أفاد مكتب الإعلام الحكومي باستشهاد 104 فلسطينيين وإصابة 700 في مجزرة قرب دوار النابلسي شمالي قطاع غزة بعد أن قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي تجمعا لمواطنين ينتظرون الحصول على مساعدات.
وقال مكتب الإعلام الحكومي في غزة إن الاحتلال ارتكب هذه المجزرة المروعة مع سبق إصرار في إطار الإبادة الجماعية لأهالي القطاع، حيث كان يعلم بوصول الضحايا إلى المنطقة للحصول على مساعدات، لكنه قتلهم بدم بارد.
وناشد المكتب العالم والدول العربية والإسلامية التدخل الفوري لوقف حرب الإبادة الجماعية، وحمّل الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي والاحتلال المسؤولية عن هذه المجزرة المروعة.
وقال مراسل الجزيرة إنه تم نقل الشهداء والجرحى إلى مجمع الشفاء ومستشفى كمال عدوان ومسشفى العودة، في ظل غياب الإمكانات الطبية اللازمة.
من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة إن المجازر الأخيرة التي ارتكبها الاحتلال تشكل تحولا جديدا في مسلسل الإبادة الجماعية.
ورجح القدرة أن ترتفع حصيلة شهداء مجزرة شارع الرشيد قرب دوار النابلسي بعد وصول عدد كبير من الحالات الحرجة إلى مجمع الشفاء.
وأضاف أن قوات الاحتلال ترتكب عمليات قتل ممنهجة بحق 700 ألف نسمة شمالي غزة بالاستهداف والتجويع معا.
تنديد بالمجزرة
وأعربت منظمة "أوكسفام" الخيرية عن صدمتها إزاء التقارير التي تفيد بمقتل أشخاص في غزة أثناء انتظارهم المساعدات الغذائية.
وأضافت المنظمة الدولية -التي تتخذ من لندن مقرا لها- في منشور على منصة "إكس" أن تعمّد إسرائيل استهداف المدنيين بعد تجويعهم يعد انتهاكا صارخا للقوانين الإنسانية الدولية وللإنسانية.
وختمت "أوكسفام" بالقول إن خطر الإبادة الجماعية بات حقيقة.
ودعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مجلس الأمن الدولي وجامعة الدول العربية إلى الانعقاد العاجل واتخاذ ما يُلزم إسرائيل بوقف القتل الجماعي والتطهير العرقي في غزة.
كما دعت الحركة في بيان لها الدول العربية للخروج من مربع الصمت إزاء ما يتعرض له الفلسطينيون من جريمة إبادة.
وحثت حماس الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم على التظاهر بشكل واسع تنديدا بالمذبحة.
من جانبه، قال مدير قسم التمريض في مجمع الشفاء للجزيرة إن ما نشهده اليوم يذكرنا بمجزرة المستشفى المعمداني، حيث استقبل المستشفى مئات الجرحى إثر القصف الإسرائيلي على دوار النابلسي.
وأضاف أن في مجمع الشفاء 3 غرف عمليات صغيرة فقط تعمل بإمكانيات محدودة لإسعاف مئات الجرحى.
وصباح اليوم الخميس، وصل عدد من الشهداء إلى مستشفى شهداء الأقصى جراء قصف إسرائيلي على دير البلح وسط القطاع، وأظهرت صور تكدس الجثامين على أرضية المستشفى لعدم وجود أماكن في ثلاجات الموتى.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة -اليوم الخميس- أن حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي تجاوزت 30 ألفا منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فيما تستمر القوات الإسرائيلية بشن غارات عنيفة على مناطق عدة في القطاع.
وقال المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة -وفق الفرنسية- إن حصيلة الشهداء تجاوزت 30 ألفا بعد وصول 79 شهيدا إلى مستشفيات القطاع أمس الأربعاء.
تفاقم الكارثة
من جهته، قال المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين إن الوضع في غزة كارثي، خاصة بالشمال، والسكان لا يقوون على مواجهة الأمراض.
وطالب المستشار بفتح المعابر البرية السبعة مع غزة والإسراع في عمليات التفتيش وإدخال المساعدات، مضيفا أن ما يجري من منع للمساعدات خطير وخرق للقانون الإنساني الدولي.
وقالت وزارة الصحة أمس الأربعاء إن سكان شمال القطاع باتوا بلا أي خدمات صحية بعد توقف مولد مستشفى كمال عدوان نتيجة عدم توفر الوقود وخروجه من الخدمة.
وأضافت الوزارة في بيان أن مستشفى كمال عدوان آخر مستشفى في شمال غزة خرج من الخدمة، وأنه بتوقف المولد الكهربائي سيفقد السكان خدمات غسيل الكلى والعناية المركزة والحضانة والباطنة والقلب والجراحة العامة والمبيت وطوارئ الأطفال.
وخلال الحرب على غزة أخرجت إسرائيل 31 مستشفى من الخدمة بالقصف والتدمير والحرمان من الإمدادات الطبية والوقود من إجمالي 36، كما استهدفت 152 مؤسسة صحية جزئيا، وفقا للمكتب الإعلامي الحكومي.