النبــــــأ العظيم

النبــــــأ العظيم

 

   لقد كان يوم السابع من شهر أكتوبر هذا العام، هو النبــــــــأ العظيم، و الحدث الكبير الذي تتلاشى إلى جانبه الأحـــــداث الأخرى، رغم أن بعضها كان حدثا بالغ الأهمية.

 

   حتما ليس هناك من حدث في العام 202 ينافس على سبق و أولوية السابع من أكتوبر، الذي جاء على سبيل :

 

        طلع الصباح فأطفئ القنديلا !

 

   عمّ يتساءلون؟ و عم يتحدث الناس؟ و عم يتحدث العالم؟ و عم يتهاتف الرؤساء و الحكومات؟ و عم تعكف القنوات الفضائية؟ و عم تتساءل الصحف؟ و عمّ يجهد الفيتو - الخائب - نفسه كل أسبوع !؟

   إنهم كانوا و مايزالون يتحدثون عن النــــــبأ العظيم.

 

   أتَرى هذا النبأ العظيم اليوم؟  إنه امتداد لذلك النبأ العظيم الأعظم، الذي شهدته قرية صغيرة في زمن مضى؛ هي مكة المكرمة حين جاء محمد صلى الله عليه وسلّم بالنبأ العظيم، فإذا القوم يومها يقفون في ذهول،  فقد وضعهم الجو العام في عمق ما جرى و يجري :  عم يتساءلون؟ عن النبأ العظيم !

 

   نعم.. بدأ التساؤل المندهش،الذي أخذه الذهول؛ بدروب مكة و مسالكها، و شعابها؛ لكنه كان النــبأ العظيم الذي تجاوز مكة ، و رددته أرجاء الدنيا : الجزيرة العربية، و العراق،  و الشـــــــام، و اليمن، و فارس، و شمال افريقيا، و أوروبا، و المشرق... و ما سوى ذلك.

 

   و اليوم وقف العالم مندهشا مذهولا يكرر الموقف، صبيحة السابع من اكتوبر2023م. فيقف الرؤساء، و يقف المرؤوسون، و الملوك، و الامراء، و مراكز الدراسات، و الساســـــــة، و يقف الإعلاميون... يتلفتون لبعضهم و يرددون علنا،و في نفوسهم، ماذا دهى الناس :  عم يتساءلون !؟

 

   إنه امتداد النبأ العظيم، و إنها صفات أتباع النبأ العظيم ..!! أيقن من أيقن.. و استكبر من استكبر.. أو عارض من عارض.. فإنه النبأ العظيم يتكرر ؛ فيتكرر معه الصنـــــــفان :  الموقنون المحبون ، و المنكرون المبغضون.

 

   خرج نور ذلك النبأ العظيم من تلك القرية الصغيرة - مكة - فعم أرجاء الدنيا، و سقطت قصور كسرى،و اهتزت عروش قيصر !  و نا يمنعها من أن تهتز اليوم؟

 

   و يخرج اليوم النبأ العظيم من تلك البقعة الصغيرة - غــــزة - فتتساءل:  واشنطن، و لنـدن، و باريس، و برلين ، و روما ...  و تتساءل:  بكـين، و موسـكو ، و طهران، و طوكيو ، و سيول... و غير كل أولئك ؛ يتساءلون عن:  النـــبأ العظيم؟

 

   لا بأس أن يكفر صهيون، كما كفرت قريش.. فالبدايات تشهد الجحود ، و المكابرة ، و الغرور ، و يبرز طيش كسرى، و يظهر تردد هرقل، فتُخْضعه الضغوطات و اللوبيات فيستكين و يعلن العداء، فيما الحاخامات تجاهر بالعداء مبكرا.. و تجيش حُمٌَى التنافس لدى أولي القربى، ممن ضاق بالنبأ العظيم، فيتقمصون ثوب الناصح: أن امشوا واصبروا على آلهتكم ..!! 

 

   تتنمّر  الدنيا، و يحتشد المختلفون، و يتحالف المتخاصمون؛ لإطفاء النبأ العظيم ..!! فتكون جولات، و جولات، ثم ترتخي القبضة، و يتساقط التحالف، و تتبدل قناعات، و تتغير أفكار ؛ ذلك أن النبأ العظيم يمضي في طريقه غير آبه لتلك العوائق ، فيقود التحولات، و يغير القناعات، و يصحح المفاهيم و يقوِّم المسار ، و يكون نصر الله و الفتح.

 

   سنة الله و لن تجد لسنة الله تحويلا، من أخذ بها نجا، و من فرط فيها، أو جانبها تعثر ، و ربما سقط.

 

   النبأ العظيم لا ينطفئ، و إن ظن الحاخام المتأخر، أو القريب الغافل، أو كسرى المـــــــتربص، أو صليب لويس، أن بمــقدور مخططاتهم، و إرهابهم، و سجونهم، يمكن أن تعيــــــق النـــــبأ العظيم ، أو تحبس ضياه، فإنها تفشل،  و تخفق، و تنـــــــدحر جميعا أو أشتاتا، و يكون حالها:

 

        كناطح صـــــــخرة يومــا ليوهنها

        فلم يضرها و أوهى قرنه الوعل !

 

   إنه النبــــــأ العظيم  ...." ثم كلا سوف يعلمون ".

 

 

القائمة البريدية

أشترك معنا في القائمة البريدية لتصلك كل الاخبار التي تنشرها الصحوة نت

تواصل معنا

الجمهورية اليمنية

info@alsahwa-yemen.net

الصحوة نت © 2023 م

الى الأعلى