شهدت قمة تغير المناخ "كوب 28" في مدينة دبي بالإمارات، مطالبات عربية رسمية بـ"حياة كريمة لسكان غزة ووقف الحرب"، وسط استئناف إسرائيل، الجمعة، قصف القطاع وسقوط 109 شهداء ومئات الجرحى.
وعقدت القمة غداة انطلاق مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "COP28"، بدبي، والذي يستمر حتى 12 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.
وقف الحرب
وفي القمة، قال عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، إن "تحسين حياة المجتمعات بالتغلب على تأثيرات تغيّر المناخ، هدف طويل الأمد، ولن نتمكن من تحقيقه إلا من خلال تعاوننا الجماعي لتسريع الإنجاز".
وأكد تأييد بلاده "إعلان كوب 28"، المنتظر أن يصدر بنهاية القمة، معربا عن أمله في أن يسهم الإعلان في "إحلال السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط والعالم"، وفق ما نقلته وكالة الأنباء البحرينية.
وتمنى آل خليفة، أن "يضع الإعلان ضمن أولوياته الحاجة الملحة للشعب الفلسطيني وضمان تمتعه بأبسط مقومات الحياة الكريمة، ورفع كل أسباب النزاع (الفلسطيني الإسرائيلي) بوقف الحرب الدائرة في قطاع غزة، والسعي الجاد لإعادة إعمارها تمهيداً لإقامة دولته (فلسطين) المستقلة وفق حل الدولتين".
وفي وقت سابق الجمعة، أعلنت وزارة الصحة في غزة، ارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي على القطاع إلى 109 شهداء ومئات الجرحى، منذ انتهاء الهدنة الإنسانية المؤقتة صباحا.
تحديات "خطيرة"
من جانبه، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في كلمته، إن "مؤتمرنا اليوم ينعقد، وعلى غرار مؤتمر شرم الشيخ العام الماضي (كوب27)، وسط تحديات سياسية ودولية خطيرة، لا تقل أهمية عن تداعيات التغيرات المناخية".
وأضاف أن "ذلك يتطلب منا كقيادات سياسية مسؤولة أمام شعوبها، العمل المخلص على خروج مؤتمرنا هذا بنتائج طموحة، وتنفيذٍ متسارع للتعهدات السابقة"، بحسب وكالة الأنباء المصرية.
والخميس، شهدت مدينة دبي انطلاق فعاليات النسخة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف باتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "COP28"، وتسلم الإمارات رئاستها من مصر.
ويشارك في المؤتمر أكثر من 180 من رؤساء دول وحكومات من مختلف جهات العالم، بخلاف عدد طلبات حضور تصل نحو 500 ألف مشارك، بواقع أكثر من 97 ألف مشارك في المنطقة الزرقاء، و400 ألف في المنطقة الخضراء، وفق وكالة الأنباء الإماراتية (وام).
مآسي وتهديدات
وقال ملك الأردن عبد الله الثاني، في كلمته بالقمة، إنه "لا يمكن الحديث عن التغير المناخي بمعزل عن المآسي الإنسانية التي نراها حولنا (..)، ففي هذه الأثناء التي نتحدث فيها، يعيش السكان في غزة على كميات ضئيلة من المياه النظيفة، والحد الأدنى من الغذاء، وتزيد التهديدات المناخية من فظاعة مآسي الحرب".
وأضاف الملك الأردني أنه "لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي، بينما الدمار الهائل الناجم عن حرب قاسية في غزة يهدد المزيد من الضحايا ويعيق التقدم نحو مستقبل أفضل للعالم، فالأجيال الحالية والقادمة ستقوم بمحاسبتنا".
حق تقرير المصير
من جانبه، شدد الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، في كلمته، أن "الحكومة اتخذت إجراءات سريعة لتنفيذ مشاريع الطاقة النظيفة والمتجددة".
وأدان الرئيس العراقي، "العدوان المستمر على قطاع غزة ومواطنيها".
وطالب المجتمع الدولي بـ"الوقوف أمامه"، مجددا "التأكيد على أن للشعب الفلسطيني حقه في تقرير المصير"، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء العراقية.
وجدد الرئيس اليمني رشاد العليمي تضامن اليمن المطلق مع كافة الشعوب التواقة للحرية، والسلام، وفي المقدمة الشعب الفلسطيني، الصابر، والمناضل في سبيل عزته وكرامته، واقامة دولته المستقلة كاملة السيادة.
وصباح الجمعة، انتهت هدنة مؤقتة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، أنجزت بوساطة قطرية مصرية وأمريكية، واستمرت 7 أيام، جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية للقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.
وفور انتهاء الهدنة، استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية ضد القطاع، حيث استهدفت منذ الصباح مناطق متفرقة شمال ووسط وجنوب القطاع، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلّفت دمارا هائلا في البنية التحتية وعشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لمصادر رسمية فلسطينية وأممية.
الاناضول