحرية والإنسانية وحقوق الإنسان؟".
وانتقد المغردون تجاهل المبعوث الأممي والمنظمات الدولية لمعاناة قحطان والمختطفين مطالبين الحوثي الأمم المتحدة بضغط تنفيذ القرارات الدولية بشأن اليمن، وعلى رأسها الإفراج الفوري عن قحطان، خاصة بعد الإفراج عن رفاقه المشمولين بقرار مجلس الأمن 2216.
ودعوا الحكومة ومجلس القيادة الرئاسي، وكل القوى السياسية والحزبية والحقوقية، للتحرك العاجل والضغط على المليشيا للإفراج عن قحطان، معتبرين قضيته قضية وطن بأكمله.
وأكدوا استحالة تصديق مزاعم السلام والتهدئة معها، مع استمرار إخفاء وتغييب قحطان والآلاف من المختطفين والمخفيين قسرا.