تشابهت قلوبهم، تطابقت أحقادهم، تماثلت أكاذيبهم ، و من بؤرة واحدة جاءت مزاعمهم ؛ أما أولئك أولئك فيزعمون أنهم أبناء الله و أحباؤه، و أما هؤلاء فيرون لأنفسهم أنهم أفضل الناس أجمعين.
هل يمكن أن نتصور أن تخلو نفسيات الصهيونية من حقدها على الفلسطينيين خاصة، و على العرب عامة، بل و حتى على الإنسانية؟ أليسوا هم من يدعون أنهم شعب الله المختار !؟
كان إبليس قدسبقهم إلى هذا الادعاء الكاذب، و الأفضلية الزائفة، يوم أن ادعى لنفسه الأفضلية على آدم: " أنا خير منه"!
و لحقهما الحوثي بادعاء هذه الأفضلية المتكبرة.
هذه المزاعم الخرافية دفعتهم بجهل و تجبر لإعلان العداء المستطير على غيرهم، و لا يبالون أن يفنى الجنس البشري، الذي هو في ثقافتهم،و معتقدهم ليسوا إلا عبيدا لخدمة أبناء الله، و أما هم فإنهم ليسوا من طينة البشر.
السلالة الحوثية - أيضا - غارقة في هذا الوهم الخرافي الجاهل، و لذا فهي لا تخفي شدة حقدهأ، و انتقامها على الأشخاص، على المجموع ، على الوطن، و على المبدأ. و ترى في الأستاذ محمد قحطان كل هذا !
رأت فيه الشخص القدوة، و رأت فيه رمز المجموع، و رأت فيه صورة الوطن، و رأت فيه سمو المبدأ؛ فسولت لها نفسيتها المريضة أن تمارس الكيد الغادر، باختطاف ماكر. و هي هنا لا تنتقم من شخص فحسب - و إن كان مقصودا لذاته، و هو ما ظهر من تعاملها معه بالإخفاء التام ، و منع أي معلومات عنه، و حرمان أمه من رؤيته في مرضها، و قبل و فاتها،أو السماح له برؤيتها عند وفاتها، و للقارئ أن يحكم إن كان لهذه النفسيات أدنى صلة بمن يزعمون- زورا- أنهم- لكنها و هي تنتقم منه؛ فإنها تنتقم من كل هذه الرمزيات، و الدلالات الدينية، و الشعبية، و الثورية،و الوطنية ..!!
لم تكن سلالة الحوثي لتمتلك شهامة الرجولة فتتعامل مع المخطوف بشيئ من هذه الشهامة، و لا هي تمتلك شيئا من نُبل الإنسان فتتعاطى بنبل مع من غدرت به، و لا هي تتحلى بقليل من دين ؛ فالدين مبادئ و أخلاق، و هي في ميدان الأخلاق صحراء قاحلة.
و حيث لا شهامة، و لا نبل، و لا أخلاق لدى هذه المليشيا الحوثية فقد برهنت على نفسها أنها فعلا لا رصيد لها من هذه القيم، و إنما هي بريئة كل البراءة من هذه المبادئ و القيم، كما أن من تزعم الانتساب إليه بريء منها كل البراءة.
أخلاق الرجال تأبى على المرء أن يكون في ميدان الإنسانية كاسد الرجولة و الأخلاق؛ إلا أن تتصحّر الرجولة في هؤلاء، أو أولئك؛ فإنهم يقدمون أنفسهم مكشوفين، مجردين بكل وضوح للناس أجمعين؛ و حتى للمخدوعين بهم الذين يرجى بُرْؤهم من البقاء في قعر العبودية التي كان السادس و العشرين من سبتمبر قد أعتقهم منها.
تسع سنوات من اختطاف السلالة الحوثية الظلامية للاستاذ محمد قحطان، و كل هذه الفترة لا تزداد معه إلا حقدا، و هي حريصة على أن تطفئ وهجه النضالي الذي بدا واضحا أنه يثير و يضاعف أحقادها، لكن هيهات لحوافرها التي تثير به الغبار أن يحجب وهجا نضاليا امتلك كل الشموخ و الوضوح ، و النقاء.