عن معاذ ابن جبل في جمعة رجب

عن معاذ ابن جبل في جمعة رجب

معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدي بن كعب بن الخزرج الانصاري اليماني، كان معاذ بن جبل في مقدمة كوكبة الصحابة المتوهجة بالنور  ومن الصف الاول ومتفردا بصفات عديدة تميزه عن غيره

اسلم وعمره ١٨ سنة وشهد بيعة العقبة وبدر وكل الوقائع مع رسول الله  ،ورغم صغر سنه فقد ظهر عالما فذا و قائدا ورجل دولة من وقت مبكر ؛ له هيبة وجمال في الشكل والروح؛ وارادة تؤهله ان يكون أحد حواري الرسول صلى الله عليه وسلم ومن يخصه في حبه ( يا معاذ اني احبك) وتشرف  بأن تلامس يده شفاه رسول الله وهو يقبلها حبا  فقد كان المصطفى يكن لمعاذا في قلبه مكانة و حبا كبيرا .

فمعاذ بشهادة الرسول هو (اعلمكم بالحلال والحرام معاذ )وأحد المراجع الأربعة الذي أشار اليهم الرسول لكي يأخذ الناس منهم القرآن.

وعندما أراد صلى الله عليه وسلم ان يرسل من يؤسس مجتمعا اسلاميا ويضع لبنات الدولة والقضاء في اليمن اختار معاذ بن جبل واوصاه مع ابي موسى الاشعري بقاعدة من اهم قواعد الدعوة: يسرا ولاتعسرا وبشرا ولاتنفرا.

ولمكانة معاذ في قلب رسول فقد خرج مودعا له إلى خارج المدينة في مشهد عاطفي وحميمي؛ ولندع معاذ يصف هذه المشهد الجميل بماله من دلاله؛

(عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ لَمَّا بَعَثَهُ رَسُولُ الله صلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْيَمَنِ خَرَجَ مَعَهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوصِيهِ وَمُعَاذٌ رَاكِبٌ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْشِي، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: “يَا مُعَاذُ، إِنَّكَ عَسَى أَنْ لَا تَلْقَانِي بَعْدَ عَامِي هَذَا، وَلَعَلَّكَ أَنْ تَمُرَّ بِمَسْجِدِي هَذَا وَقَبْرِي”.. فَبَكَى مُعَاذٌ جَشَعًا لِفِرَاقِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ الْتَفَتَ النبي فَأَقْبَلَ بِوَجْهِهِ نَحْوَ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ:

إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِي الْمُتَّقُونَ، مَنْ كَانُوا وَحَيْثُ كَانُوا”، رواه أحمد

مكث معاذ يجوب مخالف اليمن ويعود إلى مركزه في الجند حيث مسجده الذي بناه والذي مازال اليوم قائما  ويحتفى فيه كل عام في اول جمعة من  رجب وهي الجمعة الأولى  التي اقامها معاذ عند قدومه

وبقى واليا لرسول الله صلى الله عليه وسلم  ولم يعد إلى المدينة الا بعد وفاة صاحبه الكريم وتحديدا في خلافة  ابوبكر الصديق فقد كان الصديق  يحتاج في تأسيس الدولة ومواجهة الأخطار ومنها اخطار الردة قائدا وعالما ثقة كمعاذ  الشاب الذي لم يبلغ الثلاثين و يحمل هما ورؤية. وصفات العالم والقائد المحنك والزاهد العابد.

ختم هذا الصحابي المميز والقائد الرباني حياته في الشام حيث ذهب مع صاحبه وشبيهه في الصفات ابو عبيدة ابن الجراح  يقودان الفتوحات ويعلم الناس الفقه.

عن عطاء بن أبي رباح ، عن أبي سلمة الخولاني قال : دخلت مسجد حمص ، فإذا فيه نحو من ثلاثين كهلا من الصحابة ، فإذا فيهم شاب أكحل العينين ، براق الثنايا ساكت ، فإذا امترى القوم ، أقبلوا عليه ، فسألوه ، فقلت : من هذا ؟ قيل : معاذ بن جبل . فوقعت محبته في قلبي).

ليموت هناك  بالطاعون عن عمر لم يتجاوز الثلاثين عاما

لتهتز الامة بغياب احد اهم أركان الدعوة والقضاء و القيادة والدولة.

وعندما طعن الخليفة الفاروق وبدأ الحديث عن خليفته وقبل ان يحدد ستة من الصحابة ليتم اختيار أحدهم خليفة للفاروق؛ التفت ليقول بحسرة :

لو كان أبو عبيدة حيا لاستخلفته ولو كان معاذا حيا لاستخلفته

ليظهر قدر ومكانة هذه القامة وهذا الشاب اليمني العملاق، ان من واجب الأمة دراسة سيرة هذا  الصحابي الكبير وفي المقدمة أبناء اليمن  فهو منهم وله حق عليهم وفي سيرته الهاما للأجيال وفخرا

ومن المؤسف ان لايتم دراسة سيرته في المناهج الدراسية اليمنية فهو وكما هو علم من اعلام الهدى للأمة قاطبة هو قبل هذا من اعلام اليمن بل العلم الأول  الذي يجب أن يدرس للأجيال كلهم وان تكون جمعة رجب يوما للوقوف أمام سيرته العطرة بدلا من ان تجري كاحتفاء سنوي على سبيل العادة دون ان يعرف احد المناسبة وصاحب المناسبة والأدهى ان يجري تحريف هذه الذكرى وتحويلها إلى يوم لتكريس الخرافة التي حاربها معاذ بوصية من صاحب الرسالة السماوية

صلى الله عليه وسلم.

القائمة البريدية

أشترك معنا في القائمة البريدية لتصلك كل الاخبار التي تنشرها الصحوة نت

تواصل معنا

الجمهورية اليمنية

info@alsahwa-yemen.net

الصحوة نت © 2023 م

الى الأعلى