يُكمل الشخصية الاجتماعية والأستاذ التربوي الأستاذ زكريا أحمد قاسم عامه السادس خلف قضبان أحد السجون السرية التابعة للمجلس الانتقالي في محافظة عدن، دون الإفصاح عن الأسباب أو حتى التهم الموجهة له.
ويعد الأستاذ زكريا من الشخصيات التربوية، ويحظى بمكانة كبيرة بين أبناء مدينة عدن ولديه سجل حافل في العمل الإغاثي والإنساني أثناء الحرب التي شنتها مليشيا الحوثي الإرهابية إبان محاولاتها السيطرة على العاصمة المؤقتة عدن.
وفي فجر الثامن والعشرين من يناير 2018 اختطف مسلحون يتبعون إدارة أمن عدن الاستاذ زكريا قاسم من أمام منزله في مديرية المعلا في مشهد بات هو السمة الأبرز لمدينة عدن بعد التحرير، وأُبلغت الاسرة حينها من قبل أدارة امن عدن أنه اجراء روتيني وسيتم الافراج عنه بعد انتهاء التحقيق معه، وهو ما الجأها الى عدم التعاطي اعلاميا حتى يتم الافساح للجهود الشخصية والعلاقات للإفراج عن زكريا وهو مالم يحدث حتى اليوم.
ويعد زكريا القيادي في حزب الإصلاح والمدير التنفيذي لجمعية اقرأ التنموية أحد الشخصيات التي دأبت دائما على خدمة الناس والسعي خلف قضاء مصالحهم وتدبير شؤونهم.
وبالتزامن مع الذكرى السادسة لاختطافه دشن نشطاء حملة إلكترونية واسعة أمس السبت تحت وسم: #زكريا_قاسم_6_سنوات_اختطاف للمطالبة بسرعة الإفراج عنه وعن جميع المخفيين قسريا.
وتساءل رئيس مؤسسة خليج عدن للإعلام خالد الشودري عن الجرم الذي فعله زكريا حتى يختطف 6 سنوات كاملة دون أن يكشف عن مصيره، هل كل مصيبته ان اسرته متمسكة بالنظام والقانون سبيلا وحيدا لإطلاقه، أم أنه من أبناء عدن المدينة حيث لا قبيلة ولا مليشيا مسلحة تدعمه وتتكلم باسمه! قضية زكريا ومصيره وغيره من المخفيين هي قضية كل غيور محب لهذه المدينة.
وأضاف في مقال له، "على مدى 6 سنوات ظل مصير الاستاذ زكريا قاسم رهينة للتكهنات والتفسيرات المختلفة دون أي رد رسمي يتم التعامل به في أي قضية من هذا النوع، وتعنت بالغ في إذلال أسرته الكريمة المفجوعة بخطف ولدها بعد عدة وقفات احتجاجية لم تلق السلطات المعنية أي بال".
وأكد أن أسرة زكريا "أسرة عدنية تربوية مدنية مسالمة لا تعرف غلق الطرقات الرئيسية ولا إضرام النار في الإطارات، ولا تجيد غيرها من فنون البلطجة السائدة لإخراج ابنها والكشف عن مصيره، لكنها تمتلك ما هو أقوى من ذلك وهو الحق في حرية ولدها والكشف عن مصيره حقا أصيلا كفلته كل الشرائع السماوية والأرضية"، مطالبا بإنفاذ القانون وإحالة ملفه للنيابة العامة و القضاء.
وغرد آلاف النشطاء تحت الهشتاج في الساعات الأولى للحملة مؤكدين أن إدارة الأمن في محافظة عدن تتحمل مسؤولية الكشف عن مصير الأستاذ زكريا قاسم والعمل على إطلاق سراحه من السجون السرية التابعة للانتقالي.
وكتب توفيق أحمد على منصة إكس، "نحمل الأجهزة الأمنية في عدن مسؤولية فقدان الأستاذ زكريا أحمد قاسم وسلامته، ونطالبها بالكشف عن مصيره، وإطلاق سراحه بشكل فوري وعاجل".
وقالت زهراء جلال إن "عائلات المحتجزين تعيش كابوسا لا ينتهي بعد اختفاء ذويهم قسرا على أيدي قوات الأمن بعدن. ويُجابه أفرادها بالصمت أو التخويف إذا طالبوا بمعرفة أماكن أحبتهم، أو إذا كانوا على قيد الحياة أم لا".
وأضافت: "اختطاف زكريا قاسم واستمرار احتجازه نموذج للسلوك الفاشي الذي يمارس في عدن، ويتشابه تماما مع سلوك المليشيات الإيرانية في المناطق المحتلة... الاختطاف والإخفاء القسري سلوك مليشيات وعصابات ".
وتداول النشطاء على نطاق واسع صورا لأسرة ونجل الأستاذ قاسم وعائلته ومحبيه، التقت خلال العشرات من الوقفات الاحتجاجية التي نفذت أمام مقرات الشرطة والنيابة العامة والقضاء في العاصمة المؤقتة عدن.
كما تداول النشطاء تسجيلاً مصورا لنجل الأستاذ زكريا، وهو يتساءل عن مصير والده، وما الذنب الذي اقترفه حتى يتم الزج به في السجون السرية، ويتم إخفاؤه قسرا عن أسرته ومحبيه وهو رجل الخبير والعطاء والعلم والتعليم الذي تشهد له عدن وسكانها قاطبة.
وطالب النشطاء والمغردون الأجهزة الأمنية والتشكيلات التابعة للانتقالي والأجهزة القضائية بالكشف عن مصير الأستاذ زكريا قاسم وسرعة الإفراج عنه، ومحاسبة كل المتورطين في جريمة إخفائه قسرا وتغييبه عن عائلته ومحبيه.
كما دعا النشطاء مجلس القيادة الرئاسي، والحكومة إلى تحمل مسؤوليتها تجاه مواطنيها والعمل الجدي من أجل إنهاء معاناة أسرة قاسم، وإعادته إلى عائلته وإنهاء الجريمة المستمرة منذ سنوات بحق شخصية تربوية واجتماعية وعدنية تمثل نموذجا إنسانياً فريداً.