أكد الأمين المساعد للمكتب التنفيذي للتجمع اليمني للإصلاح بمحافظة ريمة؛ الأستاذ محمد غالب المشرع، أن تضحيات أبناء ريمة في المعركة الوطنية وسام شرف وولاء وطني صادق للجمهورية.
وقال المشرع في حوار مع موقع "الصحوة نت" إن علاقة الإصلاح مع شركاء العمل السياسي في المحافظة متميزة؛ قائمة على الشراكة والتوافق في مجمل القضايا وفي مقدمتها استعادة الدولة ودحر الانقلاب.
واستبعد المشرع، قبول مليشيا التمرد والانقلاب الحوثية الارهابية دعوات السلام وإنهاء الحرب؛ منوهاً إلى استمرار الحوثيين في العمل العسكري من خلال التحشيد والتعبئة لجبهات القتال.
وعن انتخاب قيادات وحدات الإصلاح المحلية، أوضح المشرع، أنها تأتي في إطار العمل المؤسسي والنهج الشوروي الذي يمارسه الإصلاح في كافة وحداته ومستوياته التنظيمية.
نص المقابلة:
أُجريت مؤخرًا انتخابات لقيادة وحدات وأجهزة الإصلاح المحلية في معظم المحافظات؛ ما تعليقكم على ذلك؟
تجديد وانتخاب قيادات وحدات وأجهزة الإصلاح؛ تأتي في إطار العمل المؤسسي والنهج الشوروي، وفقاً للنظام الأساسي واللوائح التنظيمية ذات الصلة.
كما أن لها بعداً سياسيا يؤكد مدى تمسك الإصلاح بالديمقراطية والتعددية السياسية كمشروع نضال وطني لا يمكن التخلي عنه أو التفريط فيه؛ وهنا تبرز أهمية الحدث من أهمية اللحظة التي اُجريت فيها على طريق استعادة الدولة بمؤسساتها ونظامها الجمهوري.
هل يمكن القول إن انتخاب قيادة وحدات وأجهزة الإصلاح المحلية قد جسّد بالفعل النهج الديمقراطي الشوروي الذي اختطه الإصلاح منذ تأسيسه؟
هذا أمر واضح يؤكده الواقع والممارسة؛ فالإصلاح وليد لحظة فارقة أسست لنظام سياسي جديد؛ قائم على الحرية السياسية والتعددية والديمقراطية، وقد مارس الإصلاح الشورى والانتخاب داخل مؤسساته وتجديد انتخاب قياداته بانتظام عقد مؤتمراته العامة والالتزام بمخرجاتها ما جعل منه أنموذجًا لكل القوى والأحزاب السياسية.
وقد شهد الإصلاح تطورات واسعة في البنى الهيكلية والمؤسسية والفكرية والتي كانت انعكاساً لهذا النهج الديمقراطي الشوروي المتجذر داخل الإصلاح.
كيف تقيمون علاقتكم مع قيادات فروع الأحزاب والتنظيمات السياسية بالمحافظة؟
علاقتنا مع شركاء العمل السياسي في المحافظة متميزة؛ قائمة على الشراكة والتوافق في مجمل القضايا وفي مقدمتها استعادة الدولة ودحر الانقلاب.
وهذه العلاقة والانسجام في المواقف كان لها الأثر الواضح في اصطفافنا السياسي والعسكري مع الشرعية أحزاباً ومكوناتٍ وأفراداً، فأبناء المحافظة من جميع المكونات في مقدمة الصفوف، وتضحيات ابناء ريمة وسام شرف وولاء وطني صادق للجمهورية واليمن الاتحادي.
لماذا اختار الحوثي ريمة ضمن المحافظات التي أنشأ فيها مدارس التطييف السلالية؟
ريمة في مواقفها وثقافتها مدنية ترفض كافة مظاهر التعصب الطائفي والسلالي والمناطقي، ولا يوجد فيها مظاهر العنف والثأر مقارنة بغيرها.
وعندما لاحظ الحوثي انعدام حاضنة شعبية تسنده وتعزز حضوره في ريمة؛ عمد إلى هذه الأساليب وابتدع هذه المحاضن في محاولة بائسة منه لتغيير ثقافة وهُوية أبناء المحافظة؛ ولن يُكتب لهذه الأهداف السلالية النجاح بإذن الله.
محافظة ريمة- كغيرها من المحافظات- حاضنة للجمهورية والتعايش الاجتماعي السلمي التعاوني المثمر والبنّاء، ولم تظهر بعض حالات العنف وظواهر القتل في المجتمع الريمي؛ إلا نتيجة للتواجد العسكري والأمني والثقافي للعصابات الحوثية الإرهابية.
