القضية الفلسطينية قضية العرب الأولى، هي هكذا أصلا و فصلا، و عروبة و إسلاما، و هكذا ظل الخطاب الرسمي العربي يؤكد هذه المقولة.
و اليوم تخوض فلسطين، و تخوض المقاومة الفلسطينية البطلة معركة الشرف، و الواجب نيابة عن الأمة؛ و على الأمة كل الأمة؛ قيادات، و شعوب، و حكومات و محكومين، أن من واجبهم الآني، و الحاضر، و العاجل ألا يسمحوا لأي كان بإسقاط البندقية من يد شعب يريد الحرية،و استرجاع حقوقه المسلوبة ظلما و عدوانا.
لقد وقف المناضل الراحل ياسر عرفات يوم 13 نوفمبر 1974م. في منبر الأمم المتحدة يخاطب الجمعية العامة؛ بأنه جاء للسلام، و أنه أتى يحمل غصن الزيتون في يده،، و مطالبا بالحق الفلسطيني المشروع، و يدعوهم: ألا يسقطوا غصن الزيتون من يده.
كان الموقف واضحا، و المطلب حقا مشروعا، يناضل من اجله الشعب الفلسطيني منذ ان بدأت قوى الهيمنة الاستعمارية بخطوات التمكين لوعد بلفور العدواني المشهور، و لايزال العمل النضالي المقاوم يطالب بالحقوق المشروعة.
و رغم الموقف الواضح و المطلب الأوضح للحق الفلسطيني، إلا أن قوى الهيمنة الاستعمارية ظلت ضلالا بعيدا، و راحت تعمل بكل مكر و كيد ، في كل وقت ؛ لإسقاط غصن الزيتون ، و إسقاط البندقية، إذ تمادى الكيان الصهيوني بجرائمه، و انتفش بغطرسة أكبر، مع دعم استعماري أكثر.
لقد وجد الشعب الفلسطيني نفسه، و الهيمنة الاستعمارية تتربص بكل جرأة وقحة، و بكل عنصرية قذرة بالقضيّة الفلسطينية، و تعمل بكل طاقتها لتصفية القضيّة الفلسطينية، و بدلا من منح الفلسطينيين حقوقهم المسلوبة، تغازل قوى الاستعمار الأمة بمكرو كيد بأن تسمح في التنازل عن كرامتها و مواقفها و حاضرها، و مستقبلها. لأن الرضا بإسقاط البندقية المدافعة عن فلسطين اليوم ، بل و عن العروبة، هو الاستهداف الأخطر الذي لا يقف عند فلسطين، و إنما يقف عند بوابة مخطط البدء بمشروع ما يسمى إسرائيل الكبرى.
لا تسقطوا بندقية الشعب الفلسطيني، و لا تسمحوا لأحد بالاقتراب لتنفيذ هذا المخطط الأخطر، فإن في إسقاط هذه البندقية الشرف - لا سمح الله - يعني أكل الثور الأسود بعد أن خُذل (الأسد) الأبيض.
لقد أسقطت قوى التربص الاستعمارية غصن الزيتون، يوم أن أسقطت مؤامرة وارسوا البندقية.
على الامة شعوبا و حكومات؛ ألا تسمح بإسقاط بندقية المقاومة،و أن يتذكر الجميع أن ما هو راسخ في وجدان الأمة؛ أن قضية فلسطين هي قضية العرب الأولى، و أن أروقة الأمم المتحدة لم تقدم للشعب الفلسطيني شيئا، و أن غصن الزيتون، قد أسقط و أحرق، و أن الشعب الفلسطيني لم يجد أمامه لأخذ حقوقه إلا بحمل البندقية.. فلا ينبغي للأمة، و لأحرار العالم أن يسمحوا لأي أحد في إسقاط البندقية من يد المقاومة الفلسطينية.