حذر سياسيون، وباحثون، وصحفيون، من مغبة استمرار تصعيد مليشيات الحوثي الإرهابية في جبهات القتال، والبحر الأحمر على خيارات السلام، وعلى الوضع الانساني باليمن، منددين بالاستغلال الحوثي للقضية الفلسطينية لخدمة أهداف إيران بالمنقطة.
يضر اليمن ولا يخدم فلسطين
وشددوا خلال مساحة نقاشية استضافها حساب الصحوة نت على منصة " اكس"، بعنوان "مآلات التصعيد الحوثي في جبهات القتال"، على أن التصعيد الحوثي في البحر الأحمر هو بالمقام الاول ضد اليمنيين ولا يخدم الفلسطينيين، ويستنزف اليمنيين ويستنزف مصالح العالم بالبحر الأحمر.
مؤكدين أن التصعيد الحوثي أضر باليمنيين وبالمقاومة الفلسطينية وقدم خدمة للاحتلال كونه صرف أنظار الناس عن غزة الى البحر الأحمر، مؤكدين ان التصعيد الحوثي لم يحقق نتيجة ولم يضر الاحتلال، غير أن أمريكا ضخمت ما يجري عمدا لإثبات وجهة نظرها أن الاذرع الايرانية خطر على العالم، وأصبحت الان مسيطرة على البحر الاحمر بذريعة حماية الملاحة الدولية.
وخلال المساحة، قال وكيل وزارة الإعلام نجيب غلاب، إن التصعيد الحوثي هدفه تعبئة كتله المليشاوية ومحاولة للبحث عن شرعية داخلية لإنتاج حرب ضد اليمنيين، لافتا إلى أن الحوثي يركز على الحرب الداخلية لتثبيت أركان الولاية الخمينية.
إعاقة مسار السلام
وأكد أن التصعيد الحوثي رسالة واضحة لإعاقة مسار السلام، حيث لا توجد في ذهنيته مسألة الوصول للسلام، ومازالت فكرة القوة والعسكرة هي المحدد الأساس، ومن الخطأ الاعتقاد أن الحوثي يريد أن يبني شراكة حقيقة مع بقية اليمنيين ويكون واحد من بقية الاطراف داخل اليمن.
وقال غلاب إن الشرعية تصارع من أجل تثبيت الجمهورية، بينما الحوثي يقاتل من أجل تثبيت الولاية التي ترفض الشراكة والجمهورية، ويرى اليمنيين كعدو، ويستخدم القوة من خلال ملشنة الحياة كلها، وانتاج حروب مستمرة حتى يقضي على الجميع ويحكم وحده، لكنه عاجز عن تحقيق ذلك، ولم يستطع إحداث اختراق في مناطق الشرعية منذ سنوات.
وقال إن وضع الجيش الوطني بكل تشكيلاته أصبح أقوى من أي مرحلة سابقة، وفي حال توفر الدعم والإسناد فهو قادر على الضغط على الحوثي حتى يقبل السلام وفقا للمرجعيات، وإيقافه عن إنتاج مزيد من الفوضى، مؤكدا أن خطوط حمراء منعت الجيش من التقدم ولو رفعت تلك الخطوط فالجيش لديه القدرة على هزيمة الحوثي، وتحقيق السلام.
وقال غلاب إن الإقليم والمجتمع الدولي والشرعية اليمنية يريدون الوصول بالحوثي للقبول بفكرة الدولة الجامعة، إلا أن المسار دفع الحوثي للحرب لكي تزيد ارباحه، ويريدها تستمر لكي يصفي الاخرين.
إضعاف اليمنيين
وتابع قائلا" في الوقت الذي تسعى فيه الشرعية لأن يكون الحوثي طرفا سياسيا محميا بالدولة التي تعد مظلة للجميع وحامية للكل، يسعى الحوثي لتصفية الكل وفقا لعقائده السياسية والطائفية، وهو يقاتل كحالة انتحارية، ويضعف اليمنيين، ويبني قوته على النهب والسلب، ويكبر المأساة من خلال الجباية والنهب.
