الاهداء
إلى أصحاب الصورة القادمة من الماضي والى سلسلة الأمس الجميلة جميعهم طلابا وزملاء واساتذة لتلك الأرصفة والساحات والفصول والمدرجات والخواطر الشاردة التي تسلم من بعيد ، لذاك الضجيج وذاك الصمت لتلك التكشيرة والبسمة والمشاغبات والجلسات المؤنسة، للمناقشات والدراسات، لذاك العراك والجدل لصخب المدارس وحماس الملاعب لتلك اللقاءات الثرية بالفكر وساعات اللعب لكل الزمان والمكان وما احتوى الزمان وضم المكان.
(لتقتقة) ساعة الحائط وصوت الاذان ودقات الجرس المدرسي ولعب (السلبيت)ومن (كبته طيار ) (والحادي) ورياضة لعبة (العير) الشهيرة على ضوء القمر في القرية والتي انقرضت وكانت تصلح لتضم إلى (الالعاب الأولمبية)، لهدير السيل النازل وصوت طائر العقاب ونقيق الضفادع على النهر وبركة الماء لشبيبة الراعي وثغاء الماعز قبل الغروب لكل الماضي سلام .
تقفز إلى ذهنك صور من الماضي فتعيدك بدون استئذان إلى ذاتك ويرسل لك احد الأحبة صورة كنت نسيتها أو غطتها الأيام بغبارها فتثير فيك نور انطفأ وحياة جميلة ذبلت وغابت وراء الغيوم فتشرق من جديد كنور الفجر لتعيدك إلى أيامك الماضية.
أو ترى مشهدا أو صورة فتجذبك بلطف إلى حديقة امس الجميلة بمرها وحلوها.
الذكريات ليست صور عابرة بل حياة غائرة في جوف الايام؛ ومنقوشة في الذاكرة ومنحوتة في القلب. إنها ما تبقى من الحياة أو ما نستطيع لملمته من أوراقنا المبعثرة في ساحة الرياح الشديدة الهبوب والتقاطه من امام أعاصير الزمن الشارد.
تحية لكم جميعا وللأيام الشاردة ولكل اخواننا وطلابنا و استاذتنا واصحابنا الذين تقاسمنا معهم الايام الغاربة.
فلكل غارب شوق ولكل غائب حنين.
ونحن نعيش في وسط زوابع الايام و(صعيرران) الدهر من الجميل التقاط بعض الأنفاس لاسترداد ذواتنا وعمرنا الماضي.
الماضي جميل لأن العمر في جوهره ماضي حتى ما نعتقده حاضرا أو مستقبلا فهي مرادفات للماضي .
ومع العلم الماضي ليس عدما بل هو المستقبل الحقيقي الذي ننتظره ورصيدنا الباقي يعود لنا و بنا إلى دائرة ثبات الزمان وإقامة النعيم برحمة الله ولطفه فهذه الروح تعشق الخلود واليه تهفوا.
والماضي هو طريق العودة ونافذة الدار الاولى التي خرجنا منها يوما ومازال الروح متعلق بعتبتها الخالدة
نسأل الله التوفيق وان يجمل ماضينا ويحسن الختام ويرزقنا العافية دنيا وآخرة.