رغم كبر الفاجعة التي حدثت مؤخرا في قرية "الحفرة" مديرية رداع محافظة البيضاء، الا انها لا تعدو قطرة من بحر الاجرام الدموي لميليشيا الارهاب الحوثي.
الحادثة تعيد إلى أذهان اليمنيين سلسلة جرائم ارتكبتها الإمامة بحق اليمنيين قتلا ونهباً ودمارا، منذ أن وطأت قدم مؤسسها الأول الطاغية يحيى الرسي، اليمن في القرن الثالث الهجري، قادما من طبرستان.
حقد اسود في البيضاء
اوغلت مليشيا الحوثي بحقدها في جرائمها بحق اليمنيين، خلال 9 سنوات، خاصة في تدمير منازل الخصم، وتأتي محافظة البيضاء في المقدمة بأعداد المنازل التي فجرتها المليشيات، بـ 118 منزلا.
فقد كشف التقرير الدوري الخامس الخاص بانتهاكات حقوق الإنسان في محافظة البيضاء للعام 2023، عن قيام ميليشيا الحوثي بارتكاب 34 انتهاكاً لحقوق الانسان، خلال العام 2023.
يقول الناشط، عبدالله العبدلي، فإن حقد الحوثيين على البيضاء استثنائي نظرا لمواقفها ضد الامامة، منذ عشرينات القرن الماضي حين دحرت قبائل البيضاء جيش الإمام الطاغية يحيى حميد الدين، من بلاد الملاجم، بقيادة البطل أحمد بن صلاح الملجمي.
وأضاف العبدلي، وهو من أبناء محافظة البيضاء، أن قبائل البيضاء، أسهمت بشكل كبير في مساندة ثورة 26 سبتمبر 1962 في الكفاح ضد الإمامة، واستشهد الكثير من ابناء البيضاء على أسوار صنعاء، في يناير 1964.
ولا زال نضال أبناء البيضاء إلى اليوم في الدفاع عن الجمهورية والدولة ضد الاستعمار السلالي ولن تكسر هذه العمليات الاجرامية شوكة ابناء محافظة البيضاء مهما بلغ حد ارهابهم ".
طمس الجريمة
بحسب مراقبين من أبناء البيضاء، فإن مليشيا الحوثي حاولت طمس جريمتها في تفجير المنازل على رؤوس ساكنيها في رداع، وقتلت 18 شخصا بينهم اطفال ونساء، ومحاولة إماتة القضية.
تلك الجريمة رفعت من نسبة الرفض المجتمعي لتواحد مليشيا الحوثي في رداع بدليل خروج المظاهرات الرافضة للمليشيات، صبيحة يوم الجريمة وهي الاضخم منذ اقتحام المدينة في 2015.
يقول اهالي رداع ان مليشيا الحوثي تجاوزت الحدود وانتهكوا حرمة البيوت وأن هذه في عرف القبيلة جريمة لا يمكن السكوت عنها ويعاقب مرتكبها بالموت.
انتقام مبكر
تفجير منازل الخصوم، سياسة تنتهجها مليشيا الحوثي في اليمن، والاحتلال الصهيوني في فلسطين المحتلة، وهي سياسية ترويع وترهيب الخصوم.
أبرز جرائم تفجير المنازل
ففي عام 2007، فجرت مليشيا الحوثي عددا من المنازل في منطقة آل سالم بمحافظة صعدة، ودفنت عائلات بأكملها تحت الأنقاض.
وفي العام 2009 فجرت مليشيا الحوثي 27 منزلاً في مديرية باقم صعدة.
في 2011 فجرت مليشيا الحوثي 43 منزلاً بعمران، من بينها منزل شخص يدعى، عبدالله الحبيشي، ما ادى الى مقتل 11 فردا من النساء والأطفال كانوا داخل المنزل تحت.
وبحسب تقرير للمركز الأمريكي للعدالة والحرية، فإنه رصد توثيق أربع وقائع تفجير جماعي للمنازل طالت 79 منزلا في مديرية كشر محافظة حجة23 منزلا، و20 منزلا بمديرية ارحب صنعاء و18 منزلا بمديرية عتمة ذمار و(18) منزلا بمديرية الحزم محافظة إب.
وبحسب التقرير فإن محافظة البيضاء تصدرت المحافظات بتفجير 118 منزل، وتعز 110، و الجوف 76، وصعدة 73، وإب 62، وصنعاء 57، ومأرب 53، وذمار 37، وحجة 31، والضالع 23، ولحج 22، وعمران 21، والحديدة 14، وشبوة 10 منازل، وأبين 5 منازل، وعدن منزلا واحدا.
وتعقيبا على جريمة تفجير المنازل، يقول المحلل، عبدالرحمن الدعيس، لـ "الصحوة نت" إن حب الأوطان غريزة، والدفاع عنها في ديننا واجب، ولذلك لم يعترف شعبنا بالهزيمة تحت مجنزرات الحوثيين المنهوبة وتحمل في سبيل تحرير اليمن والخلاص من الكهنوت.
وأضاف الدعيس، رغم كل الجرائم التي ارتكبتها مليشيا الحوثي، لكنها فشلت في بث الرعب في نفوس اليمنيين، بل قويت شوكة المقاومة ضده.
وأضاف أن اليمنيين يدركون أن فاتورة السكوت على الظلم والطاغوت، أغلى من فاتورة المقاومة، ولذا نرى كيف الرفض الشعبي عقب كل جريمة ترتكبها مليشيا الحوثي دليل على قناعة اليمنيين بضرورة دحر المليشيات ونيل حريته الكاملة.
انتهاك الحرمات
الى جانب تفجير المنازل، تشترك جماعة الحوثي مع الصهاينة في ترويع النساء وخطفهن من عقر دورهن مستخدمة ما يعرف ب" كتائب الزينبيات".
من جرائم مليشيا الحوثي بحق اليمنيين، اعدام المواطنين أمام ذويهم والتمثيل بجثثهم، كما حدث مع الشاب، حاشد النقيب، و شكري القدسي، و عواد الهياشي، وامام المسجد الكبير في إب، بشير شحرة، وغيرهم دون اي مبرر قانوني او تهم.
في حديث للصحوة نت قال الاعلامي عماد الصوفي "إن مليشيا الحوثي منذ بداية ظهورها واستخدمت اسوء الوسائل للتنكيل باليمنيين، مؤكدا أن تلك الجرائم لن تسقط بالتقادم ولن يسكت عليها اليمنيين، وهذا اليوم لن يكون بعيدا والأيام دول".