أكد الهلال الأحمر الفلسطيني في غزة اليوم الأربعاء حدوث وفيات بسبب الجوع، وذلك في وقت تتواتر فيه التحذيرات داخليا وخارجيا من تفاقم المجاعة بالقطاع في ظل شح المساعدات واستمرار العدوان الإسرائيلي المدمر.
وقال المتحدث باسم الهلال الأحمر رائد النمس للجزيرة إن قطاع غزة يشهد مجاعة حقيقية أدت إلى وفاة عدد من الفلسطينيين.
وحذر النمس من أن ما يحدث في شمالي قطاع غزة سيمتد إلى مناطق أخرى منه، مشيرا إلى تراجع في إدخال المساعدات إلى مناطق الشمال.
كما أشار إلى "تقارير صادمة" بأن الفلسطينيين لا يجدون الأكل والماء.
وأكد المتحدث الفلسطيني أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يستهدف من يحاول إدخال المساعدات إلى القطاع.
وتأتي تصريحات الهلال الأحمر الفلسطيني بينما تتزايد نداءات الاستغاثة من فلسطينيين محاصرين لإنقاذهم من الموت جوعا، كما تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة لتزاحم حشود كبيرة على كميات محدودة من المساعدات التي يُسمح بدخولها للقطاع.
مرحلة متقدمة
وكان مدير الإعلام الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة قال أمس إن سكان غزة دخلوا مرحلة متقدمة من المجاعة.
وأضاف الثوابتة في مقابلة مع الجزيرة أنه لم تدخل منذ 10 أيام سوى 9 شاحنات مساعدات، وناشد فتح معبر رفح فورا لإدخال المساعدات العاجلة إلى القطاع.
وبسبب شح المساعدات، اضطر فلسطينيون في شمالي القطاع لطحن علف الحيوانات للبقاء على قيد الحياة.
وقد رصدت كاميرا الجزيرة مظاهرة بالأواني الفارغة لأطفال في شمالي القطاع تطالب بإدخال المواد الغذائية.
كما أظهرت مشاهد حصلت عليها الجزيرة تجمع آلاف من الفلسطينيين في منطقة الشيخ عجلين على شارع الرشيد غربي مدينة غزة بانتظار وصول عدد محدود من الشاحنات التي تحمل مساعدات إنسانية من الطحين.
وتوثق الصور حجم ومستوى المجاعة التي وصل إليها السكان، حيث توافد آلاف منهم إلى هذه النقطة رغم معرفتهم بوجود آليات إسرائيلية تطلق النار والقذائف باتجاه كل من يصل إلى المكان.
وفي النهاية لم يحصل معظم المتجمعين على مرادهم بسبب محدودية المساعدات.
ومؤخرا استشهد عشرات الفلسطينيين بنيران قوات الاحتلال عند دوار الكويت في محيط مدينة غزة بينما كانوا ينتظرون دورهم للحصول على بعض المساعدات.
ويؤكد الفلسطينيون أن قطاع غزة بحاجة لنحو 1000 شاحنة مساعدات يوميا، في حين لا تدخل حاليا سوى بضع شاحنات يوميا.
وقف المساعدات
وقد أعلن برنامج الأغذية العالمي أمس أنه أوقف مؤقتا تسليم المساعدات الغذائية لسكان شمالي القطاع إلى أن تسمح الظروف بتوزيعها بشكل آمن.
وقال البرنامج الأممي في بيان إن القرار لم يتخذ باستخفاف، وإنه يدرك أن القرار سيعني تدهور الوضع أكثر هناك، مشيرا إلى أن عددا أكبر من الناس سيواجهون خطر الموت جوعا.
وفي نيويورك، قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن برنامج الأغذية العالمي اضطر إلى وقف تسليم المساعدات إلى مناطق شمالي قطاع غزة مؤقتا بسبب عدم توفر الظروف التي تسمح بالتوزيع الآمن للمساعدات، حسب تعبيره.
وأكد دوجاريك أنه يجب ضمان السلامة والأمن اللازمين لتقديم تلك المساعدات.
من جانبها، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إن الوضع يدفع القطاع ليكون على حافة الانفجار في عدد وفيات الأطفال نتيجة الأزمة الحادة في التغذية.
وأضافت المنظمة في بيان أن هذه الأزمة والمشاكل الصحية التي نتجت عنها بالإمكان تفاديها إذا توقفت الحرب.
وفي السياق، قالت المتحدثة باسم اليونيسف تيس إنغرام في اتصال مع الجزيرة إن المنظمة تواجه تحديات أمنية في إدخال المساعدات وتحديات أخرى في توزيعها نظرا لقلتها.
وأوضحت إنغرام أن الأزمة الإنسانية تتفاقم خصوصا في شمالي قطاع غزة، وأن الأطفال يواجهون الجوع.
من جهته، طالب عمار عمار المدير الإقليمي للإعلام في اليونيسف لمنطقة الشرق الأوسط بفتح جميع نقاط العبور إلى غزة، وبدخول المساعدات بشكل آمن ومستدام إلى جميع أنحاء القطاع.
وأوضح في مقابلة مع الجزيرة أن نحو 90% من أطفال قطاع غزة يعانون سوء التغذية.