يتعرض الإعلامي مجلي الصمدي لاعتداء وحشي وتهديدات متكررة للمرة الثانية خلال أقل من ثلاثة أشهر، وذلك على خلفية مطالبته بإعادة بث إذاعته الخاصة "صوت اليمن" التي أغلقتها جماعة الحوثي وصادرت ممتلكاتها دون سند قانوني.
منذ ذلك الحين، أصبح الصمدي هدفًا مباحًا لميليشيات الحوثي، حيث تقتحم منزله وتنتهك كرامته أمام عائلته والناس دون رادع.
وتعتبر هذه الحادثة جزءًا من حملة الاستهداف الممنهجة التي تشنها جماعة الحوثي ضد الصحفيين وحرية الصحافة في اليمن منذ انقلابها عام 2014، مما جعل حياة الصحفيين مهددة بخطر حقيقي من جميع الاتجاهات.
سلسلة من الانتهاكات
لا تعد حادثة الصمدي، استنثناءً بل سبقتها سلسلة من الانتهاكات بحق الصحفيين والمصورين ووسائل الإعلام كان من أبرزها في 21 مايو 2015 تم استخدام الصحفيين يوسف العيزري وعبدالله قابل، من قناتي سهيل ويمن شباب كدروع بشرية بعد اختطافهما من قبل ميليشيا الحوثي في مدينة ذمار مما أدى إلى استشهادهما معًا.
وفي فبراير 2016 م استشهد مصور قناة يمن تي في، أحمد الشيباني، برصاص قناص حوثي أثناء للأحداث في تعز، وفي يونيو 2015م، تم اختطاف 9 صحفيين، من أحد الفنادق بصنعاء وهم: هشام اليوسفي، هيثم الشهاب، عصام بلغيث، هشام طرموم، عبدالخالق عمران، توفيق المنصوري، اكرم الوليدي، حسن عناب، عبدالله المنيفي، لمدة 5 أعوام و 4 أشهر في زنازين وأقبية تعذيب الميليشيا الحوثية، بتهم ملفقة.
وفي نفس العام قامت الميليشيا باختطاف الصحفي يونس عبدالسلام، وتعذيبه لمدة عام ونصف، وفي اكتوبر 2017 اقتحمت مجموعة مسلحة تابعة لجماعة الحوثي منزل الصحفي، كامل الخوداني، واعتدت على زوجته وابنه وابنته مما أدى إصابتهم بجروح خطيرة ونقلهم إلى المستشفى.
كما تعرض الصحفي محمد قائد العزيزي، في يونيو 2021م، للاعتداء والضرب من قبل مسلحين حوثيين أمام منزله بصنعاء مما أدى إلى إدخاله العناية المركزة.
الأكثر خطورة
وتصدرت اليمن قائمة الأكثر خطورة على الصحفيين، منذُ انقلاب 2014م ، وفق تقارير حقوقية متعددة، وأخر هذه التقارير هو تقرير نقابة الصحفيين اليمنيين الصادر في 2022م، والذي رصد 92 انتهاكًا بحق وسائل الإعلام والصحفيين والمنشآت الإعلامية، تنوعت بين المحاكمات، والتهديد، والتحريض، وتعذيب، وحرمان من حق التطبب والرعاية، وإيقاف الإذاعات، ومصادرة مقتنيات، وقطع المرتبات، وحالات قتل، كما أكدت النقابة في تقارير سابقة "أن الميليشيات الحوثية تسببت في مقتل 46 صحفيًا ومصورًا ".
لا مكان للصوت الاخر
في السياق قال الصحفي محمد الجرادي، في حديث "لـموقع الصحوة نت": أنه " لا وجود لشيء اسمه حرية الصحافة في عهد ميليشيا الحوثي ،ولا مكان للقلم الحر ومن يفكر بانتقاد الانقلاب يكون مصيره في ظلمات الزنازين او تتم تصفيته او تنتهك ادميته وتصادر حقوقه ويشاهد الموت عدة مرات في اليوم."
وأضاف الجرادي، أن" المطلوب من الصحفيين في هذه الفترة هو التسبيح بحمد السيد وتهديد دول العالم بالموت وترديد زوامل الثأر واهازيج الانتقام وتخوين المعارضين او تكفيرهم ونعتهم بالارتزاق والكفر والنفاق، اياك ان تتكلم عن الرواتب والغلاء والفقر المدقع والأمن شبه المعدوم وعن جحيم الحياة اليومي."
و في ظل حكم الحوثي لا وجود للحرية ويجبرهم على التمللق لسيدهم ولا يسمح بالتحدث عن مشاكل الناس يقول الصحفي محمد الجرادي " تكلم فقط عن حكمة وشجاعة السيد القائد وهدد شعوب الارض بالهلاك جوعا وعرقلة التجارة، واكتب فقط عن مظلومية آل البيت وظلم الأمويين والعباسيين والمغول والاتراك، واذا خرجت عن النص فالويل لك ولعائلتك ولأصدقائك والحي الذي تسكن فيه والاحياء المجاورة، وهذا باختصار شديد وضعنا الحالي في اليمن".
الصحفيون يواجهون خطرًا محدقاً
وأكد الصحفي عبدالله السامعي، "لـموقع الصحوة نت" أن " الصحفيين في اليمن يواجهون خطورة على حياتهم وعلى حياة ذويهم، خاصة مع التحريض الصريح والمباشر من زعيم جماعة الحوثي، عبدالملك الحوثين على الإعلاميين والنشطاء ورواد منصات التواصل الاجتماعي".
وأضاف السامعي، أن الصحفيين يحملون هم 30 مليون يمني إلى لرأي العام العالمي، وأن تهديد حياتهم لا شك هو تهديد مباشر للشعب اليمني بأكمله".
كما دع تلك المنظمات إلى رفع دعاوى قضائية على قادة الميليشيا ومحاسبتهم على جرائمهم بحق الصحفيين والاعلاميين وكل الاصوات المعارضة التي لم تحمل السلاح ولكنها قالت رأيها فقط في بلد يفترض بأنه ديمقراطي".
جريمة قانونية
أما الإعلامي عزام الكردي، فيؤكد لـ موقع "الصحوة نت" على أن "حرية الصحافة حق مكفول في القانون الدولي والمساس بكرامة وحقوق الصحفي يعد جريمة في القانون الدولي وقوانين حرية الرأي والتعبير".
مضيفاً" اما في حالات الانقلابات وبالذات الانقلاب الحوثي فالجرائم التي ترتكب لا تعد ولا تحصى، ويكفي أن اليمن صارت من أخطر الدول على حياة الإعلاميين".
يذكر أن عبدالملك الحوثي قد قام في أكثر من خطاب بالتحريض على الصحفيين ومشاهير مواقع التواصل الاجتماعي متهماً إياهم بالعمالة، ومحاولة إثارة الفتنة الداخلية بشكل مباشر.