الحديدة.. أزمات حوثية جديدة والسكان يكتوون بنيران الغلاء

الحديدة.. أزمات حوثية جديدة والسكان يكتوون بنيران الغلاء

 

في ظل ارتفاع وتيرة هجمات مليشيا الحوثي على السفن التجارية في البحر الأحمر وتهديدها للملاحة الدولية، تواجه محافظة الحديدة الساحلية تهديدًا جديدًا ستصل تبعاته الخطيرة إلى كافة نواحي الحياة، في حين أن المحافظة مثقلة بالأزمات والأوضاع الإنسانية المتردية التي أفرزها انقلاب المليشيا الحوثية على السلطة في سبتمبر 2014 واندلاع الحرب في البلاد.

 

على مدى ثلاثة أشهر، حوَّلت المليشيا الحوثية الارهابية مدينة الحديدة إلى منصة لإطلاق صواريخها وطائراتها المسيرة باتجاه السفن التجارية في البحر الأحمر، الأمر الذي استجلب تحالفًا دوليًا من أساطيل وبارجات ومدمرات عسكرية إلى المياه الإقليمية اليمنية لمواجهة هذه الهجمات والرد عليها، لتدخل محافظة الحديدة في مرحلة جديدة من الحرب والمواجهات.

 

في هذا الصدد، قال الناشط الحقوقي "محمد الأهدل" لـ"الصحوة نت"" إنه ومنذ بدء رد التحالف الدولي على الهجمات الحوثية، كان لمدينة النصيب الأكبر من غارات الطيران وصواريخ البوارج البحرية، الأمر الذي انعكس سلبًا على وضع المدينة الأمني، بسبب عنتريات هذه المليشيا".

 

وأضاف الأهدل أن الأزمة التي خلقتها قرصنة مليشيا الحوثي في البحر الأحمر هي أزمة عالمية وليست محلية فقط، سيتضرر منها اليمن والإقليم والعالم أجمع، مشيرا إلى أن محافظة الحديدة هي المتضرر الأول والأكبر، نظرًا لموقعها الجغرافي المطل على البحر الأحمر حيث تدور قرصنة مليشيا الحوثي.

يقول الأهدل " بدأت معالم هذه التبعات الخطيرة تظهر على الواقع من خلال ارتفاع أسعار الشحن إلى ميناء مدينة الحديدة، وكذلك تفاقم معاناة الصيادين من أبناء تهامة، إضافة إلى الكوارث البيئية الناجمة عن استهداف السفن النفطية في البحر الأحمر وآخرها سفينة "روبيمار".

 

ارتفاع أسعار الشحن:


منذ بداء مليشيا الحوثي باستهداف السفن التجارية في الممر الدولي، ارتفعت أسعار شحن بشكل قياسي، حيث وصل سعر شحن حاوية 40 قدمًا من جمهورية الصين ارتفع من 8 آلاف إلى 12700 دولار.

أحد التجار، "رفض الكشف عن اسمه" قال لـ "الصحوة نت": إن الكثير من التجار قد توقفوا عن شحن البضائع واستيرادها بسبب ارتفاع أسعار الشحن.

وأضاف أن مبلغ 12700 دولار، هو تكاليف الشحن التي فرضتها شركات الشحن البحري فقط، ولا يشمل أسعار التأمين التي ارتفعت لأكثر من ضعفين، إضافة إلى تكاليف الضرائب وغيرها، الأمر الذي دفع بمعظم التجار إلى التوقف عن الشحن والاستيراد.

 

معاناة الصيادين:

 

حول معاناة الصيادين والمخاطر التي تواجههم جراء العمليات العسكرية في البحر الأحمر، فقد أكد الصياد، سامي محب، يعمل في مدينة المخا، لـ "الصحوة نت" أن المخاطر التي يواجهها الصيادون اليوم كثيرة في ظل العمليات العسكرية في البحر، حيث أصبحوا أهدافًا للبوارج الحربية المنتشرة في المياه الإقليمية اليمنية.

 

وقال محب " إن 8 صيادين من مدينة المخا فقدوا في اليوم الذي بدأت فيه عمليات التحالف الدولي أو ما يُسمى "تحالف الازدهار"، فقد تم استهداف قوارب كانت قريبة من بعض السفن التجارية في البحر الأحمر.

 

وكشف "محب" خلال حديثه لموقع "الصحوة نت" بأنه تم العثور على جثث بنفس مواصفات الصيادين في سواحل ميدي، وعليها آثار ضرب نار، عندما عثر عليها مواطنون في سواحل ميدي، وقد انتشرت مقاطع فيديوهات على مواقع التواصل لتلك الجثث.

تواجد القطع الحربية الدولية قبالة السواحل اليمنية، تشكل تهديدا كبيرًا لنشاط الصيد والعاملين فيه، حيث يخشى الصيادون من استهدافهم من قبل طيران التحالف الدولي أو البوارج الحربية المنتشرة هناك.


يقول محب إن عدم وجود آلية آليات تنسيق بين عمليات خفر السواحل وقوات التحالف الدولي يجعل من الصيادين عرضة لاستهدافهم في البحر، مشيرا إلى انخفاض عدد الصيادين بشكل كبير خوفا من الاستهداف إضافة إلى كارثة غرق "روبيمار" لتضيف أزمةً جديدة للصيادين بعد أن تحولت المنطقة شبه محظورة على الصيادين ويتم استهدافهم من قبل مليشيا الحوثي.

 

كارثة غرق سفينة "روبيمار"

في الثامن عشر من فبراير الماضي، استهدفت المليشيا الحوثية سفينة "روبيمار" المحملة بمواد خطرة من السمادة والزيوت، والتي غرقت في المياه الإقليمية اليمنية بعد أيام من استهدافها؛ لتعلن الهيئة الدولية للبحار "إيغاد" بأن منطقة البحر الأحمر بحاجة إلى أكثر من 30 عاماً للتعافي من كارثة السفينة روبيمار.

 

في حديثه لـ "الصحوة نت" قال الباحث في البيئة وعلوم البحار، محمد طه، إن "روبيمار" ظلت عائمة لما يقارب خمس أيام قبل أن تغرق بشكل كامل بسبب مماطلة جهات عدة في محاولة سحبها.

وأضاف طه في حديث مع "الصحوة نت" إنه من المحتمل أن نشهد نفوقًا للأسماك وانعدمًا للحياة البحرية في المنطقة التي غرقت فيها السفينة بسبب نقص الأوكسجين، نتيجة تشكل مادة عازلة تمنع وصول ضوء الشمس إلى مياه البحر.

 

يتجرع اليمنيون بشكل عام والصيادون من أبناء تهامة بشكلٍ خاص من ما يحدث في البحر الأحمر، وأصبحوا بين سندان قرصنة مليشيا الحوثي، ومطرقة التحالف الدولي.

فمنذ بدء قرصنة مليشيا الحوثي في البحر الأحمر وتلتها العمليات العسكرية للتحالف الدولي، فقد الآلاف من الصيادين مصدر رزقهم، وقتل عددا منهم وتضاعفت مآساتهم الإنسانية، التي لم تتطرق إليها وسائل الاعلام كما يقول الأهالي، فهم المتضررون من قرصنة مليشيا الحوثي والعمليات العسكرية للتحالف الدولي مطالبين معالجة معاناتهم ووضع الحلول العاجلة لها.


القائمة البريدية

أشترك معنا في القائمة البريدية لتصلك كل الاخبار التي تنشرها الصحوة نت

تواصل معنا

الجمهورية اليمنية

info@alsahwa-yemen.net

الصحوة نت © 2023 م

الى الأعلى