الأمومة و الطفولة..
حقوق الطفل..
حقوق المرأة..
القانون الإنساني..
القانون الدولي..
مكافحة الإرهاب ..!!!
و مزاعم كثيرة، و عديدة تتحدث عن حقــوق، و عن عدالة، و مزايدة بالديمقراطية... تتباهى بـ(الحديث) عن كل هذه القيم عواصم الغرب الاستعمارية؛ أقول بالحديث عنها فقط، مجرد الحديث.
فقد مضت تلك العواصم منذ عقود تُسوّق اسماً للغرب بأنه العالم الحر ، كهدف مهم تسعى له بغية التخلص من تسميتها بالدول الاستعمارية؛ و هو المسمى الحقيقي للدول الغربية.
لأهداف معينة، هناك من راح يكرس التشنيع عن الهلوكست، و لكن جريمتي هيروشيما و نجازاكي لا تكادان تذكران ..!! و ما تعرضت له غزة، و تتعرض له الضفة الغربية أبشع، و أفظع من كل ماسبق؛ لكنها معايير و مكاييل العالم الاستعمار.
نعود لمزاعم العواصم الاستعمارية، و تباكيها الإعـــــــلامي، و استعراضاتها الصحفية و التلفزيونية عن الحقــــــــــــــوق، و القانون، و أحيانا عقد مؤتمرات، و ندوات، حتى سحروا بها أعين الناس، بل واسترهبوهم بسحر كذوب.
و جاء الطوفان؛ طوفان غزة ! غزة التي وقفت نيابة عن العالم تجاهد في حــــــــــــــــرب عالمية، تداعت لها العواصم الاستعمارية التي تسمي نفسها العــــــــالم الحـــــــر، فيجاريها المسحورون بسحرها، في زمـــــــن ينهب فيه السحـــــــــــــرة المسحورين، مقابل أن يحظى المسحورون بشيئ من حطام، أو بعض ألقاب باستجداء هين و رخيص.
جاء الطوفان فعرٌى العالم الحر، و انتزع منه كل ستر، و نزع عنه كل حجاب، و جرده من كل الثياب، أو قل تعــرٌى السحرة، و المسحورين على سواء، فبئس الساحر و المسحور.
في كل غارة من غارات الحــــــرب الصهيونية؛ المدعوم بكل آلات الحرب من دول الاستعــــمار؛ يُدفن مــــــــــــئات الأطفال الفلسطينيين. يتلذذ بتلك الدماء و الاشلاء الصهاينة، كما يتلذذ معه بالدمار كل من يمده بأسلحة الدمار الملعونة.
لكن.. أولئك الأطــــــــفال، يأبون أن يُدفنوا وحدهم، و لكنهم يَدفنون معهم قيم الغرب المزعومة، و حضارة الغرب المأفونة. و عن أي حضارة تتحدث بعض دول الغرب؟ أي حضارة هذه التي تجرؤ في الإقدام على إعلان استباحة دماء الأطفال تحت اختلاق مبرر الدفاع عن النفس؟ و هل يكون سبيل الدفاع عن النفس في قتل الأطفال !!؟
أي سقوطٍ أخلاقيٍ مدوٍّ هذا السقوط؟ و أي انكشاف فاضح هذا الانكشاف !!؟
أوَ يجرؤ الغرب؟ واشنطن، و لندن، و برلين، و باريس تحديدا أن يستمر خطابهم الإعلامي، و تشدقهم بحقوق الطـــــــــــفل، و حقوق المرأة، و القانون الإنساني.. و غيره !!؟
لقد انتهى زمن الخداع بالمزايدات الكاذبـــــــــــة، و الدعاوى الباطلة، و المــــــــزاعم الجوفاء، و برزت كأنظمة حكم تتعيٌش بادعاءات مزوَّرة، و تتستر بشعارات كاذبة خادعة.
رغم المأساة الأليــــــمة المؤلمة، التي أودت بحياة الآلاف من أطفال غزة، إلا أنها أودت كذلك معهم بقيـــــــم مزعومة كاذبة، و فضحت توحّش زعامات تجمّلت بالمزايدات حينا من الدهر، حتى كشفها على حقيقتها أطفال غزة، و عرٌوها أمام العالمين، و تكشّف معهم- أيضا - زيف الساحر و المسحور ..!!
أحمد عبد الملك المقرمي