وشدد على أن التصعيد الحوثي في البحر الأحمر هو بالمقام الاول ضد اليمنيين ولا يخدم الفلسطينيين، ويستنزف اليمنيين ويستنزف مصالح العالم بالبحر الأحمر، والمجتمع الدولي أصبح أمام مسؤولية كبيرة فيما يخص الملف اليمني، وعليه التركيز على إنهاء الحروب الداخلية كما يركز على حماية المياه الدولية، مؤكدا أن استمرار التصعيد الحوثي سيعود بالضرر على الإقليم وعلى العالم كله، وسبق أن وصل للسعودية وللخليج، واليوم وصل للعالم كله من خلال الملاحة الدولية.
ولفت إلى أن السلام استراتيجية ثابتة للشرعية، لكن ليس سلاما كما يريد الحوثي، وندعو المجتمع الدولي للضغط على الحوثي للقبول بالحلول السياسية، حتى لا يؤذي اليمنيين والاقليم والامن والسلم الدوليين، وعلى الشرعية ان تكون مستعدة لإزالة الإعاقة التي يقوم بها أمام السلام.
تحويل السلام لأداة حرب
وأوضح ان الحوثي مستمر في إعاقة عملية السلام ويرفع الاشتراطات ويجعل السلام اداة من ادوات الحرب ويستغله لبناء قوته حتى يكون هو المهيمن، ومثل هذا التوظيف ينتج حرب، ولن يقبل أحد بهذا المسار، ومن يقود هذا المسار للفشل هو الحوثي.
من جهته قال العميد ركن محمد عبدالله الكميم إن الحوثي لا يؤمن بالسلام ولا بالتعايش ولا بالانتخابات، وهو مستمر في التصعيد بل لم يتوقف يوما عن التحشيد والتحريض، واستحضار ثارات الحسين، ويحضر للمعارك باستمرار، من خلال إقامة العروض العسكرية ودورات التجنيد.
وأضاف خلال المساحة، أن ما يجري في البحر الأحمر سبق أن حذرنا منه قبل سنوات وقلنا أن الحوثي يحضر لمعركة بالبحر الأحمر، ويعد العدة لاستهداف الملاحة الدولية، ولديه مخطط وأسلحة وألغام وصواريخ بحرية، ومثلت عملية طوفان الاقصى فرصة للحوثي لاستغلالها والتعلق بها لبدء المعركة.
خداع الناس
وأوضح الكميم أن الحوثي تعرض لهزات كبيرة خاصة عندما بدأ الشعب يطالب بحقوقه ورواتبه، فلجا حينها للوساطة لإنقاذه، وعندما جاءت طوفان الاقصى هرب نحو التحشيد المضاعف وخداع الناس انه سيحرك القوات الى فلسطين، لافتا إلى أن الحوثي قتل آلاف اليمنيين تحت شعار محاربة أمريكا، بدا من حروب صعدة وصولا الى دماج وصنعاء، وغيرها من المعارك التي يخوضها تحت الشعار الكاذب.
وأكد أن التصعيد الحوثي أضر باليمنيين وبالمقاومة الفلسطينية وقدم خدمة للاحتلال كونه صرف أنظار الناس عن غزة الى البحر الأحمر، ولم يحقق نتيجة ولم يضر الاحتلال، غير أن أمريكا ضخمت ما يجري عمدا لإثبات وجهة نظرها، وأصبحت الان مسيطرة على البحر الاحمر بذريعة حماية الملاحة الدولية.
وشدد على أن الجيش أصبح أقوى من ذي قبل، وعنده استعداد للتضحية بكل شيئ في سبيل الوطن، وقادر على هزيمة المليشيات متى أتيحت له الفرصة، وتوفر له الدعم اللوجستي والأسلحة النوعية، والى جانبه ملايين اليمنيين المساندين له.
خدمة أهداف إيران
بدوره قال وكيل وزارة الإعلام محمد قيزان، إن اليمنيين مع فلسطين ولا يمكن للمليشيات أن تزايد عليهم، لافتا إلى أن هناك من غرهم الشعار الحوثي وتناسوا الجرائم الحقيقية للمليشيات التي خلفت نحو 300 الف قتيل وجريح وفجرت المنازل والمساجد ودور القران في مختلف المحافظات.
