سياسي فلسطيني والرجل الثاني في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ونائب رئيس المكتب السياسي للحركة منذ عام 2017. ساهم في تأسيس كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس، وقضى 18 عاما في سجون الاحتلال. اتهمته إسرائيل بالوقوف خلف العديد من العمليات التي نفذتها المقاومة في الضفة الغربية، واغتالته مساء في 2 يناير/كانون الثاني 2024.
أدرج العاروري على القائمة الأميركية لـ"الإرهابيين الدوليين" عام 2015. وعرضت وزارة الخارجية الأميركية ما يبلغ 5 ملايين دولار عام 2018 مقابل من يدلي بمعلومات عنه عبر برنامجها "مكافآت من أجل العدالة".
المولد والنشأة
ولد صالح محمد سليمان العاروري عام 1966 ببلدة عارورة الواقعة قرب مدينة رام الله بالضفة الغربية.
الدراسة والتكوين
تلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي والثانوي في فلسطين، وحصل على شهادة البكالوريوس في الشريعة الإسلامية من جامعة الخليل بالضفة الغربية.
الوظائف والمسؤوليات
تقلد العاروري العديد من الوظائف المهمة داخل حركة حماس، من بينها عضويته منذ عام 2010 في مكتبها السياسي، قبل أن يُختار نائبا لرئيس المكتب السياسي في الخامس من أكتوبر/تشرين الأول 2017. ويعاد انتخابه يوم 31 يوليو/تموز 2021، مع توليه رئاسة الحركة في الضفة الغربية.
التجربة والمسار
التحق العاروري بالعمل الإسلامي في سن مبكرة، وقاد العمل الطلابي الإسلامي في جامعة الخليل منذ عام 1985 حتى اعتقاله عام 1992، والتحق بحركة حماس بعد تأسيسها أواخر عام 1987.
وخلال الفترة الممتدة ما بين عامي 1990 و1992، اعتقل جيش الاحتلال العاروري إداريا (دون محاكمة) فترات محدودة على خلفية نشاطه في حركة حماس، حيث شارك خلال تلك الفترة في تأسيس جهاز الحركة العسكري وتشكيله في الضفة الغربية، مما أسهم في الانطلاقة الفعلية لكتائب القسام في الضفة عام 1992.
وفي العام نفسه (1992)، أعاد الجيش الإسرائيلي اعتقال العاروري، وحكم عليه بالسجن 15 عاما بتهمة تشكيل الخلايا الأولى لكتائب القسام بالضفة، ثم أفرج عنه عام 2007، لكن الاحتلال أعاد اعتقاله بعد 3 أشهر لمدة 3 سنوات حتّى عام 2010، حيث قررت المحكمة العليا الإسرائيلية الإفراج عنه وإبعاده خارج فلسطين.
وبعد الإفراج عنه، تم ترحيله إلى سوريا التي استقر فيها 3 سنوات، ثم غادرها إلى تركيا في فبراير/شباط 2012 بعد اندلاع الثورة السورية، ثم انتقل ليستقر بلبنان.
اتهمته إسرائيل عام 2014 بالتخطيط لخطف وقتل 3 إسرائيليين في الضفة الغربية، وهذا الأمر كان من الأسباب التي جعلت الاحتلال يشن حربه على غزة عام 2014.
وفي الخامس من أكتوبر/تشرين الأول 2017، انتُخب العاروري نائبا لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس. وقالت مصادر في الحركة للأناضول إن الانتخاب بدأت قبل ذلك بعدة أيام وانتهى فجر الخميس (الخامس من أكتوبر/تشرين الأول 2017)، وإن الاقتراع تم من قبل مجلس الشورى العام للحركة الذي يضم ممثلين عن ثلاث مناطق، هي الضفة الغربية وقطاع غزة وخارج فلسطين.
وبدأت الانتخابات الداخلية لحركة حماس في الثالث من فبراير/شباط 2017 على عدة مراحل، وأسفرت عن انتخاب إسماعيل هنية رئيسا للمكتب السياسي للحركة، ويحيى السنوار رئيسا للحركة في قطاع غزة.
هدم الاحتلال منزل العاروري يوم 31 أكتوبر/تشرين الأول 2023 بالمتفجرات في منطقة عارورة بالضفة الغربية المحتلة، وكان قبلها قد اعتقل 20 شخصا في الـ25 من الشهر نفسه من بينهم شقيق العاروري و9 من أبناء أخيه.
اتهمت إسرائيل العاروري بإشرافه على هجمات حركة حماس من الضفة العربية، ودعمه الفلسطينيين للرد على هجوم إسرائيل البري والجوي على غزة.
شارك في المفاوضات المعلنة لتبادل الأسرى مع إسرائيل في الهدنة الإنسانية المؤقتة عقب العدوان الإسرائيلي على غزة يوم 9 أكتوبر/تشرين الأول 2023. وأعلن في ديسمبر/كانون الأول الماضي في مقابلة مع قناة الجزيرة إنه "لن يتم تبادل المزيد من الأسرى مع إسرائيل حتى يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة".
الاغتيال
ومساء يوم الثلاثاء الثاني من يناير/كانون الثاني 2024 قالت حركة حماس إن العاروري اغتيل في هجوم بطائرة مسيرة إسرائيلية استهدف مبنى يضم مكتبا للحركة في بيروت.
وأضافت الحركة أن اثنين من قادة كتائب القسام استشهدا أيضا في الهجوم، في حين نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤول دفاعي أميركي أن إسرائيل هي المسؤولة عن عملية الاغتيال هذه.