فبراير المورق و انقلاب الحوثي المحرق !

فبراير المورق و انقلاب الحوثي المحرق !

 

   في أي بلد من البلدان، تفرض بعض الأحداث حضورها حتى إنها تستعصي على النسيان، و تتحدى عوامل التعرية، مهما حاول البعض إثارة الدخان لحجبها عن الأنظار، أو محوها من أن تأخذ مكانها في صفحات التاريخ.

 

  ثورة الأحرار عام 1948م.  ضد الإمامة الكهنوتية- مثلا - حاولت الإمامة طمرها بقتل ثوارها، و التنكيل بأحرارها لعلها تمحو آثارها، لكنها برغم انتكاستها بقيت تؤتي أُكلها، حيث كانت قد دقت مسمارها في نعش إمامة بيت حميد الدين، فأسقطتها ثورة 26 سبتمبر المجيدة.

 

   حينما تطل ذكرى 11 فبراير، يقفز الساخطون و  يبرز نواح بعض الموتورين، و تباكي بعض المنتفعين، مع معرفتهم تمام المعرفة، بأنها جمعت،و أصلحت، و أفضت إلى نتائج مُوْرِقَة حققت وفــاقا و اتفــاقا جعل الجميع يقفون على أرضية واحدة ، و مائدة كرسي حكم مشترك، و حصانة و عفوا و تسامحا، وموتمر حوار نتج عنه خارطة طريق تضع السلطة متاحة للأمة بعيدة عن مزاعم كهنوت الحق الإلهي، أو التعامل معها كتركة تورَّث.

 

   كان على المتباكين أن يقارنوا بين فبراير المورق الذي أورق حصانة و تسامحا، و شراكة، و استقرار الحياة المعيشية، و ثبات الأسعار، و تحسن قيمة الريال.. الخ. و بين 21سبتمبر المحرق، الذي تنكر، و مكر، و فكر و قتل، و أقصى، و أبعد.. الخ.

 

   لماذا يصر البعض على التقليل من شأن ثورة فبراير حيث اتفاق تم، و وفاق جرى ، و تصالح تحقّق ؛ في حين يديرون  ظهورهم، و يَصُمُّون آذانهم، و يلغون عقولهم، و يغيبون عن واقعهم المر، و المزري الذي نكبهم به انقلاب 21 سبتمبر؟ بل و نكب اليمن و اليمنيين أجمعين.

 

   إن تربص المشروع الإيراني، و المخطط الاستعماري، و سوء تقدير الحسابات البلهاء، كلها خدمت المشروع الإيراني مجانا ، و قدمت اليمن ببلاهة مفجعة و مخزية لإيران، يوم أن دعموا ذلك الانقلاب الكارثة؛ نكبة 21 سبتمبر المُحٰرِقة.

 

   لقد زَجّت نكبة 21 سبتمبر البلاد في حرب لم تزل قائمة، كما نهبت موارد البلاد، مزقت الوطن، تبنت مزاعم خرافية، و نبشت أمراض الطائفية، و أشهرت نزعة الاستعلاء، و راحت تدعي ملكية الوطن، و تملك المواطن، و ادّعاء التسيد على الشعب.

 

    جهارا نهارا تدّعي عصابة21سبتمبر الحوثية أن منتسبيها سادة، و أنها متميزة خلْقا،و عِرقا، وطينة، و أن سائر اليمنيين مجرد عبيد، يتوجب عليهم فرض الشكر و الثناء للسادة الأدعياء على ما تفضلت به السلالة أنها قبلت منهم هذه العبودية ..!!

 

   و يخاطبونك باستعلاء، ثم يَمُنّون عليك بلسان الحال، و المقال، قائلين :  أنت تنعم بعبودية، فما قيمة المرتب إلى جوار عبوديتك للسيد  !  ما حاجتك للحرية؟ و أنت تنعم بالتمسح بسلالة تنال السماء بأنسابها. ما حاجتك للكرامة؟ و أفضل كرامة أن تنعم بتقبيل ركب السلالة الحوثية؟ ما حاجتك، للعلم ،  ما حاجتك للحياة... و أنت في الأصل قد نلت أعلا الدرجات بالعبودية للسلالة الحوثية ..!!

 

   و مع كل المساوئ، و الذل، و الحرمان،و الظلم،و التكبر و التجبر و التعالي للسلالة الحوثية،وليدة 21 سبتمبر الكارثة، و الجريمة،و البلوى ؛ تأتي النفوس المريضة، و العقليات البلهاء الساذجة، لتردد ما يردده الموتورون و ليقف بك عند فبراير الذي أوْرَق نتائج و حقق منجزات،و وفاق، فيحيل كل ما جرى عليه، و يصمت صمت الذل و المسكنة عن نكبة و جريمة،و كارثة21 سبتمبرالمشؤوم التي هي أساس كل مصيبة، و أصل كل ما جرى و يجري منذ 21 سبتمبر النكبة و الكارثة.

القائمة البريدية

أشترك معنا في القائمة البريدية لتصلك كل الاخبار التي تنشرها الصحوة نت

تواصل معنا

الجمهورية اليمنية

info@alsahwa-yemen.net

الصحوة نت © 2023 م

الى الأعلى