في لحظة ضعف وانكسار ما، قد تقفَرُ قلوبنا وتنضبُ منها بعضُ الأشياء الجميلة، وتتصحرُ كما تتصحرُ الغابات، وتجف كما تجف الآبار العذبة، كل ذلك قد تصل إليه قلوبنا في لحظ ضعف وانكسار ما، حينما نفقد شغفنا بالحياة بفقدنا من كانوا في وجودهم إضافات قيمة وجمالية تلهمنا مزيد من الشغف والعطاء والحب والاستمرار وعدم الانكسار في منتصف الطريق، من كانوا يلهموننا البقاء واقفين في وجه تقلبات هذه الحياة وتلوناتها.
الشعور بالانكسار والضعف سمة إنسانية وبقدر ما هي أيضاً لحظة روحانية فارقة تعيد ترتيب إنسانيتنا وتهذيبها وتشذيبها بقدر ما هي لحظة قاتلة محملة بالإحباط والانكسار، ينبغي أن لا نستغرق فيها طويلاً، ولكن ينبغي أن نعيشها بتفاصيلها ونعطيها حقها من التأمل والانزواء حتى تكتمل مهمة اغتسال الروح من نزوات الجسد وحظوظ النفس.