يعتقد العالم أن مليشيا الحوثي متخصصة في القرصنة ضد الملاحة الدولية في البحرين الأحمر والعربي فقط، لكن اليمنيين يعرفون أن الحوثية عصابة لقطع الطرقات ونهب المسافرين والتنكيل بهم، وإن تغنت وخادعت العالم بفك الحصار عن سكان قطاع غزة.
عشرات الطرق تقطعها مليشيا الحوثي الإرهابية، المدعومة من ايران، وتخنق بها المدن اليمنية وتقطع أوصالها، فهي تتفنن بخنق المدن وحصارها كما يفعل الاحتلال الصهيوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
الخميس الماضي، أعلن نائب رئيس المجلس الرئاسي، محافظ مارب اللواء سلطان العرادة، عن فتحه طريق مارب صنعاء عبر فرضة نهم من طرف واحد ودعا المليشيات إلى فتح الطريق من طرفهم للتخفيف من معاناة المسافرين والمغتربين.
أثار الإعلان، جنون قيادة المليشيات وتخبطهم، هاجت قيادة المليشيات وبدأت بالتخبط حول الإعلان والهروب نحو قضايا أخرى، ما أثبت أنهم لا يريدون ولا يفكرون في فتح الطرقات وآخر ما يفكرون به هي معاناة اليمنيين.
وصف الصحفي علي الفقيه في تغريدة له على موقع X ، تخبط المليشيات المفضوح على مواقع التواصل بأن ما قام به اللواء سلطان العرادة، بـ"الملطام" لقيادة المليشيات.
وقال الفقيه في تغريدته " الخطوة التي قام بها الشيخ سلطان العرادة بفتح طريق مارب صنعاء لم تكن مجرد إعلان من طرف واحد وإنما "ملطام" من طرف واحد.
وأضاف الفقيه أن المتابع لردود الحوثة يدرك أنهم مصروعين فهم يتخبطون منذ يومين غير قادرين على الرد أو تغطية ما أصابهم من انكشاف أمام المخدوعين بهم.
دعوة اللواء العرادة أجبرت، القيادي الحوثي علي طعيمان، إلى الخروج في وقت متأخر من يوم الخميس إلى الخط الرابط بين مارب وصنعاء عبر صرواح، إلى الإعلان من صنعاء عن فتح طريق مارب صرواح مارب.
ظهور طعيمان، بتلك الطريقة، أثار سخرية ناشطي مواقع التواصل، إذ كيف يعلن فتح طريق مارب وهو في صنعاء، كما ظهر في الفيديو الطريق مقطوع بالحجارة، لم يكلفوا أنفسهم رفع الحجارة من الطريق ولو من باب التمثيل كما يقول بعض الناشطين.
سوابق كثيرة لمليشيا الحوثي في رفضها فتح الطرقات أمام المسافرين اليمنيين سواء بين المحافظات أو بين محافظة واحدة كما هو الحال في مدينة تعز.
ربط كهرباء مارب بالعاصمة صنعاء
منذ 2016، أعلن محافظ مارب سلطان العرادة، عن استعداده ربط خطوط كهرباء مأرب بالعاصمة صنعاء، متحديا مليشيا الحوثي السماح للفرق الهندسية بالعمل في مناطق سيطرتها.
آخر تلك الدعوات خلال حوار أجرته معه قناة الـ BBC في يوليو2022، عندما أعاد التحدي مرة أخرى لمليشيا الحوثي السماح للفرق الهندسية بالعمل على ربط الكهرباء مبديا استعداده إيصال تلك الخطوط إلى الحدود الإدارية لمحافظة مارب.
كعادتها تهربت قيادة المليشيات من تلك الدعوات والهروب والتحجج بقضايا أخرى والتشكيك بجدية تلك الدعوات، وأنها تأتي ضمن المؤامرة التي تتعرض لها لتحريض السكان في مناطق سيطرتها.
طريق تعز
في مايو 2022، وبعد أيام من المفاوضات بين وفد حكومي ومليشيا الحوثي برعاية المبعوث الأممي غروندبرغ، لكنهم رفضوا واقترحوا طريق بديل عبارة عن ممر جبلي قديم كان معدّاً لمرور الحمير والجمال لا تستطيع السيارة المرور فيه ويبعد عن المدينة 30 كيلو.
عدد من الطرق الرئيسة والفرعية، التي تتعمد مليشيا الحوثي قطعها أمام المسافرين والمغتربين، لزيادة معاناة اليمنيين المسافرين والتجار ومضاعفة تكاليف النقل والسفر إضافة إلى المخاطر التي يتعرضون لها عندما يمرون عبر تلك الطرقات الوعرة والقديمة والتي راح ضحيتها المئات وكلفتهم ملايين الريالات كخسائر مادية.
أبرز تلك الطرقات طريق مارب صنعاء، الذي يمر عبر الصحراء، ويتسبب بسقوط كثير من الضحايا إما ضياعا وسط الصحراء أو برصاص قطاع الطرق ونهب ممتلكاتهم، وكذلك الخسائر المادية للشاحنات والسيارات نتيجة صعوبة السير في الصحراء.
طريق هيجة العبد، المنفذ الوحيد لمحافظة تعز بالمحافظات المحررة ويمر في سلسلة جبلية عبر مدريتي الشمايتين تعز والمقاطرة لحج، ويبلغ ارتفاع العقبة نحو 3 آلاف متر عن سطح البحر، وفيها حوالي 47 منعطفًا، منها 27 شديدة الانحدار.
وهي من أشد الطرق وعورة اضطر سكان تعز للمرور بها بعد أن قطعت مليشيا الحوثي الطريق الرئيس بين تعز ولحج عبر الحوبان لحج.
الطرقات التي تقطعها مليشيا الحوثي
منذ بدء شن حربها ضد اليمنيين، تعمدت مليشيا الحوثي قطع الطرقات الرئيسية واجبار اليمنيين على أن يسلكوا طرقا بديلة لا تصلح للسفر نظرا لوعورتها وخرابها.
وأبرز تلك الطرقات هي:
طريق مارب فرضة نهم صنعاء، وهي طريق مختصر يحتاج المسافر إلى نحو ثلاث ساعات أو أقل، بينما يقضي المسافر اليوم بين مارب وصنعاء أو العكس إلى نحو 8 ساعات عبر صحراء الجوف إضافة إلى المخاطر التي يتعرض لها.
طريق مارب صرواح صنعاء، يبلغ طوله ويبلغ 170 كم، ويحتاج المسافر في الظروف العادة إلى نحو 3 ساعات فقط، وتقطعه مليشيا الحوثي منذ 2015، وهو طريق لا يصلح للشاحنات والسيارات، لعدم جهوزيته.
طريق مارب البيضاء ذمار، الذي حولته إلى مناطق عسكرية بعد سقوط عدد من مديريات محافظة البيضاء ومديريات جنوب محافظة مارب بيد المليشيات.
كما تقطع مليشيا الحوثي الطريق الرابط بين محافظة إب دمت الضالع، تعز، الحوبان، صنعاء، وتعز الحوبان، لحج، عدن وفي تعز أيضا، طريق بير باشا- مصنع السمن والصابون- البرح- الحديدة، و طريق البرح -المخاء.