انهيار جديد للعملة الوطنية يفاقم من معاناة المواطنين

انهيار جديد للعملة الوطنية يفاقم من معاناة المواطنين

عاودت العملة الوطنية انهيارها ووصلت إلى مستويات لم تكن متوقعة بالتزامن مع تلاشى دخل الفرد، وارتفاع الأسعار بمعادلة عكسية تزداد معها مخاوف المواطنين من النتائج الوخيمة والسيئة المترتبة على هذا الانهيار.

ومع انهيار العملة عقب استقرارها النسبي عادت أسعار السلع الغذائية الى الارتفاع بشكل متسارع وملحوظ ليشكل ذلك أعباء اقتصادية أثقلت حياة المواطن.

انكماش

وشمل الارتفاع كافة المواد الغذائية والاستهلاكية دون استثناء وباتت متطلبات المعيشة اليومية حلما صعب المنال للعديد من الأسر في مختلف المحافظات.

وكان البنك الدولي توقع أن ينكمش الاقتصاد اليمني خلال العام الحالي بنسبة 0.5 في المائة، بسبب توقف تصدير النفط نتيجة استهداف الحوثيين لموانئ تصديره.

ووصف البنك ذلك بأنه يشكل نقصاً حاداً بالمقارنة مع معدل النمو الذي شهده اقتصاد البلاد خلال العام السابق بنسبة 1.5 في المائة، كما كشف عن أن عائدات ميناء عدن تراجعت خلال الأشهر الثمانية الأولى من هذا العام بنسبة 61 في المائة.

وذكر التقرير أن التوقعات تشير إلى أن إجمالي الناتج المحلي لليمن سينكمش بنسبة 0.5 في المائة خلال عام 2023، مما يشكل تناقضاً حاداً مع معدل النمو البالغ 1.5 في المائة والذي شهده العام السابق.

مأزق حقيقي

وقال الخبير الاقتصادي مصطفى نصر إن عملية انهيار الريال اليمني لم تكن مفاجئة وكانت متوقعة كون المعطيات على الارض الواقع واضحة وتشير الى حدوث هذا التراجع.

وأضاف نصر في تصريح لـ " الصحوة نت " أن مصادر النقد الاجنبي انعدمت عقب توقف تصدير النفط وتراجعت معه بشكل كبير نسبة الايرادات المتحصلة من الايرادات الضريبية والجمركية.

وأشار إلى أن الحكومة تواجه مأزق حقيقي فيما يتعلق بمصادر النقد الاجنبي على الرغم من الوديعة السعودية البالغة قيمتها مليار ومئتين مليون الا ان المملكة العربية السعودية وضعت جملة من الشروط والاشتراطات مقابلها وعلى ما يبدو انها لم تنفذ، بحسب قوله.

وأكد أن المبلغ الذي تسلمته الحكومة من المملكة العربية السعودية لم يغطي احتياج السوق من العملة الاجنبية كون اليمن بحاجة الى عملة صعبة لاستيراد السلع من الخارج فهو يستورد معظم احتياجاته من الخارج.

شحة نقد أجنبي

وأوضح نصر ان هناك شحة كبيرة في كمية النقد الاجنبي الموجود من الدولار والسعودي وهو ما يؤدي الى التراجع الحاصل لقيمة العملة ناهيك عن حالة عدم الاستقرار وعدم وجود بوادر لحل سياسي قريب.

عامر القباطي الذي يعمل في إحدى شركات الصرافة قال إن العملة المحلية شهدت خلال الأيام الماضية انهيارا متسارعا في قيمتها امام العملات الاجنبية ومن المتوقع أن تشهد المزيد في حال لم يتم توفير السيولة النقدية من العملة الصعبة .

وأضاف القباطي في تصريح لـ " الصحوة نت " أن سعر الدولار ارتفع الى 1527 ريال يمني في حين ارتفع سعر الريال السعودي الى 403 ريال يمني وهو ما فاقم من معاناة المواطنين .

وضع صعب

لافتا أن مع استمرار هذا الانهيار المتسارع للعملة سيصبح الوضع المعيشي في عدن والمحافظات المحررة بشكل عام غاية في الصعوبة في ظل عدم وجود أية إجراءات للحفاظ على استقرار العملة وإيقاف انهيارها المستمر الذي فاقم من الوضع الإنساني .

وتوقع القباطي أن العملة المحلية ستشهد مزيد من التراجع في حال لم يتم وضع حلول حقيقية لمعالجة الأوضاع الاقتصادية ووقف عملية الانهيار المتسارع للعملة المحلية امام العملات الاجنبية .

مؤكدا أن الوضع الاقتصادي الحالي لدى الحكومة الشرعية صعب كونها تواجهه تحديات كبيره فيما يتعلق بالنقد الاجنبي في ظل توقف صادرات النفط ومن واجبها العمل على معالجة الأوضاع الاقتصادية وتحسين قيمة العملة للتخفيف من معاناة المواطن .

 

القائمة البريدية

أشترك معنا في القائمة البريدية لتصلك كل الاخبار التي تنشرها الصحوة نت

تواصل معنا

الجمهورية اليمنية

info@alsahwa-yemen.net

الصحوة نت © 2023 م

الى الأعلى