وهنا أدعو أبناء المحافظة وعقلائها ومثقفيها إلى التنبه واليقظة والوقوف بحزم لإفشال هذه المؤامرات والمساعي الهدامة للثقافة والسلم الاجتماعي.
ما دلالة تعيين سلطة الانقلاب (محافظاً) لريمة من خارج المحافظة؟
كل تعيينات وإجراءات مليشيا التمرد الإرهابية غير شرعية؛ لأنها سلطة انقلاب؛ وتعيين محافظاً لريمة من خارجها من قبل سلطة الانقلاب؛ يُعد انتهاكا لحقوق اكتسبتها المحافظة لسنين من النضال والتضحيات ومعاناة التهميش وهذا مؤشر على العقلية الشمولية الاقصائية التي لا تعترف بالآخر من خارج السلالة، وتنفي قدرة بعض أبناء ريمة- خاصة أولئك الذين تعاونوا معها- على إدارة المحافظة؛ علاوة على ضعف ثقة مليشيا التمرد بأبناء المحافظة كونها ليست حاضنة للفكر السلالي البغيض؛ فمن يدير المحافظة اليوم ليس محافظاً مدنياً يدير أمور المحافظة لتحقيق مصالح أبنائها؛ بل حاكم عسكري يعمل على تثبيت الانقلاب ونشر فكر الجماعة المنحرف ومعتقداتها الضالة.
ما دوركم في الوقوف أمام هذه الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها مليشيا الحوثي بحق أبناء المحافظة ؟
وجود مثل هذه الحركة وما تعتقده من حق مقدس في حكم الآخرين يُعد أكبر انتهاك لحق الحياة وحق المساواة وحق الانسانية لكل أبناء اليمن؛ وقد ارتكبت هذه المليشيات الإرهابية انتهاكات جسيمة للحقوق والحريات وصادرت الممتلكات العامة والخاصة والتي طالت أبناء ريمة كغيرهم من أبناء المحافظات الأخرى.
وهناك جهود تُبذل للحد من هذا الإجرام الحوثي الإرهابي بحق أبناء ريمة؛ تتمثل في رصد وتوثيق هذه الجرائم والانتهاكات وعرضها للرأي العام والمنظمات الحقوقية داخلياً وخارجياً.
إضافة إلى إدانة هذه الجرائم والتضامن مع الضحايا وغير ذلك. مع التأكيد على أنّ هذه الجرائم لا يمكن أن تسقط بالتقادم؛ فلن يفلت أي مجرم من المساءلة والعقاب طال الزمان أو قصر.
ما توقعاتكم لمجريات الأحداث مستقبلاً في ظل التعاطي السلبي من قبل مليشيا الحوثي مع دعوات السلام؟
مليشيا الحوثي الإرهابية لا يمكن أن تستجيب لدعوات السلام إطلاقاً؛ وهذا ما أكدته الأحداث والوقائع لما يقارب عقدين من الزمن؛ ففكرها وأيدولوجيتها تحول دون قبولها بالسلام والتعايش والقبول بالآخر.
كما أن تصرفاتها على أرض الواقع من تحشيد واستغلال لأحداث غزة وتوظيفها لجمع المزيد من المغرر بهم وتوزيعهم على عدد من الجبهات لقتال اليمنيين.
يؤكد توجه هذه المليشيا واستعدادها للحرب رغبة في تحقيق أهدافها السلالية وتلبية لأجندات الراعي الحصري لانقلابها على الشرعية.
ما دلالة الحضور اللافت لأبناء ريمة في النضال الوطني والكفاح المسلح دفاعاً عن الثورة والجمهورية والشرعية الدستورية؟
معاناة ريمة قبل قيام الجمهورية وثورة 26 سبتمبر كانت كبيرة ومثقلة بالظلم والحرمان من كافة الحقوق؛ فقد كانت ريمة مجرد سلة للجبايات والإتاوات غير المشروعة.
وهذا كان كافياً لاندفاع أبنائها إلى الثورة على الإمامة والكهنوت السلالية، ولهم في هذا مواقف نضالية وتضحيات جسيمة؛ تم توثيق بعضها؛ إلا أن أبرز مظاهر هذا النضال تجسدت بانخراطهم في القوات العسكرية للثورة في الحديدة وتعز وصنعاء.
وبرز حضورهم في حصار السبعين وما بعدها، حتى كُتب النصر للثورة وتنفس اليمنيون الصعداء بعد القضاء على الحكم السلالي الكهنوتي؛ وفي أول محاولة من بقايا الإمامة والتخلف لاستعادة حكمها البائد؛ كان شباب ريمة في مقدمة الصفوف دفاعاً عن الجمهورية والشرعية والحرية والكرامة. وهذا يجسّد صدق ولائهم للوطن وإخلاصهم وتفانيهم في الدفاع عنه.