في اليوم الـ127 من العدوان، يصعد الاحتلال الإسرائيلي حربه على مجمع ناصر الطبي المحاصر في مدينة خانيونس، فيما تواصل مقاتلاته شن غارات عنيفة على مناطق متفرقة من قطاع غزة، ما أسفر عن عشرات الشهداء والمصابين، معظمهم في رفح الحدودية.
وتواصل آليات الاحتلال الإسرائيلي حصارها لمجمع ناصر الطبي في خانيونس جنوب قطاع غزة، وسط تحذيرات من تعرض حياة المئات من المرضى والجرحى والكوادر الطبية داخل المؤسسة الصحية للخطر.
حصار مجمع ناصر الطبي
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، إن فلسطينيا استشهد وأصيب آخرون بسبب إطلاق النار الكثيف داخل مجمع ناصر الطبي، مؤكدا أن حياة 300 كادر صحي و450 مريضا وجريحا و10 آلاف نازح داخل المجمع مهددة.
ولفت إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي أطلقت النار بكثافة تجاه بوابات ومباني المجمع الطبي، مشيرا إلى أن الاحتلال تسبب في شل حركة الطواقم الطبية بين المباني التابعة للمؤسسة الصحية.
وطالب المتحدث باسم وزارة الصحة، بوجود المؤسسات الأممية داخل مجمع ناصر الطبي لحمايته وحماية من بداخله.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، أن مدفعية الاحتلال أطلقت الليلة الماضية نيرانها وقذائفها صوب الطوابق العلوية من مجمع ناصر الطبي.
عشرات الشهداء والمصابين في رفح
وفي السياق، شنت مقاتلات الاحتلال غارات عنيفة على مناطق متفرقة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد نحو 20 فلسطينيا على الأقل فيما أصيب آخرون بجروح مختلفة، بحسب مصادر فلسطينية.
ووفقا لـ"وفا"، فإن 11 من شهداء رفح سقطوا جراء استهداف الاحتلال منزلا في حي النصر شمال المدينة، فيما استشهد ثلاثة آخرون في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في حي الجنينة شرق المدينة.
وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة إلى 28 ألفا و64 شهيدا و67 ألفا و611 مصابا بجروح مختلفة، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفقا لوزارة الصحة بغزة.
وقالت وزارة الصحة بغزة، إن جيش الاحتلال ارتكب 16 مجزرة ضد العائلات في القطاع راح ضحيتها 117 شهيدا و152 مصابا خلال الـ24 ساعة الماضية.
يأتي ذلك بالتزامن مع تأكيد الاحتلال عزمه على شن هجوم عسكريا واسع على رفح التي تستضيف نصف سكان قطاع غزة، عقب نزوح أكثر من 1.8 مليون نسمة داخليا إثر قصف الاحتلال العشوائي على الأحياء السكنية وتعمده مسح أشكال الحياة كافة في غزة.
وزعم مكتب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، في بيان، أنه "لا يمكن تحقيق أهداف الحرب في غزة والإبقاء على أربع كتائب لحماس في رفح".
وطلب نتنياهو من "الجيش إعداد خطة لعملية عسكرية واسعة" في رفح، تشمل إجلاء المدنيين وملاحقة عناصر حركة حماس، بحسب البيان.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن "الجيش الإسرائيلي صادق على عملية عسكرية في رفح جنوب قطاع غزة".
تحذيرات دولية وأممية من "هجوم رفح"
وتتصاعد التحذيرات الدولية والأممية من مغبة شن الاحتلال هجوما عسكريا واسع النطاق على مدينة رفح الحدودية، محذرين من "عواقب كارثية تؤدي إلى خسائر لا تطاق في صفوف المدنيين"، بحسب تعبير مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل.
وكانت الولايات المتحدة، شددت على أنها لن تدعم أي عمل عسكري كبير في رفح، لا يأخذ في الحساب أمن المدنيين، فيما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، عن "قلقه" إزاء شن الاحتلال عملية عسكرية على مدينة رفح الحدودية، محذرا من "تداعيات إقليمية لا تحصى" للهجوم.
المقاومة تواصل تصديها للاحتلال
من جانب آخر، تواصل فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة تصديها للتوغلات الإسرائيلية على كافة محاور القتال في قطاع غزة، مكبدة جيش الاحتلال خسائر كبيرة في الآليات والأرواح.
وأعلنت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عن إجهاز مقاتليها على سبعة جنود إسرائيليين بتفجير في عبسان الكبيرة، فيما أكدت "سرايا القدس" الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، استهدافها قوات الاحتلال في شرق المنطقة الوسطى وخانيونس.
ووفقا لآخر البيانات المعلن عنها رسميا، فقد ارتفعت حصيلة قتلى جيش الاحتلال، منذ بدء العدوان على قطاع غزة إلى 564، بينهم 227 لقوا حتفهم بعد بدء الاجتياح البري في 27 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، فيما بلغت حصيلة المصابين في صفوفه 2828 ضابطا وجنديا، بينهم 1304 منذ بدء العمليات البرية.
يأتي ذلك بالتزامن مع تأكيد وسائل إعلام عبرية، أن الاحتلال رد على مقترح قمة باريس بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، رافضا شروط حركة حماس.
ولفتت تقارير عبرية، إلى أن حكومة نتنياهو تركت الباب مواربا أمام المفاوضات، وذلك في وقت تتصاعد فيه الخلافات بين "تل أبيب" وواشنطن التي تعمل على التوصل إلى هدنة إنسانية وإعادة الأسرى.
*عربي 21