فلسطين.. أنشودة

فلسطين.. أنشودة

على مدى يزيد عن نصف قرن حفلت مكتبة الأنشودة الإسلامية بعدد غير قليل من الأناشيد التي تعالج قضية الاحتلال اليهودي للقدس ولفلسطين عامة. وقد تنوعت هذه الإصدارات ما بين اللهجات العربية المختلفة وبين الفصحى وتعددت الجهات التي صدر عنها هذا الكم الهائل من الأناشيد. حتى أنك لا تجد بلدا عربيا أو إسلاميا إلا وله إسهامه المميز في هذه الأناشيد.

كما أن فرقا إنشادية عديدة ظهرت تحمل اسم الأقصى أو القدس أو فلسطين. ومن ذلك فرقة زهور الأقصى وفرقة روابي القدس وفرقة الرابطة الإسلامية لطلبة فلسطين في الكويت. وهذه الأخيرة قدمت عدة إصدارات متميزة تنوعت بين الفصيح والعامي. ولعل أهمها وأبرزها هو إصدارها الأول الذي صدر في شريط كاسيت في مطلع ثمانينيات القرن الفائت يحمل سبع أناشيد مدتها ساعة ونصف الساعة. هي على التوالي: بلادي بلادي اسلمي وانعمي- على الزناد أصبعي- سأحمل روحي على راحتي- ذبحوني من وريد لوريد- ياموطني- بني الإسلام قد دوى النفير- وصية لاجئ.

وقد حقق هذا الإصدار حضورا لافتا في حينه، وخاصة في اليمن. فقد ظلت المدارس والمعاهد فترة طويلة تبث هذه الأناشيد عبر برامجها المتنوعة. وتعيد تقديمها عبر حفلاتها المختلفة حتى أنه ليمكن القول أنه ما من طالب من طلاب تلك الفترة إلا وحفظ شيئا من أناشيد هذا الشريط المتميز.

ولعل أهم ما يميز هذا الإصدار المتميز أنه حفل بنصوص قوية ومتنوعة تناولت القضية من زوايا مختلفة منها المذابح البشعة التي نفذها اليهود في الفلسطينيين وقضايا اللجوء والسلام المزعوم وضرورة الجهاد والتصدي.

ومن شعراء هذه الأناشيد: الشاعران الفلسطينيان عبدالرحيم محمود وعبدالرحمن بارود والشاعر الأردني يوسف العظم.  والشاعر المصري هاشم الرفاعي رحمهم الله جميعا.

أما الألحان فقد روعي اختيارها بدقة وعناية كبيرة. فجاءت جميلة معبرة. تستبطن معاني النصوص بشكل لافت. فجاءت حماسية في قصائد الثورة والدعوة إلى الجهاد. حزينة هامسة في قصائد المأساة.

والأهم من ذلك كله أن أصوات المؤدين لهذه الأناشيد سواء الفردية أو الجماعية أصوات عذبة جميلة. ولأنها فلسطينية صرفة فقد عاشت معاني النصوص وأدتها بإحساس كبير وأداء فني عال. ومما هو جدير ذكره في ختام هذه التناولة أن عديدا من هذه الأصوات أصبح اليوم من قيادات الصف الأول في المقاومة الأمر الذي يعطي لهذا الإصدار مكانة سامية لا في مجال الأنشودة فحسب وإنما في قضية فلسطين ككل.. قضية العرب والمسلمين.

القائمة البريدية

أشترك معنا في القائمة البريدية لتصلك كل الاخبار التي تنشرها الصحوة نت

تواصل معنا

الجمهورية اليمنية

info@alsahwa-yemen.net

الصحوة نت © 2023 م

الى الأعلى