وقال قيزان إن المليشيات ومن خلال انقلابها في 2014 تسببت باستدعاء التحالف، وتصعيدها اليوم بالبحر الاحمر وفر ذريعة لتدخل خارجي على حساب مصلحة اليمن أرضا ودولة وإنسانا، مما يؤكد ان تضع مصلحة إيران أولا، ولا تأبه بمصلحة اليمن وسكانه، مذكرا بتصريحات وزير دفاع إيران التي تقول إن البحر الاحمر أصبحت منطقة نفوذ ايرانية.
وأكد ان التصعيد الحوثي في البحر الأحمر، هروب من استحقاقات شعبية كان يواجهها، حيث عجز عن الايفاء بالتزاماته خلال 9 سنوات، وشاهدنا كيف ارتفعت الاصوات للمطالبة بالحقوق، وعندها توجه الحوثي للتصعيد بالبحر الاحمر للهروب من تلك الاستحقاقات.
استغلال للحشد
وقال إن الحوثي يستغل قضية حرب غزة من أجل حشد الناس لجبهته الداخلية لقتل اليمنيين في تعز ومارب وشبوة، لأنه لا يعيش الا في ظل الحرب، ويريد أن يظهر من خلال المسرحية الهزلية في البحر انه طرف إقليمي مؤثر، ويستغل الوضع للزج باليمنيين وفتح معارك جديدة، متسائلا كيف لمن يحاصر تعز ويختطف العشرات وينكل بهم أن ينصر غزة؟
وشدد أن الحوثي لا يعيش الا على القوة والدماء والمعارك، ولن يوقفه الا قوة رادعة تتمثل بالجيش الوطني الذي ضاعف من جهوده وراكم من قدراته، وسيكون له دور كبير وحاسم للحد من تصعيد الحوثي عسكريا، خاصة إذا تم دعمه لتخليص اليمنيين من هذه المليشيات.
ودعا قيزان الشرعية أن تسير نحو الغاية الأسمى وهي إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة، وإيصال رسالة للمجتمع الدولي ان هذه المليشيات وصل ضررها للاقتصاد العالمي، وعلى الشرعية تنشيط العمل الاعلامي والدبلوماسي لتسليط الضوء على خطر هذه المليشيات.
كما دعا اليمنيين إلى توحيد جهودهم وصفوفهم ورفع درجة الاستعداد لردع الحوثي لأنه لن يقبل بالسلام الا اذا هزم عسكريا ودمرت قوته، وعلى الشرعية اظهار مستوى عالي من التماسك واعطاء أولية كبيرة للاهتمام بالجيش الذي يعد صمام أمان الوطن، وجعله قوة حقيقة لوقف العنتريات الحوثية، وإنهاء الانقلاب.
عدو السلام والتعايش
وشهدت المساحة مداخلات من قبل أعضاء البرلمان ورؤساء مراكز أبحاث، وباحثين وكتاب وصحفيين جميعهم أكدوا أن الحوثي يواصل استغلال حرب غزة لصالحه، ولن يتوقف عن التصعيد في الجبهات، ويبحث عن أي ثغرة للعودة الى أي جبهة قتالية دحر منها، ولا يعرف أي معنى للسلام والتعايش، حيث يمد يد للسلام، ويحشد في الجبهات كلها، ويدشن حملات تجنيد للزج بالشباب لقتال أبناء جلدتهم المدافعين عن اليمن والشرعية والديمقراطية.
مشيرين إلى أن التصعيد يكشف الوجه الحقيقي للمليشيات، وما يحدث ليس بجديد عليها، بل هو واحدة من سلاسل الابتزاز التي يحاول الحوثي من خلالها أن يبتز المجتمع الاقليمي والدولي أنه عصي على الكسر والهزيمة، بينما هو هش، ويستطيع اليمنيون اذا اصطفوا ووجدوا الدعم الكافي من الاشقاء والاصدقاء كسره وهزيمته.
مطالبين الشرعية بالعمل على كسر المليشيات، والظهور للناس من خلال عمل مؤتمر صحفي حول التطورات في البحر الأحمر وتصعيدها، وإيصال رسائل لليمنيين ودول المنطقة والعالم، كون غيابها عما يجري غير مبرر وغير منطقي، ولا يجب إعفاءها، وعليها القيام بدورها في هذه اللحظة الحرجة.