الحوثيون وصور قتلاهم.. ترويج مدفوع للموت

الحوثيون وصور قتلاهم.. ترويج مدفوع للموت

"يتاجرون بكل شيء حتى بأوجاع اليمنيين، وقتلاهم ايضا ونحن ندفع الثمن"، هكذا وصف موظف حكومي بصنعاء، حالة الاستعراض التي يمارسها الحوثيين بصور قتلاهم في مناطق سيطرتهم، في عملية دعائية للموت.

خصصت ميليشيا الحوثي مبلغ 300 مليون ريال (الدولار 630) لطباعة صور قتلاها "كمرحلة اولى" تزامناً مع ما يسمى "الذكرى السنوية للشهيد" وهي الفعالية التي تحييها ميليشيا الحوثي في جماد أول من كل عام، ضمن الفعاليات التي لا تنتهي خلال العام، ويستخدمونها للجباية على المواطنين في مناطق سيطرتهم.

وتلي هذه الميزانية دفعات، وفق ما افادت مصادر إعلامية، في الوقت الذي تمر اليمن بأزمة إنسانية وانقطاع لرواتب مايقارب 1.3 مليون موظف حكومي بحسب، المركز الوطني للمعلومات، إضافة الى الظروف المعيشية السيئة، للعام التاسع على التوالي.

ويأتي هذا الإهدار للمال العام دون اكتراث لمعاناة المواطنين الذين سحقت معيشتهم حرب الحوثيين خلال السنوات الماضية، ويكشف هذا الإهدار فساد ميليشيات الحوثي، وحجم الإيرادات الهائلة الذي تحصل عليها الجماعة من الجبايات وموارد المؤسسات الحكومية.

وكشف تقرير لجنة العقوبات في مجلس الامن، حصول الحوثيين سنوياً على 45 مليار ريال (ما يعادل 90 مليون دولار) من إيرادات الزكاة، وأكثر من 271 مليارا (540 مليون دولار) من ضرائب الوقود عبر موانئ الحديدة خلال ثمانية أشهر فقط من الهدنة بين أبريل ونوفمبر من العام الماضي 2022، وهي أموال مخصصة لمرتبات الموظفين.

 

 

كما ذكر التقرير قيام الجماعة الإرهابية  بتدمير الشركات المحلية في القطاع الخاص لصالح شركات خاصة موالية لهم، وتهريب المخدرات، ومصادرة الأراضي، ومن ضمنها مساحة 12 مليون و744 ألف متر مربع صادرها الحوثيون في مديرية بيت الفقيه في الحديدة، واراضي بقيمة 30 مليون دولار صادرتها الميليشيا في منطقة "القصرة" بالحديدة.

كما تفرض جماعة الحوثي على التجار واصحاب المشاريع والمحلات والمواطنين جبايات تقدر بالمليارات مع كل مناسبة تحتفل بها وأبرزها " المولد النبوي" و"عيد الغدير" و" ذكرى الشهيد" وغيرها.

 

 

مأساة الموظفين مستمرة

وبالرغم من هذه المبالغ الطائلة، لاتزال جماعة الحوثي تتهرب من دفع الرواتب للموظفين الحكوميين بحجة عدم وجود السيولة و"الحصار" ونقل البنك المركزي الى عدن، دون مراعاة أوضاع الموظفين المتدهورة ولاسيما المعلمين الذين يشكلون النسبة الاكبر من الموظفين في القطاع الحكومي.

واضطر الكثير من المعلمين لترك التدريس، والعمل في المخابز والدراجات النارية، بالاضافة الى مهن شاقة، في الوقت الذي تنفق الميليشيا المليارات على المناسبات الطائفية المستحدثة مدار العام، وهي مبالغ يقول خبراء الاقتصاد أنها قد تكون كافية لسد رواتب الموظفين في مناطق سيطرة الحوثيين.

 

 

وقال عضو في نقابة المعلمين اليمنيين (طلب عدم الكشف عن اسمه) "إن جماعة الحوثي تهدد المعلمين بمصير رئيس نادي المعلمين (ابو زيد الكميم) المعتقل منذ اكتوبر الماضي بسبب مطالبته برواتب المعلمين والذي تشير الانباء الى تدهور حالته الصحية".

واضاف في حديث لموقع "الصحوة نت"، "بان المعلمين باتوا هم الفئة الأشد فقرا في اليمن، وان سوء الاوضاع المعيشية تسبب في اصابة البعض بالجنون والبعض فارق الحياة نتيجة نوبة قلبية".

 

 

فساد بلا خجل

وفي الوقت الذي يعيش الموظفين الحكوميين وضعا مأساويا، مقابل الجحيم الذي يعيشه الموظفين، يعيش مشرفي وقياديي ميليشيا الحوثي حياة البذخ والرفاهية بعد امتلاكهم اسواق النفط والعقارات والسلاح والصرافة والمشتقات النفطية، وانفاقهم جميع موارد الدولة على ملذاتهم الشخصية دون رقيب او حسيب.

وتحت شماعة (العدوان) تمارس الميليشيا فساداً لا محدود يقول اليمنيون انه يفوق فساد العهد السابق الذي مارسه خلال عقود باضعاف المرات، ومع ذلك لا يتوقف الحوثيين عن تذكير المواطنين بفساد النظام السابق وتفاخرهم بالقضاء على ذلك النظام رغم أن الفساد حينها.

وقال عبد الكريم - موظف حكومي بصنعاء - "لايمكن مقارنة سلطات الدولة بالميلشيات مهما كانت اخطاء المؤسسات الحكومية قبل سيطرة الحوثيين، هؤلاء يجاهرون في البذخ ولا يخجلون من اوجاع الناس ومعاناتهم اليومية".

وأضاف في حديث ل "الصحوة نت"، "في الماضي كنت استلم راتبي قبل نهاية الشهر وادفع منه الايجار واكل واشرب منه طوال الشهر واشتري لاطفالي الثياب والألعاب، اما الان انا تحت خط الفقر على نفقة اقاربي في الخليج، ومثلي غالبية الموظفين".

وتابع: "حتى رواتبنا من اليونسيف عرقلتها جماعة الحوثي، وفي الماضي كنا ننتقد الفساد اما الان من ينتقد  يقال عنه ذات الاسطوانة المشروخة (مرتزقة  ومنافقين)، ويكون مصيره الاختطاف والتعذيب".

القائمة البريدية

أشترك معنا في القائمة البريدية لتصلك كل الاخبار التي تنشرها الصحوة نت

تواصل معنا

الجمهورية اليمنية

info@alsahwa-yemen.net

الصحوة نت © 2023 م

الى الأعلى