في أعقاب الضربات الأمريكية والبريطانية على مواقع للمليشيات الحوثية، عادت إلى الذاكرة مشاهد المغامرات الحوثية السابقة باستعداء المحيط العربي، وإدخال اليمن في نفق مظلم.
وقالت الولايات المتحدة وبريطانيا، ان هجومهم على مواقع في اليمن هو رداً على استهداف الحوثيين المتكرر للسفن في البحر الأحمر. ويرى مراقبون ان هذا قد يهدد المنطقة برمتها بإدخالها في محيط صراع واسع سيدفع فاتورته اليمنيين.
ومساء الأربعاء، أعلنت الولايات المتحدة إعادة تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية عالمية، مصنفة بشكل خاص، سيدخل حيز التنفيذ بعد 30 يوماً من تاريخ الاعلان،.
وقال مسؤولون في إدارة بايدن إن التصنيف يهدف إلى "ردع الحوثيين عن عدوانهم المستمر في البحر الأحمر"، وهذا التصنيف هو الأحدث في سلسلة من الإجراءات الأمريكية التي تستهدف الجماعة المدعومة من إيران.
مغامرات غير مسؤولة
ويقول الإعلامي نبيل نادر إنه "كان من المفترض قبل أن تستهدف أمريكا جماعة الحوثي أن يعملوا على دعم الجيش المناهض للحوثي بدلا من عرقلته وسيتكفل الجيش بإنهاء خطر الحوثيين واستعادة الدولة ومؤسساتها."
وأضاف في تصريح لـ"الصحوة نت"، "أن هناك حالة واحدة قد يلاقي فيها عبدالملك الحوثي مصير قاسم سليماني ورضا موسوي وهو إذا قرر تجاوز الخط المرسوم له من البيت الأبيض حينها لن تتردد امريكا بالتخلص منه كما فعلت مع هؤلاء الايرانيين وغيرهم".
وتابع "اما حاليا فالحوثي لايزال يمشي حسب المخطط ولم يخرج عن النص بعد، حينها سيكون الحوثيين قد قضوا على اي مستقبل لليمن على مدى 100 عام مقبلة، لذا من الافضل ان يتحرك الشعب اليمني دفاعا عن نفسه ضد الحوثيين قبل ان يقع الفأس في الرأس".
من جانبه، قال رئيس المركز الإعلامي اليمني رماح الجبري، "إن المغامرات الحوثية غير مسؤولة من شأنها اغراق اليمن في صراعات مع دول العالم جميعاً من اجل ارضاء المعممين الإيرانيين".
وأضاف في حديث لـ"الصحوة نت"، "أن هذه المغامرات تتسبب في صرف الأنظار عن غزة إلى البحر الاحمر، مما يمنح إسرائيل الفرصة بارتكاب المزيد من المجازر".
ودعا الجبري إلى رفض" هذه الأعمال الصبيانية التي تستعدي العالم بأكمله ولا تمس اسرائيل بسوء، مالم فسندفع جميعنا ثمن العنتريات الايرانية في بلادنا".
تشكيك
ويرى كثيرون أن الهجمات الحوثية على سفن تجارية في البحر الأحمر ليست سوى مسرحية بين الولايات المتحدة وإيران، الناشط الاعلامي صلاح العاقل، في تصريح لـ "الصحوة نت" قال: إن" العالم كله يعرف بأن ما يجري عبارة عن "مسرحية".
بدوره حذر المحامي والحقوقي محمد عبد الله الحاضري، من كارثة قد تقع في حال تجاهل الشعب اليمني الواقع تحت سيطرة الحوثيين لأفعال هذه الجماعة الخارجة عن القانون التي تقوم بها تحت ذريعة (دعم غزة).
وقال "ما تقوم به جماعة الحوثي من اعمال طائشة رغم كونها لأغراض دعائية إلا أنها قد تجلب سخط العالم كله على اليمن وتكون سببا في دمار اقتصادي هائل على اليمنيين".
مضيفاً أن" المسرحيات المكشوفة في البحر الأحمر، التي يوهم اليمنيين من خلالها بأنها "ترفع رؤوسهم" بينما هي في الحقيقة ستجلب لهم مزيداً من الدمار والخراب".
دخان بلا نار
الكاتب والصحفي السعودي سليمان العقيلي، في مقالته بعنوان دخان بلا نار، يرى أن" الضربات الامريكية البريطانية للمواقع الحوثية ليست ذات قيمة عسكرية أو امنية أو استراتيجية".
ويستند العقيلي، في رأيه إلى عدة مؤشرات، منها أن "تلك الضربات محدودة، ولا تهدف لتقويض قوة الحوثيين العسكرية، او حتى اضعافها او النيل منها".
مضيفاً أن الضربات لم تفاجئ الحوثيين حيث سبق أن حذرت الصحف الأمريكية والبريطانية للحوثيين منذ مطلع يناير الجاري اضافة إلى تسريبهما لموعد الهجوم قبل حدوثه بساعات.
ويؤكد الكاتب أن" التاريخ الحديث شهد تعاوناً سياسياً وامنياً بين واشنطن وطهران بعد احداث 11 سبتمبر 2001 الارهابية وخاصة في افغانستان والعراق اثناء وبعد الغزو الامريكي للبلدين، ويعتقد على نطاق واسع أن عملية التخادم بين البلدين لازالت مستمرة ضد الامن القومي العربي ولإدارة مصالحهما في الشرق الأوسط".
وأشار العقيلي في مقاله أن "الامريكيين لو كانوا صادقين في حماية الامن الاقليمي لسعوا لتقويض الدور الحوثي الايراني المزعزع للاستقرار والعابث بالأمن الداخلي في الدولة الوطنية العربية، بدلاً من وضع خطوطهم الحمراء امام الجيش اليمني اثناء سعيه لاستعادة صنعاء وكذلك الحديدة وحذف جماعة الحوثي من قائمة المنظمات الإرهابية".