حشدت مليشيا الحوثي الآلاف من عناصرها من محافظات صنعاء وإب وذمار، للمشاركة في تظاهرة نظمتها، الجمعة في مدينة رداع بمحافظة البيضاء، ضمن إجراءاتها للتغطية على المجزرة المروعة التي ارتكبتها بتدمير المنازل على رؤوس ساكنيها، والتي راح ضحيتها 35 مواطنا بين جريح وقتيل.
وأكدت مصادر محلية وشهود عيان لـ"الصحوة نت"، إن المئات من المسلحين الحوثيين توافدوا على متن أطقم يوم الخميس إلى مدينة رداع، ضمن تحشيدات واسعة، بهدف التغطية على الجريمة.
وذكرت المصادر أن العشرات من الأطقم والسيارات شوهدت الليلة الماضية، متجهة إلى مديرية رداع من محافظة ذمار، بما في ذلك سيارات وأطقم توجهت في وقت مبكر الجمعة من داخل صنعاء باتجاه مدينة ذمار المجاورة لمحافظة البيضاء.
وأوضحت المصادر أن المليشيا حشدت المئات من مسلحيها، أيضا من مديريات البيضاء المختلفة إلى مديرية رداع، حيث نظمت تظاهرة كبيرة في المدينة تحت يافطة "نصرة غزة"، ضمن إجراءاتها للتغطية على الجريمة البشعة المرتكبة في المدينة.
واستبقت المليشيا التظاهرة، بعقد اجتماع لعناصرها الأمنية بالمحافظة برئاسة "أحمد الشرفي"، قالت داخليتها "إنه كرس لمناقشة الخطة الأمنية بشأن الاحتشاد الجماهيري والمشاركة الواسعة في المسيرة.
وأقدمت عناصر خاصة تابعة لوزير داخلية الحوثيين عم زعيم الجماعة يوم الثلاثاء، على تفخيخ منزل لمواطن من "آل زيلعي" بحارة الحفرة في رداع، وتفجيره في وقت مبكر صباحا، قبل أن يتسبب الانفجار الشديد في تدمير منازل مجاورة على رؤوس ساكنيها، ما أدى إلى مقتل وإصابة 35 مواطنا بينهم نساء وأطفال وأسر كاملة.
وقوبلت الجريمة باستنكار واسع من الشارع اليمني، بما في ذلك بعض المحسوبين على الجماعة، كما أدانها المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية المحلية والدولية، فيما حاولت الميليشيا التنصل من الجريمة وتبرئة قياداتها وتحميل عناصرها المسؤولية بزعم أنها "تصرفات فردية".
وبالغت وسائل إعلام المليشيا اليوم الجمعة، في تغطية حشود مسلحيها في مديرية رداع، والتي قالت إنها جاءت استجابة لدعوة زعيمها "للرد على أمريكا، وتنديدا بجرائم العدو الصهيوني بقطاع غزة، في استهتار بالدماء التي سفكتها في رداع.
ومنذ 6 أشهر، صعدت مليشيا الحوثي في استغلال القضية الفلسطينية والمتاجرة بها، لتحقيق مصالحها الخاصة إقليميا، وهروبا من الاحتقان الشعبي والغضب المتنامي في مناطق سيطرتها، في ظل تزايد الجرائم والانتهاكات وتغول الفساد الممنهج من قبل مشرفيها وقياداتها الطائفية.
ورغم استخدام القضية الفلسطينية والعداء لليهود، كمنهج وسلوك للتغرير باليمنيين منذ بدء تحركها ضد الجمهورية في عام 2004، بلغت الجماعة مراحل متقدمة من الاستغلال، بعد تبنيها هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة ضد السفن التجارية في البحر الأحمر، بزعم فك الحصار عن غزة، وهي ادعاءات تقول الحكومة ومعها المجتمع الدولي، إنها عمليات تنفذ وتدار من الحرس الثوري الإيراني، تحرف الرأي العالمي عما يحدث من مجازر مروعة في القطاع، وسيكون لها عواقب كارثية على اليمن بحرا وأرضنا وإنسانا.