ليست مصادفة أن تتزامن الذكرى الـ 59 لتغييب الشهيد محمد محمود الزبيري مع الذكرى التاسعة لتغييب محمد قحطان فمرتكب جريمة الاغتيال التي غيبت الزبيري هو نفسه -مع فارق التوقيت- مرتكب جريمة تغييب قحطان بالاختطاف والإخفاء منذ تسعة أعوام خلت.
لقد مثَّل الزبيري وقحطان من بعده رمزا للنضال والكرامة وحرية الإنسان اليمني، حيث وضع الشهيد الزبيري مداميك مدرسة الحرية والتحرر من الكهنوت، فنهل من مدرسته وسار على نهجه كل أحرار اليمن، منهم المناضل المغيَّب محمد قحطان.
صفات مشتركة
يرى المحلل السياسي "يسلم البابكري" أن تتزامن ذكرى تغييب الشهيد الزبيري بالاغتيال مع ذكرى تغييب محمد قحطان بالاختطاف والإخفاء ليست من قبيل المصادفة، لافتًا إلى أن هناك صفات يتشارك فيها كل من الزبيري وقحطان تجعل مناسبة تغييبهما محل اهتمام.
وفي حديث لـ"الصحوة نت" أشار البابكري إلى أن الزبيري كان روح الثورة في وجه الكهنوت المستبد ومظلة الجمع والتقارب التي يستظل بها اليمنيون، وكان ثائرا وسياسيا ملهما، جاب مدن اليمن وقراها وهو يدعو إلى التحرر ورفض الاستعباد حتى غيبت روحه الطاهرة رصاصات الغدر والخيانة من بندقية أحد تلك المليشيات الكهنوتية.
وبحسب البابكري، فإن هذه الصفات التي كانت لدى أبو الأحرار محمد محمود الزبيري قد اجتمعت في شخصية الأستاذ محمد قحطان، الذي يملك فكرًا سياسيًا معتدلًا ورؤىً وطنية أصلَّت للتعاون والحوار.
وأضاف:" بأن اليمن لم تعرف في العقدين الأخيرين من عمرها سياسيَّا يؤصل لقيم الحوار والتعايش بين الكيانات المختلفة في التوجه مثل قحطان. مشيرًا إلى أنه عندما كان يختلف الفرقاء وتتعقد الأزمات يحضر قحطان، فيحل العقد ويفكك الأزمات بهدوئه المعهود وحنكته السياسية.
ويعتبر تغييب قحطان من قبل المليشيات الكهنوتية جريمة كبرى وخسارة على اليمن أجمع، حيث أن جميع من عرفوا الرجل من مختلف التوجهات والكيانات لا يختلفون عن أهميته في وثقله في الميدان السياسي كمكسب وطني جامع.
رجل السياسة والسلام
من جهته، قال الصحفي وعضو المكتب السياسي للمقاومة الوطنية "عبدالسلام القيسي" إن الأستاذ محمد قحطان رجل سياسي كبير، وواحد من أهم الشخصيات اليمنية، ومن أهم شخصيات محافظة تعز بشكلٍ خاص.
وذهب "القيسي" إلى أن إخفاء الأستاذ محمد قحطان وعدم تداول اسمه في مفاوضات الأسرى وتغييبه إلى الآن يأتي ضمن سياسة الكهنوت الحوثي الذي يمعن في إذلال تعز، حيث يحاصر الكهنوت مدينة تعز ويخفي ابنها قحطان منذ تسع سنوات.
ولفت "القيسي" في حديث له مع "الصحوة نت" إلى أن الأستاذ ماجد فضائل، وكيل وزارة حقوق الإنسان، كان قد أشار في وقتٍ سابق إلى موافقة الحوثي بالتفاوض حول محمد قحطان. وهذا -حسب القيسي- اعتراف حوثي بأن مليشيا الحوثي تستخدم اسم قحطان وملف الاسرى والمختطفين للاستغلال السياسي