هذا يوم يجب أن يكون ثابتا من ثوابت الذاكرة اليمنية، و رافدا من روافد هوية الشعب اليمني الثقافية و التاريخية و النضالية.
7 فبراير 1968م. يوم انتصار عظيم للشعب اليمني، إنه يوم كسر حصار صنعاء؛ المعروف بحصار السبعين، و سحق فلول الملكية السلالية الأولى، التي جلبت لها قوى الاستعمار خيلها و رجلها، و ذهبها، و مرتزقتها.
أما الأموال فحدث و لا حرج، و أما الخبراء العسكريون فقد جيئ بهم من مختلف عواصم الاستعمار، و كان لإيران أيضا حضورها في تأٓمر اللئام، فامبراطور إيران يومذاك لا يختلف عن إمام إيران اليوم، و عقلية ملالي طهران اليوم، هي نفس عقلية أباطرتها بالأمس، و الجامع بينهما تاج كسرى الذين يحلمون بوضعه على كسرى جديد يُنصبّونه يوما.
تاج كسرى؛ تاج قد ديس يوم معركة القادسية، يوم أن تلقت الامبراطورية الفارسية- حينذاك - الضربة القاتلة الأولى. و من نافلة القول أن نذكر بأن لليمانيين دور لا ينسى في ذلك اليوم الأزهر، و المعركة الغراء.
و كانت الضربة القاصمة يوم فتح نهاوند في عهد عمر بن الخطاب، حيث تحطمت إمبراطورية فارس تماما؛ و من هنا نعرف حجم حقد ملالي طهران على عمــــر بن الخطاب ، كما نعرف مدى حقدهم على اليمن و اليمنيين.
7 فبراير 1968م. يوم لا يُنسى، و ما ينبغي لأحد أن ينساه، إنه يوم أشرقت فيه صنعاء بنور ربها، بعد أن لم يبخل أبناء يمنها بدمائهم لفك حصارها، و ترسخت في ساحاتها أقدام من كسر حصارها، و رفرفت أعلام جمهوريتها على جبــالها : نقم ، و عيبان، و الجبل الطويل، و عادت سلالةُ الحوثيةِ الأولى من بيت حميد الدين تجر أذيال خيبتها مخلفة وراءها جثث خبراء الحصار بمختلف جنسياتهم.
و تبخرت أحلام بيت حميد الدين، و طوى البدر و أولاد عمه الحسن خطاب العرش الذي كانوا يُعدّونَ لإلقائه، ممنين أنفسهم الأماني؛ قبل أن تأتيهم ضـــــربات الجـمهوريين لتزلزل الأرض من تحت أقدامهم؛ و ليفروا مدحـورين إلى غير رجعة، و منهزمين رغم الذهب الرنان الذي ركلته أقدام الجمهوريين، ممن احتشدوا من كل أرجاء اليمن؛ فتسامى صفاؤهم الجهادي و نقاؤهم الوطني، و إخلاصهم النضالي فوق كل شيئ، يوم أن مضوا جميعا يهتفون بشعارهم الفذ: الجمهورية أو الموت ..!!
فكانت الجمهورية، و كانت حقيقة الجمهوريين الشرفاء، لمن أراد أن يتعظ أو أراد ادكارا.
و جمهوريو اليوم، أمامهم أن يعيدوا الكَرّة، يدا بيد، و كتفا بكتف، انتصارا للحق،و للدولة، معززين لصدقهم، و مؤكدين لعزمهم، و يتسامون بقوة الإرادة و الإخلاص، فوق كل المغريات، و المخططات المشبوهة لتحقيق النصر و بلوغ الهدف المنشود دون تردد، أو تقاعس، و دون البحث عن بطولة عبر التشكيك بالأدوار البطولية للسباقين بمواجهة المشروع الإيراني،و انقلاب 21 سبتمبر المشؤوم.